سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالأرقام.. "الأمية" سبب وصول "مرسي" و"شفيق" إلى جولة الإعادة مرسي وشفيق استطاعا الوصول إلى أهل الريف.. فوصلا إلى جولة الإعادة.. والعاطلون عن العمل اختاروا صباحي وموسى
تقدم الدكتور محمد مرسي في الجولة الأولى من الانتخابات في 13 محافظة مصرية، مقابل أقرب منافسيه، أحمد شفيق الذي تقدم في 5 محافظات فقط.. ما السر في تقدم صباحي في القاهرة، وتقهقره في المنوفية، ولماذا فاز مرسي في الفيوم، وخسر في القليوبية؟ إجابات تلك الأسئلة، تكمن في دراسة ظروف كل محافظة، من نسب الأمية والفقر والبطالة وتعليم الفتيات وغيرها من الموضوعات الديمغرافية عن المحافظة، وبمعادلات إحصائية يمكن فهم مدى علاقة هذه المتغيرات باختيار الناس لهذا المرشح أو ذاك. مصطفي الحوشى، محلل اقتصادي أول في شركة كامبريدج العالمية للتخطيط الاستراتيجي باستراليا، أعد دراسة تشمل مقارنة تقدم المرشحين في كل محافظة من المحافظات، والمعلومات الديموجرافية لهذه المحافظة. وتعتمد هذه الدراسة على إحصاء 6 متغيرات، هي: 1- نسبة الأمية في كل المحافظة 2- نسبة الريف إلي الحضر 3- نسبة البطالة 4- نسبة البطالة في الإناث 5- نسبة تعليم الفتيات 6- وهل كان أغلب المصوتين في كل المحافظة مؤيدين أم معارضين للتعديلات الدستورية، أي هل صوتت أغلبية المحافظة بنعم أم لا؟ واعتمدت الدراسة على معلومات حكومية موثقة، ومقارنة مدى شعبية 13 مرشحا دخلوا الجولة الأولى في انتخابات الرئاسة، واكتفت بنتائج أول 5 مرشحين لتقدم معلومات مفاجئة تعطي صورة شديدة الاختلاف للانتخابات الرئاسية. أول ما خرجت به الدراسة، هو أن المرشح حمدين صباحي كان له فئة خاصة من المؤيدين، تتكون من المتعلمين الذين يعيشون في الحضر، وكانوا من المصوتين ب"لا" في استفتاء التعديلات الدستورية. والاستثناء الوحيد لهذه القاعدة كان في محافظة كفر الشيخ، وهو ما يفسره أن المحافظة هي مسقط رأسه التي يتمتع فيها بشعبية استثنائية. أما المرشح أحمد شفيق، فقد وجدت الدراسة أن مؤيديه ينتمون لمختلف الطبقات والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، دون تمييز كبير في نوعية مرشحيه. نسبة التعليم بالمحافظة كانت عاملا هاما في اختيار المرشح الرئاسي ومدى شعبيته في كل محافظة، فقد وجدت الدراسة أن هناك علاقة قوية جدا بين نسبة الأمية في المحافظة، واختيارها للمرشح، فكلما زادت الأمية بالمحافظة، مالت لواحد من هؤلاء: محمد مرسي، أحمد شفيق، عبد المنعم أبو الفتوح، في حين أنه كلما قلت نسبة الأمية في المحافظة، مالت لاختيار عمرو موسى أو حمدين صباحي. هذا يفسر مثلا اكتساح أحمد شفيق في المنوفية، واكتساح صباحي للقاهرة والإسكندرية ذات معدلات التعليم المرتفعة.. ووجدت الدراسة أيضا علاقة قوية للغاية بين زيادة نسبة الأمية في المحافظة، واختيار المرشح الإخواني محمد مرسي. الدراسة وجدت أيضا أن هناك علاقة قوية بين زيادة نسبة الريف في المحافظة، وبين اختيار مرسي أو شفيق، وهو ما يؤكد أن المحافظات الكبري والقاهرة ليست بالضرورة مفتاح الفوز في الانتخابات، فالمرشحين الأكثر شعبية في الريف هما الذين وصلا لجولة الإعادة. العاطلون كان لهم رأي مختلف في الانتخابات، فكلما زادت البطالة في محافظة، زاد ميلها لصباحي وعمرو موسى، مما قد يشير إلي أن حديث صباحي عن العدالة الاجتماعية، وإعلانات موسى التي ركزت علي بناء مصر وإيجاد فرص كانت الأكثر جذبا للشباب الباحث عن وظيفة. نتيجة الاستفتاء على الإعلان الدستوري ألقت بظلالها على نتائج انتخابات الرئاسة، فالمحافظات التي صوتت بنعم في الاستفتاء كانت أكثر ميلا لانتخاب المرشحين الإسلاميين محمد أبو الفتوح ومحمد مرسي، في حين أن رافضي الاستفتاء اختاروا صباحي أو عمرو موسى. ولم تجد الدراسة علاقة واضحة بين رفض أو قبول الاستفتاء وبين تأييد المرشح أحمد شفيق. وتفسير ذلك، طبقا للدراسة، أن الاستفتاء كان صراعا بين الإسلاميين من مؤيدي مرسي وأبو الفتوح، و"المدنيين" رافضي الإعلان الدستوري الذين اختاروا صباحي أو موسى، في حين أن شفيق يتميز بقاعدة مؤيدين عريضة. أما أحد أهم نتائج هذه الدراسة، أن حمدين صباحي كان السبب الرئيسي في الفشل غير المتوقع لعمرو موسى، فنوعية مؤيدي صباحي وعمرو موسي شديدة التشابه، في أن أغلبيتهم من المتعلمين، ساكني المدن، رافضي الإعلان الدستوري، ذوي شعبية بين الشباب العاطلين، مما يعني أن هذه الفئة من الناخبين انقسموا بين المرشحين، فخسر الاثنان. ويمكن للقراء أن ينظروا إلي جدول النتائج، ويستنتجوا من خلاله كيف وصلت نتائج الجولة الأولى إلى ما وصلت إليه.