فور الإعلان عن إعادة تشكيل المجلس القومى للمرأة وتولى د. ميرفت التلاوى منصب الأمين العام، قامت الدنيا ولم تقعد فى مجلس الشعب، الذى رفض معظم أعضائه من حزب الحرية والعدالة هذا التشكيل شكلاً وموضوعاً رغم أن القرار لقى قبولاً كبيراً لإعادة تشكيل وعمل المجلس من جهة، ولما تتمتع به «التلاوى» من خبرة كبيرة فى القضايا الخاصة بالمرأة على المستوى المحلى والدولى من جهة أخرى.. ويشهد لها التاريخ أنها دائماً المرأة المناسبة فى المكان المناسب. ميرفت التلاوى من القلة النادرة التى انحازت للشارع المصرى فى الحكومات السابقة.. ومن القلة النادرة التى اعتلت مناصب عديدة ولم تفسد.. بل حاربت المفسدين ووقفت ضد الفساد بكل قوتها.. من القلة النادرة التى انحازت للفقراء والطبقات المتوسطة. عنيدة فى الحق إلى حد الصدام، ولهذا لم تستمر فى حكومة «مبارك» حين رأست وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية عام 1997.. أقل من ثلاثة أعوام شهدت العديد من الصدامات.. أشهرها الصدام مع «بطرس غالى» حين أراد الاستيلاء على أموال التأمينات، والصدام مع لجنة الخصخصة حين أرادوا خصخصة القطاع العام، وأقالها «مبارك» حين طالبت بمؤتمر لكتابة عقد اجتماعى بين الشعب والحكومة، ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد العديد من الصدامات بينها وبين القوى الإسلامية فى مصر. منذ أيام تم تداول كلام كثير حول انسحاب «التلاوى» خلال الكلمة التى ألقتها المستشارة باكينام الشرقاوى، مساعد رئيس الجمهورية للشئون السياسية، فى لجنة وضعية المرأة بالأمم المتحدة فى دورتها ال57، وهو ما نفاه المجلس القومى للمرأة قائلاً: «إن الوفد الصرى برئاسة السفيرة ميرفت التلاوى كان موجوداً طوال إلقاء الكلمة ولم يغادر القاعة حيث ألقت الدكتورة باكينام كلمتها فى ثلاث دقائق ثم استكملت السفيرة ميرفت التلاوى الكلمة مباشره لمدة عشر دقائق»، وهو ما يكشف عن حلقات من الصدام بين «التلاوى» والنظام الحاكم بسبب إصرار الأخير على رفض وثيقة «إلغاء أشكال العنف ضد النساء»، معللاً ذلك بأنها تتصادم مع «مبادئ الإسلام»، فى الوقت التى ترى فيه «التلاوى» أن مشكلة العنف فى العالم مرتبطة بتردى الأوضاع السياسية والاقتصادية فى الدول وسيطرة بعض التيارات على مقاليد الحكم، مما ينعكس سلباً على حقوق المرأة وأوضاعها، بالإضافة إلى أن العنف الممنهج والمتزايد فى دول العالم يقلص من أهمية التشدق بحقوق الإنسان ومواثيقها، حيث إن العنف ضد المرأة يعد أكبر انتهاك لحقوق الإنسان. فاستحقت «التلاوى» لقب «امرأة فى وجه الإخوان» خاصة أنها أصبحت تدافع عن حقوق المرأة المصرية ضد من أطلقت عليه الفكر المنظم لإبعاد المرأة عن السياسة، وشن حرب قوية ضدها من خلال القنوات الدينية التى قالت عنها٬ «لو كان هناك سلطة قوية بالدولة لنجحنا فى إغلاق القنوات الدينية التى تسىء للإسلام». أخبار متعلقة: الخروج الكبير للمرأة المصرية الثورة نجحت بالمرأة.. والمرأة انهزمت بالثورة «الجبالى».. ومعركة «غزو القضاء» الإرهاب الجنسى.. سلاح تخويف الناشطات «إيكونوميست»: المرأة المصرية تحتل المركز الأول عالمياً فى قائمة انحدار الفرص الاقتصادية سميرة إبراهيم: لم أندم على تصريحاتى ضد إسرائيل.. و«تغور جائزة الشجاعة» «باكينام الشرقاوى».. حامية «حمى الوالى» أميمة كامل.. «أخت» من عهد «الوطنى»