بدأ اليوم تشغيل أول بطارية من ست بطاريات لصواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ من حلف شمال الأطلسي، للدفاع عن تركيا من هجوم محتمل من سوريا. وترسل كل من الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا بطاريتين إلى تركيا، ونحو 400 جندي لتشغيلهما، بعد أن طلبت أنقرة مساعدة من حلف الأطلسي. وهذه الصواريخ الدفاعية قادرة على إسقاط الصواريخ المعادية في الجو. وأصبحت الحدود بين سوريا وتركيا بؤرة للتوتر، في الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، مع تواصل سقوط قذائف تطلقها قوات الحكومة السورية على الأراضي التركية، ما يؤدي إلى رد فعل من نفس النوع من الجيش التركي. وقال اللوتينانت كولونيل بالجيش البولندي داريوش كاسبرتشيك، المتحدث باسم حلف الأطلسي: "وراءنا هناك أول بطارية باتريوت تابعة للحلف في تركيا، وهي قيد التشغيل في الوقت الحالي. هذا يعني أنها جاهزة للعمل، وهي تحت سيطرة وقيادة الحلف". ونُشرت بطارية صواريخ أرسلتها هولندا، تتكون من خمس قاذفات صواريخ، بالقرب من مطار على أطراف مدينة أضنة، التي يسكنها 1.6 مليون نسمة، على بعد 120 كيلومترا من الحدود السورية. وتوجد بطارية ثانية من سبع قاذفات قرب قاعدة جوية أمييكية تركية شرقي المدينة. وفي مطار أضنة، شوهدت قاذفات محمولة على شاحنات وجهت فوهاتها إلى أعلى باتجاه سوريا. ويجري نشر البطاريات حول ثلاث مدن في جنوب شرق تركيا. ويقول حلف الأطلسي إنها ستحمي 3.5 مليون تركي من الهجمات الصاروخية. ومن المتوقع أن يتم نصب وتشغيل البطاريات بنهاية يناير. وتزايد التوتر على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن قال حلف الأطلسي إنه رصد إطلاق صواريخ ذاتية الدفع قصيرة المدى من داخل سوريا، سقطت كلها بالقرب من الحدود التركية. وأرسلت تركيا طائرات حربية بمحاذاة الحدود، ما أشعل مخاوف من احتمال اتساع دائرة الحرب والفوضى في المنطقة. ووصفت تركيا نشر بطاريات "باتريوت" بأنه إجراء "دفاعي"، بينما انتقدت إيران وروسيا، اللتان تدعمان الحكومة السورية منذ بداية الانتفاضة، قرار حلف الأطلسي نشر الصواريخ، وأكدتا أن ذلك سيؤدي إلى زيادة حدة الصراع. ونفت تركيا وحلف الأطلسي بشدة أن يكون نشر الصواريخ مقدمة لفرض منطقة لحظر جوي، تطالب المعارضة المسلحة السورية بها كي تساعدها على الاحتفاظ بالأرض التي تسيطر عليها، في مواجهة القوات الحكومية السورية التي تمتلك التفوق الجوي الكامل. ومن المقرر أن يتم ربط بطاريات "باتريوت" الست مباشرة بالقيادة الجوية للحلف في رامشتاين بألمانيا. وتتلقى مراكز القيادة والسيطرة في رامشتاين معلومات المخابرات عن إطلاق الصواريخ في سوريا، وتنبه بطاريات "باتريوت" لأي إطلاق للصواريخ، وتراقب بطاريات "باتريوت" حينها مسارات الصواريخ وتتعامل معها إذا كانت تهدد مدينة تركية.