الصراع بين الإخوان المسلمين والمعارضة لم يتوقف على التظاهرات والاحتجاجات والاشتباكات باستخدام الطوب وزجاجات المولوتوف والخرطوش، بل امتد إلى الإنترنت؛ حيث تحول إلى صراع إلكترونى يحارب فيه كل طرف الطرف الآخر بفيديو يعضد وجهة نظره وموقفه من الأحداث وأحيانا براءة ذمته من أى اتهامات توجه إليه. «القدرة على الإقناع بفيديو» هى سلاح كلا الطرفين، فمنذ بدء أحداث المقطم وكل من الإخوان والمعارضة يبث مجموعة من الفيديوهات توضح أنه الطرف المعتدى عليه وهو صاحب الحق، وأن الطرف الثانى هو الجانى. فبينما كانت المعركة تدور على أرض المقطم وجها لوجه باستخدام الأسلحة والمولوتوف والخرطوش، كانت هناك معركة أخرى تدار على مواقع التواصل الاجتماعى، سلاحها هو بث أكبر قدر من الفيديوهات التى تؤيد موقف كل طرف. على شبكة الإنترنت ظهر فيديو للناشط السياسى ومرشح الانتخابات الرئاسية السابق، خالد على، وهو يضرب رجلاً مسناً من الإخوان، وهو الفيديو الذى تداولته الصفحات الإخوانية بكثافة، وظهر فيديو آخر ل«خالد على» وهو يمنع المتظاهرين من ضرب الرجل المسن، وهو ما لقى رواجا فى صفحات المعارضة! كذلك تداولت صفحات الإخوان فيديو لرجل إخوانى يسحل على أيدى المتظاهرين، بينما بثت المعارضة فيديوهات لإخوان وهم يعذبون المتظاهرين. «الفيديوهات المتبادلة بين الطرفين تساعد فى إشعال الفتنة وتثير الرأى العام».. الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، تؤكد أن الموقف الآن تحول إلى صراع إعلامى، من خلال حشد كل طرف لفيديوهات تثبت أنه صاحب الموقف الأصح وأنه المظلوم والمعتدى عليه، وفى أحيان كثيرة تكون هذه الفيديوهات مبتورة ومشوهة ومخرجة من سياقها العام، وهو ما يصيب الرأى العام بالتضليل. «عبدالمجيد» أكدت أن فكرة استخدام الإعلام المرئى من أذكى الوسائل للتأكيد على الفكرة ولإشعال العداء والكراهية للطرف الآخر؛ فالمشاهد لم يعد يعرف معلومة أو خبرا فقط بل يشاهده من خلال فيديو، وهو الأكثر خطورة، لأنه الأكثر مصداقية عند الناس على الرغم من عدم دقته فى كثير من الأحيان.