أنهت ساعات عملها الثمانية بمستشفى الزهراء الجامعي، وما كادت أن تصل بيتها لتبدأ في القيام بواجبتها المنزلية، وإعداد الطعام لأولادها، حتى جاءها اتصال هاتفي يطلب منها العودة للمستشفى فورا، بسبب وجود حالة طوارئ والضغط سيكون كبيرا على الممرضات. فوزية محمد، إحدى الممرضات في قسم الباطنة بمستشفى الزهراء الجامعي، 45 عام، كانت أول من استقبل الطلاب الذين أصيبوا بالتسمم نتيجة تناولهم أطعمة فاسدة في المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر. أصوات سيارات الإسعاف في كل مكان بالمشفى، الحالات تصل الواحدة تلو الأخرى، الكل يسرع لينقذ الطلاب، ويشق هذا كله صوت أحد الممرضين المرتفع "الحقوا العيال بسرعة لتموت"، فزعت فوزية من هذه الجملة وظلت تهرول بين أسرّة الطلاب. "هنا واحد بسحبله دم والتاني اعلقله محلول".. ما بين الحالات الكثيرة التي وصلت على مدار 8 ساعات، ظلت فوزية تعمل بكل وسعها من جهد لتنقذ حياة الطلاب، "حالتهم مكنتش خطيرة أوي ولا حاجة هو غسيل معوي ومغص في البطن بس"، لم تعلق فوزية على صعوبة الحالات بل كان كل ما يشغلها هو كمية الطلاب الكثيرين الذين جاءوا للمستشفى ليجبروها على البقاء في العمل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.