طاردته ألقاب رنانة، كونه أول رئيس لجمهورية تونس العربية، فكان لدى البعض "المجاهد الأكبر" ولدى آخرين "صانع الأمة"، وخلال سنوات حكمه الثلاثين عٌرف بأفكاره الغريبة عن الإطار، وقرارته التي يريد من وراءها أهداف لا يقتنع بها في الغالب غيره، حتى أصبح الحبيب بورقيبة في نظر آخرين "الرئيس غريب الأطوار". ترأس بورقيبة الجمهورية التونسية منذ 25 يوليو 1957 وحتى 7 نوفمبر 1987، إلى أن انقلب عليه رئيس وزرائه زين العابدين بن علي، وعزله بعد مرضه وكبر سنه، ووضعه قيد الإقامة الجبرية إلى أن وافته المنية، في 6 أبريل من العام 2000. بدأت تصريحاته المثيرة للجدل في البزوغ، منذ أن ألقى خطابه التاريخي في مدينة أريحا الفلسطينية، في 3 مارس من العام 1965، ودعا اللاجئين الفلسطينيين إلى عدم التمسك بالعاطفة، وإلى الاعتراف بقرار التقسيم لسنة 1947 مع إسرائيل، مبرهنا ما يقوله بما عايشته تونس مع الاحتلال الفرنسي، قائلا إنه لولا تخليهم عن سياسة "الكل أو لا شيء" كانت السبب الرئيسي وراء استرجاع تونس، برضاهم بالقليل ما يظنه الاحتلال شيئا هينا يمكن التفريط فيه، حتى يضغطون أكثر ويحصلون على رقعة أخرى، حتى وجد الاحتلال نفسه في المعركة الأخيرة التي انتصر بها التونسيون. بورقيبة أول رئيس عربي يصدر تعديلا على دستور بلاده، في 27 ديسمبر من العام 1974، ليسند لنفسه الرئاسة مدى الحياة، وأصرَّ في 13 نوفمبر 1979، أن يكون أمين عام جامعة الدول العربية تونسيا، بعدما انتقلت الجامعة إلى تونس من مصر عقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، وهدد بعدم استضافة بلاده للجامعة إذا لم يكن الأمين العام تونسيا مثلما كان الأمين العام مصريا في أثناء وجودها بالقاهرة، وعلى إثره انتُخب الشاذلي القليبي أمينا عاما للجامعة. "وجوب إلغاء الصيام عن العاملين".. أحد قراراته المثيرة للجدل، بحجة أنه يقلل الانتاجية، وأصدر في العام 1956 مجلة أحوال شخصية، قضت بتحريم تعدد الزوجات وسمحت بالتبني، وأغلق المحاكم الشرعية وأغلق الديوان الشرعي، ووحد القضاء وفق الطريقة الفرنسية. ظهر بورقيبة عبر فيديو، في احتفال شعبي في العام 1981، وهو ينزع الحجاب عن رؤوس التونسيات، بعدما منع الموظفات التونسيات من لبس الحجاب وغطاء الرأس، وقيل إنه أيضا منع صلاة الفجر للشباب، وبدأت المخابرات تلاحق من يصلي باستمرار.