سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المتهم بقتل شاب بجوار مسجد فى الشرقية: «غيرت المنكر بيدى» شاهدت المجنى عليه فى وضع مخل مع فتاة بجوار الجامع فقررت الانتقام منه ب 3 طعنات.. ولن يصيبنى إلا ما كتبه الله لى أخفيت سلاح الجريمة فى المسجد..
«لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا» بهذه الآية الكريمة أنهى أمين. م، 22 سنة، عاطل، اعترافاته بتفاصيل الجريمة المروعة التى شهدتها منطقة بندر ديرب نجم بالشرقية وراح ضحيتها شاب عشرينى، يدعى هانى عبدالدايم، بثلاث طعنات أثناء وجوده برفقة فتاة فى شارع جانبى. الآية التى انتهت بها اعترافات المتهم كشفت عن تفاصيل الجريمة التى ظلت معقدة وغامضة لأيام وأثارت رعباً وجدلاً بين الأهالى من عودة ظهور الجماعات الدينية المتشددة، وهو ما أيدته اعترافات المتهم أمام فريق البحث الجنائى والذى برر ارتكابه للجريمة برؤية القتيل مع فتاة فى وضع مخل، مسترشداً بحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): (من رأى منكم منكراً فليغيره...). كما اعترف بأنه أخفى أداة الجريمة «سكين» فى دورة مياه فى مسجد اعتاد على تنظيفه والصلاة فيه، نافياً انتماءه لأى جماعات إسلامية. وقال إنه اعتاد التردد على مسجد قريب من الشارع الذى كان يلتقى فيه الشاب والفتاة وشاهدهما أكثر من مرة وهو ما أثار حفيظته ودفعه لارتكاب الواقعة. ألتقت «الوطن» أسرة المجنى عليه، طغى عليهم الحزن والأسى، وبدت على وجوههم علامات الحسرة، وأشاروا إلى أن المجنى عليه كان الشقيق الأصغر لأشقائه الخمسة (ولدان وثلاث فتيات) وعلى الرغم من صغر سنه فإنه كان يعد رجل العائلة الذى يتولى الاهتمام بشقيقاته الثلاث ووالدته ووالده، عبدالدايم أحمد، 60 عاماً، موجه بالتربية والتعليم على المعاش، الذى يرقد قعيداً طريح الفراش بالمنزل بعد إصابته بشلل نصفى منذ عدة سنوات، خاصة فى ظل إقامة شقيقيه بالمملكة العربية السعودية من أجل العمل. «كان السند والعون، حسبى الله ونعم الوكيل» ظلت الأم المكلومة، رجاء أحمد، 52 سنة، تردد هذه العبارة منذ أن قتل نجلها الأصغر الذى كان مصدر البهجة والسرور لجميع أفراد العائلة، لافتة إلى أنه على الرغم من هدوئه فإنه كان محباً للمرح ليرسم الفرحة على شفاه أشقائه خاصة الفتيات. وأضافت أنها كانت توصيه خيراً بأشقائه وأن يحمل نعشها ويدفنها بيده ليمتزج صوتها بالبكاء قائلة: (مكنتش أعرف أن أنا اللى هدفنه وآخد عزاه). وأردفت أنها يوم الحادث فوجئت باتصال أحد الأشخاص يخبرها بأن نجلها يرقد بالمستشفى فأحسست أن نجلها توفاه الله فتعالت صرخاتها وهرعت وشقيقاته الفتيات الثلاث بصحبة بعض الجيران للمستشفى ليجدوه محتجزاً بثلاجة الموتى ملطخاً بالدماء لينخرطوا جميعاً فى البكاء والعويل. وقال عبده أبوعاشور، أحد الجيران، إن المجنى عليه وعائلته يتصفون بحسن الخلق ولم يقدم أى منهم على التشاجر مع أحد أو إلحاق الأذى بأى شخص، مشيراً إلى أنهم فور تلقى نبأ وفاة المجنى عليه هرول الجميع للمستشفى ووجدوا قوات الشرطة تحيط بالمكان واستمروا بالمستشفى حتى صرحت النيابة بدفن الجثة. أما على صعيد علاقة المجنى عليه بالفتاة التى كانت سبباً فى إزهاق روحه فقال صديقه محمد: إن علاقة المجنى عليه بالفتاة بدأت منذ عام تقريباً ولم يرتبط بأية فتاة طيلة حياته سوى بهذه الفتاة والتى سعت إلى استمالته نحوها، على حد تعبيره، لافتاً إلى أنهما اعتادا على اللقاء معاً كل يوم خميس من نهاية الأسبوع بنفس الشارع عقب انتهائها من تلقى حصة الدرس الخاصة بها وأنه كان يرغب فى الزواج منها. وقالت إحدى الفتيات إن المتهم قام بالتحرش بها أثناء سيرها فى الشارع قبل عدة أيام من ارتكاب الواقعة، وأضاف الأهالى أنه اعتاد ذلك وكان شاباً مستهتراً بسبب تدليل والديه له منذ الصغر نظراً لأنه الابن الوحيد لهما. كان اللواء محمد كمال جلال، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً من العقيد شهاب فوزى، مأمور مركز شرطة ديرب نجم، يفيد بتلقى المركز إخطاراً من مستشفى ديرب نجم العام باستقبال هانى عبدالدايم أحمد شعبان، 21 سنة، فنى تركيبات، جثة هامدة مصاباً بثلاث طعنات بالرأس والرقبة. وكشفت التحريات عن وجود علاقة عاطفية بين القتيل وفتاة تدعى (أ ج ر)، 15 سنة، طالبة، من ديرب نجم، وأنها كانت برفقته وقت الحادث واتهمتها بالتسبب فى وفاته. وباستدعائها قررت أنه أثناء وجودها مع المجنى عليه بأحد الشوارع الجانبية ببندر ديرب نجم قام أحد الأشخاص بالتعدى عليه بآلة حادة وفر هارباً. وألقت قوات الشرطة القبض على نجل عم الفتاة بتهمة ارتكابه الواقعة بعد أن حاولت الفتاة الزج به فى القضية لوجود خلافات بينهما إلا أن التحقيقات أثبتت عدم ارتكابه الواقعة. لكن أحد الشهود، ويدعى أحمد عبدالرحيم، قال إنه شاهد الفتاة والشاب جالسين على بعد مسافة قريبة من منزله وذلك أثناء ذهابه لأداء صلاة العشاء وعقب انتهائه من الصلاة فوجئ بمقتل الشاب، وأضاف أن هناك شاباً، يدعى أمين محمد أمين، 22 سنة، حاصل على بكالوريوس حاسبات ومعلومات «عاطل» يعتاد على حمل سكين يقوم بإخفائه داخل مسجد تردد عليه منذ أشهر قليلة، لافتاً إلى أن المسجد قريب من مكان ارتكاب الواقعة. وبتفتيش المسجد تم العثور على السلاح وتم إعداد كمين له وتمكنوا من إلقاء القبض عليه وعقب ذلك تمكنوا من القبض عليه.