تعقد رموز المعارضة السورية بالقاهرة مؤتمراً صحفياً مساء اليوم، للإعلان عن تدشين تحالف جديد للمعارضة السورية تحت مسمى «اتحاد الديمقراطيين السوريين» من أجل مواجهة سيطرة التيارات الإقصائية وبناء الديمقراطية في مرحلة ما بعد الأسد. وقال الدكتور عماد القربي المعارض السوري البارز، إن العشرات من رموز المعارضة السورية في الداخل والخارج عقدت اجتماعاً مطولاً على مدار اليومين الماضيين من أجل التشاور بين الشخصيات والقوى المدنية والديمقراطية والليبرالية والعلمانية وبعض أعضاء الإخوان المسلمين في الداخل والخارج حول وضع الثورة وتشكيل اتحاد ديمقراطي يضم كل القوى التي تؤمن بمدنية الدولة وديمقراطيتها بعيدا عن كل التيارات الإقصائية غير المدنية سواء كانت قوى إسلامية أو بعثية أو جهادية أو غيرها. وحول مدى ملاءمة تشكيل هذا التحالف للظرف الراهن للثورة قال: «القربى» في تصريحاته ل«الوطن»: «أعتقد أن هذا التحالف داعم للثورة لأن هناك ممثلين التنسيقيات السورية في المدن والمناطق المحررة في الداخل السوري، وقمنا بتشكيل لجان مصغرة في الداخل السوري وفي الخارج للتواصل مع باقي القوى المدنية لعمل انتخابات وتوافقات لاختيار ممثلين لاتحاد القوى الديمقراطية «اتحاد الديمقراطيين السوريين». وحول اختيارهم للوفد الممثل للمعارضة السورية في مؤتمر «جينيف-2»، قال: «حتى الآن لا يوجد شيء اسمه جينيف-2 هناك خلاف بين الأمريكان والروس وهناك حديث عن تأجيل المؤتمر، ونحن لم نناقش بعد المشاركة في مؤتمر جنيف-2». من جانبه، قال كمال اللبواني عضو الائتلاف الوطني، ومؤسس التجمع الديمقراطي الليبرالي، إن إنشاء الاتحاد جاء من أجل ضمان ان تكون دولة سوريا القادمة دولة مدنية ديمقراطية ووضع تصور للدولة السورية بعد رحيل الأسد. وأوضح أن العضو بالاتحاد يمكن أن يحتفظ بعضويته لأي فصيل سياسي أو حزب أو ايديولوجيا لكن المهم هو إيمانه بالديمقراطية والتعددية واحترام الحريات والحقوق، وأضاف: «مظلة الديمقراطية هي ما تجمع كل أعضاء الاتحاد سواء أكانوا ليبراليين أو اشتراكيين أو إسلاميين». وحول دافع تشكيل هذا التحالف الديمقراطي الآن، قال «اللبواني»: «النظام أغلق آلية التغيير والتعبير، والآن هناك جهات كثيرة داخل الثورة السورية وخارجها تريد بناء دولة مغلقة وسطوية بعد الأسد، وهناك بعض الأطراف التي تدعي الديمقراطية ولكن سلوكها مخالف لها، ونحن أسسنا الاتحاد لتفادي سرقة الثورة وأخذها في اتجاه السلطوي كما حدث في الثورة الايرانية ويحدث الآن في الثورة المصرية، ولضمان أن تصل الثورة دولة الحريات وأن يكون الدستور المقبل مدني ديمقراطي». وأوضح أن البيان الختامي للمؤتمر سيصدر في شكل إعلان ديمقراطي لشكل الدولة السورية القادمة، مؤكداً أنهم يعتمدون أيضا إعلان القاهرة للمعارضة السورية الصادر في يوليو الماضي والذي تمخض عنه وثيقة للمرحلة الانتقالية ووثيقة لشكل الدولة السورية بعد رحيل الاسد. وأوضح معتز شقلب المعارض السوري البارز والقيادي بتيار الكرامة الوطني أن هدف الاتحاد هو انشاء قطب ديمقراطي لمواجهة القطب الاسلامي، معلنا عن عدم مشاركته في الاجتماعات التأسيسية للاتحاد أو نية الانضمام له؛ نتيجة «رفض الطريقة التي تدير بها المعارضة السورية معركتها مع النظام»، وقال: «أرفض طريقة المعارضة في إدارة معركتنا مع النظام فكل الدول التي تدعي صداقتنا خذلت الثورة وأولهم العرب والمسلمين وكل دولة لو أرادت الدعم لفعلت ولكنهم للأسف وأن تمنو أن يدعمونا إلا أن ارتباطاتهم الخارجية تقف لهم بالمرصاد فمن يستطيع دعم الجيش الحر لا يجرؤ على إرسال رصاصة واحدة دون الحصول على موافقة مرجعتيه، وللأسف نرى المعارضة السورية معظمها مازالت تسير بفلك هذه الدول الصغيرة المؤتمرة من الخارج ونست الشعب ونست اللجوء إليه». وتابع ل«الوطن»: «نحن في تيار الكرامة الوطني رأينا أن نوقف العمل سياسيا في الوقت الجاري ونهتم فقط بالعمل الثوري، فالسياسة من خلال المؤامرات التي تحاك لوأد الثورة أصبحت كثيرة ودولية والسير بأي اتجاه سياسي لا يخدم مصلحة الثورة.. نحن نريد أن تحدد الثورة الطريق السياسي لنا لنسير به لا أن يحدد لنا الآخرون هذا الطريق مرة بالإملاءات ومرة بالتهديد ومرات بالإغواء.. من هنا قررنا عدم حضور أي مؤتمر لا يكون نصه المباشر آلية لدعم الثورة ويكون جدوله منحصرا على تقوية المساندة الشعبية للثورة ودعم الجيش الحر».