ذكرت مجلة "فوروورد"، أن الداعمين للحزب الجمهوري من اليهود في الولاياتالمتحدة، قد يتخلون عن دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، إما لاعتراضهم على ترشيحه، أو لأنهم يرفضون الالتزام بدعمه، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية. وأضافت المجلة، المعنية بشؤون اليهود الأمريكيين، في عددها الأخير أمس: "مع احتدام الانتخابات العامة، فإن أغلب الممولين من اليهود الجمهوريين ابتعدوا بأنفسهم، إما لأنهم رفضوا ترامب صراحة، أو لأنهم لا ينوون الالتزام بدعمه". وأوضحت المجلة، أن هذه الشريحة التي دعمت مرشحي الجمهوريين ماديًا في الدورات الانتخابية السابقة، من أجل الوصول إلى سدة الرئاسة، يبدو أنه ليس لديها نية بمشاركة ثرواتها مع ترامب، في إطار سعيه إلى أرفع منصب في الولاياتالمتحدة. ونقلت المجلة عن مستشار البيت الأبيض ومؤرخه السابق تيفي تروي، قوله: "عدم دعم اليهود الجمهوريين الأثرياء لترامب، قد يؤثر عليه إذا كان يبالي بالأمر، مشيرا إلى أن ترامب لا يعلق أهمية كبيرة على التبرعات، أسوة بالمرشحين المحتملين السابقين"، على حد قوله. وانسحب آخر المنافسين الجمهوريين لترامب، من ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل، تاركين الحزب يشهد صراعا داخليا بين مؤيد لترامب، كونه المرشح الوحيد المتبقي، وبين رافض لسياساته وخطاباته. وأشارت المجلة، إلى أن ترامب خسر صوت رجل الدين اليهودي الأمريكي، الحاخام شوملي بوتيتش، وهو أحد المعارضين بشدة لسياسات الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، والذي أعلن في السابق تأييده لترامب، إلى جانب خسارته تأييد بول سنجر، أحد أهم المستثمرين في نيويورك وأكبر داعمي الحزب الجمهوري، والذي قدرت "فوروورد" تبرعاته بما يعادل 17 مليون دولار أمريكي خلال ال25 سنة الماضية. ودعا ترامب في وقت سابق، إلى بناء جدار بين الولاياتالمتحدة والمكسيك، بهدف إيقاف تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود، يجبر الأخيرة على دفع ثمنه، وهو أمر أثار سخرية الحكومة المكسيكية وغضبها في ذلك الوقت. ويعمل ترامب على ركوب موجة "الإسلاموفوبيا" المتصاعدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، واستخدامها كوسيلة للترويج لنفسه في الانتخابات الرئاسية، ويرى ضرورة ألا تكون بلاده "شرطي العالم"، فيما يعارض بشدة اتفاقيات التجارة الدولية، الأمر الذي يدفع نسبة من الجمهوريين إلى تأييده في هذه المسائل، والتصويت لصالحه. وكان المرشح الجمهوري أدلى بتصريحات في وقت سابق، تدعو لمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، ما أثار ضجة كبيرة، ووُجهت إليه انتقادات كثيرة بخصوصها. وفي ديسمبر من العام الماضي، أطلق ترامب أول تصريحاته الانتخابية المعادية للمسلمين، عندما دعا إلى فرض حظر مؤقت وشامل على دخولهم إلى الولاياتالمتحدة، حتى يتم التوصل إلى آلية يمكن من خلالها الفصل بين المتطرفين وغيرهم، وعاود التأكيد على تصريحاته في مارس الماضي، قائلا: "الإسلام يكرهنا".