نفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم، فكرة أن تكون ألمانيا تسعى إلى فرض أي هيمنة على الاتحاد الأوروبي، ووعدت بمحاولة التوصل إلى توافق مع شركائها. وقالت المستشارة "يكون أحيانا لألمانيا دور معقد لأننا أكبر اقتصاد أوروبي. لكن ألمانيا لن تتحرك إلا بالتشاور مع شركائها. فكرة الهيمنة غريبة علي كليا"، وذلك خلال تقديم سيرة حياة هذه المرأة التي كثيرا ما توصف بأقوى امرأة في العالم. من جهة أخرى شددت ميركل على ضرورة قيام تعاون أوثق في أوروبا لمواجهة تحديات العولمة ومنع انهيار القارة العجوز، مذكرة بتجربتها الذاتية كمواطنة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، الدولة الشيوعية السابقة، التي اختفت الآن بعد إعادة توحيد ألمانيا. وقالت المستشارة الألمانية "انظروا، لقد شاهدت بلدا ينهار، جمهورية ألمانيا الديمقراطية"، مذكرة بأن النظام الاقتصادي الذي فرضه الاتحاد السوفياتي فشل. وأضافت "ما لا أريده حقا هو رؤية أوروبا تنهار كلها. أجد ذلك في منتهى العبثية، لدينا كل الإمكانيات". وكانت ميركل تتحدث خلال حفل تقديم كتاب "المستشارة وعالمها" للصحفي في صحيفة سودوتش تسايتونغ شتفان كورنيليوس، وفي حضور رئيس بولندا دونالد تاسك. ونفت ميركل بشدة أن تكون فرضت على أوروبا سياسة تقشف قاسية للخروج من الأزمة. وقالت "لا نحقق النمو بالتوفير فقط. ولا أوافق مطلقا على ألا نفعل شيئا سوى التوفير. النمو يأتي أيضا من إصلاحات هيكلية، وهذه تجربتنا في ألمانيا". ودعت ميركل إلى التحلي بروح الابتكار للبقاء في المنافسة، وذكرت بأن أوروبا تمثل 8% من سكان العالم و25% من إجمالي الناتج الداخلي و50% من الخدمات الاجتماعية. وأضافت "إذا كنا نريد المحافظة على الخدمات الاجتماعية يجب أن نصبح أكثر ابتكارا وحداثة". وفي العديد من دول منطقة اليورو التي تعاني من أزمة ديون مثل اليونان وقبرص والبرتغال وإسبانيا أو إيطاليا ارتفعت أصوات ضد سياسة التقشف المالي التي تدعو إليها المستشارة الألمانية مرفقة أحيانا برسوم كاريكاتورية ساخرة تظهر فيها ميركل مع شارب أدولف هتلر. وكان وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي دعا في نوفمبر 2011 في برلين الحكومة الألمانية إلى التحرك حيال أزمة الديون في منطقة اليورو التي اعتبر انه سيكون "لانهيارها عواقب كارثية". وقال سيكورسكي، الذي لم تنضم بلادة بعد إلى منطقة اليورو، "لقد أصبحتم الأمة التي لا غنى لها لأوروبا".