عقدت وزارة الشباب والرياضة، من خلال الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني، اللقاء الخامس حول "القيم والهوية والخطاب الديني"، ودوره في مواجهة قضايا الدولة بالتعاون مع وزارتي الأوقاف والثقافة، صباح اليوم، على مسرح الوزارة. يأتي اللقاء في إطار سلسلة الحوار المجتمعي والخطاب الديني التي تنظمها الوزارة في ضوء التوصيات الختامية التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ، لوضع ورقة عمل وطنية تمثل إستراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق السليمة لتصويب الخطاب الديني. حضر اللقاء الدكتور نعمات ساتى رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني بوزارة الشباب، والقس أرميا المقرر المساعد للجنة الشباب ببيت العائلة المصرية، الدكتور ربيع الغفير ممثلاً عن فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر والمنسق ببيت العائلة المصرية، الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ومستشار جامعة عين شمس للشئون السياسية والإستراتيجية، والدكتور محمد المهدى رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر وعضو مجلس إدارة الجمعية الإسلامية العالمية للطب النفسي ومستشار التحرير بمجلة الطب النفسي، والإعلامي جمال الشاعر. خلال كلمته تحدث الدكتور محمد المهدى حول موضوع التحولات في الشخصية المصرية وأسباب التطرف والإرهاب بين فئة الشباب على وجه الخصوص لأنها الفئة الأكثر سيولة والأشد تأثراً بالأحداث السياسية والاجتماعية. كما عرف الهوية وأنواعها وخصائصها مركزاً على الهوية الوطنية لأنها هي الهوية الجامعة التي تجمع كل أنواع الهويات في بوطقة الوطن على أرض معينة وشعب معين له خصائصه وتاريخه. وأضاف المهدى أن الهوية لها حالات ومراحل متعددة وأن الهوية الوطنية المصرية تمر بمرحلة التفكك حالياً، محذراً من الوصول إلى مرحلة ذوبان الهوية حيث يصبح الانسان بلا معنى ولا خصائص تميزه. مؤكداً أن مصر تحتاج إلى إصلاح السلوك الديني في المقام الأول بجانب إصلاح الخطاب الديني. وفى كلمته، شدد القس أرميا على أهمية استرجاع الدور التربوي والتعليمي لكل من المسجد والكنيسة والاسرة والمدرسة لأن الخطاب الديني هو أحد مكونات المنظومة المجتمعية، كما ناشد المسئولون في الدولة بضرورة إصلاح المناهج التعليمية التي تغرس قيم العمل من أجل الوطن، إضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي تبرز اهتمام لجنة التعليم بمجلس الشعب بتغيير المنظومة التعليمية بما يصب في صالح قيم التسامح وقبول الاخر وترجمة القيم الدينية الإسلامية والمسيحية إلى سلوكيات مجتمعية. وناشد "أرميا" شباب مصر جميعاً بضرورة العمل من أجل وطنهم لتحويل أفكارهم البناءة إلى عمل واقعي ومشروعات على أرض الواقع لمواجهة الفراغ الفكري وعدم تربية أبنائهم على الخوف من الآخر.