أكدت مصادر اقتصادية مطلعة تعثر صفقة استحواذ مجموعة الفطيم على سلسلة "مترو"، و"خير زمان"، وأرجعت المصادر تعثر الصفقة إلى الخلافات السياسية الجارية حاليا بين مصر والإمارات، مما جعل الصفقة تكسب أبعادا سياسية، بالإضافة إلى أن الفطيم لديها مشكلات فى عقود الاستثمار مع الحكومة المصرية بخلاف التعقيدات الفنية المرتبطة بتحفظ الأجهزة الحكومية المصرية بعدما وصلت آلاف الشكاوى من العاملين التابعين ل"مترو" و"خير زمان" لوزارة القوى العاملة وجهاز المنافسة ومنع الاحتكار تخوفا الاستغناء عنهم. وأشارت المصادر إلى أن هناك سرية تامة حول الصفقة حتى هذه اللحظة نتيجة للارتباك الشديد داخل مجتمع الأعمال بعد انتشار الخبر، خاصة بعد قراءة المادة 29 من مسودة الدستور، بشأن تأميم المشروعات للصالح العام. وأكد مهند عدلي العضو المنتدب لشركة مترو، أن صفقة استحواذ مجموعة الفطيم الإماراتية، على سلاسل محلات التجزئة "مترو ماركت" و"خير زمان" لم يتم إتمامها بعد، وأن المفاوضات توقفت ولاتزال محلك سر منذ الإعلان عن تفاصيلها، رافضا الكشف عن أسباب تعثر إتمام الصفقة حتى هذه اللحظة. وأوضح ان مراقبة جهاز المنافسة ومنع الاحتكار لن يستطيع مراقبة عمليات الاندماج والاستحواذ قبل إتمامها إسوة ببعض الدول الأخرى، حيث ينحصر دوره على تلقي الإخطارات الخاصة بعمليات الاندماج أو الاستحواذ، بعد نفاذها دون قدرته على وقفها أو تعديل شروطها خلال مدة لا تجاوز 30 يوما من تاريخ النفاذ المشار إليه وفقا للفقرة الثانية للمادة رقم (19) بالقانون. ولفت إلى أن قانون حماية المنافسة الحالي لا يجرم الوضع الاحتكاري في حد ذاته، والذي قد ينتج عنه مثل هذه الصفقة وإنما يجرم الممارسات الاحتكارية. وأضاف عدلي أن الصفقة تؤكد عدم المساس بحقوق العاملين، وأنه لا نية لديها لتقليص العمالة بأي شكل من الأشكال التي يصل عددها إلى أربعة آلاف عامل بجانب العمالة غير المباشرة. يذكر أن مجموعة الفطيم الإماراتية التي تمتلك حق إدارة سلسلة "كارفور" العالمية، قد دخلت في مفاوضات الأسابيع الماضية للاستحواذ على جميع فروع "مترو ماركت" و"خير زمان"، الأمر الذي أثار مخاوف بعض المتعاملين في السوق والمستهلكين من حدوث تداعيات سلبية على السوق جراء هذه الصفقة المزمع إبرامها. وتمثل الصفقة حال إتمامها إنشاء أكبر كيان في مجال تجارة التجزئة في مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تضم 90 فرعا لمترو ماركت و13 فرعا لشركة كارفور مصر والتي ستعمل تحت مظلة مجموعة ماجد الفطيم لتجارة التجزئة بالشراكة مع كارفور العالمية.