أدانت «لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة»، الاعتداء الذى تعرض له مقر صحيفة «الوطن»، فى ساعة مبكرة من صباح أمس، والذى قامت به عناصر مجهولة. وأكدت اللجنة فى بيان لها، أن الاعتداء على مقار الصحف على اختلاف توجهاتها، هو اعتداء على عموم أصحاب الرأى والكلمة، ومحاولة لمواصلة سلسلة الإرهاب ضد الصحافة للنيل من استقلالها. وحملت الجهات الرسمية فى الدولة مسئولية الاعتداء على مقر الصحيفة، كما سبق لها أن حملتها مسئولية الاعتداء على غيره من مقار الصحف المختلفة، وذلك بسبب الاستمرار فى سياسة التحريض على الصحافة من قبل المسئولين بالدولة. وشددت على أن الصحافة ما هى إلا انعكاس للأوضاع العامة السائدة فى البلاد، وأن ما تنشره إنما يعبر عن واقع تعيشه البلاد، وإن كانت هناك أخطاء فى تناول بعض القضايا، فهو ناتج عن سياسة التعتيم التى تمارسها جهات كثيرة، تتعامل مع الصحافة على أنها العدو، وتتعمد تسريب أخبار ومعلومات بخطأ مقصود، وذلك بهدف الإضرار بها، وفتح المجال للاعتداء عليها. وفى الوقت ذاته، دعت اللجنة رؤساء تحرير الصحف المختلفة، لتحرى الدقة قدر المستطاع فيما يتم نشره، حتى لا يتم فتح المجال لتدخل، أو هجوم، من قبل المتربصين بالمهنة، مطالبة بفصل الصحافة عن الصراعات السياسية، وعدم إقحامها فى قضايا قد تبدو للعامة سياسية بالدرجة الأولى، وذلك حفاظاً على استقلال الصحافة، ودعماً لدورها الريادى فى المجتمع. من جانبه، أكد بشير العدل مقرر اللجنة، أن الصحافة تتعرض لهجوم شرس من جانب بعض التيارات والفصائل والأحزاب السياسية، وتتعامل معها على أنها السبب فى عدم القدرة على التمكين من تنفيذ سياساتها، وذلك لاستمرار فضح ممارساتها أمام الرأى العام، مؤكداً أن الصحافة جزء من المجتمع وأن عمل الصحفى انعكاس لحركة المجتمع، لافتاً إلى أن إرهاب الصحافة بدأ عُرفاً لدى الساسة فى الدولة تحول بعده إلى قانون لدى الكثيرين من المسئولين بالدولة، وفى مقدمتها مؤسسة الرئاسة، التى تقدمت ببلاغات ضد الصحفيين فى شهور قليلة، بشكل يفوق ما كان يحدث فى سنوات حكم مبارك، مما يؤكد أن التعامل مع أصحاب الرأى يتم من خلال الإرهاب والتهديد بالحبس، لافتاً إلى أن الذين يقودون الحملة ضد الصحافة ينتمون أيضاًً لبعض الوزارات، التى كان المسئولون عنها يدّعون فى فترة حكم مبارك، أنهم من دعاة الحرية، وعدم قصف الأقلام، أو تهديد أصحابها. وأكد «العدل» أن سياسة الترهيب بدت واضحة فى تعامل السلطة مع الصحافة وكافة وسائل الإعلام، وهو أمر غير مسبوق فى تاريخ البلاد، مشدداً على رفض التعامل مع الصحافة بنظام الترهيب أو حتى الترغيب، وأن الصحفيين خاضوا - وما زالوا - معارك شرسة ضد السلطة على مر تاريخها، سواء فى فترة الاحتلال الأجنبى، أو حتى فى أزهى عصور الدكتاتورية، وحققت انتصارات فى مواجهتها. ودعا العدل المهاجمين للصحافة، لأن يقدموا نموذجاً يحتذى به، فى احترام القانون، وسيادته وإعلاء مصلحة البلاد، على مصالح الجماعات والأفراد. كما دعا العدل الصحفيين فى كافة المؤسسات، لممارسة أعمالهم وفقاً للحقوق والواجبات التى أقرتها قوانين النقابة، وتنظيم الصحافة، وميثاق الشرف الصحفى، حتى لا يدعوا مجالاً لتدخل المتربصين بالمهنة، مؤكداً أن الصحافة هى أكثر من يتم ظلمه فى البلاد خلال الفترة الحالية. الأخبار المتعلقة: «الوطن» فى مرامى نيران «الإرهاب» بعد تحريض النظام الحاكم ضد الإعلام المستقل «قنديل» يدين الاعتداء ويتوعد الجناة حتى لوحات الكبار تحطمت .. «هيكل وعبدالقدوس ومهنا وأمين وبهاء الدين» وفد «النقابة» للتضامن مع الجريدة: الاعتداء دليل نجاح الصحيفة وتأثيرها منظمات حقوقية: بلطجة غير مقبولة.. وعلى «مرسى» توفير الحماية للإعلام الكتاب والصحفيون: «الوط» تدفع ثمن كشف مخططات انهيار مصر تفاصيل ليلة إحراق «الوطن».. وإتلاف محتويات الجريدة