تمكن ضباط مباحث سوهاج، بعد مجهودات مكثفة، من تحديد مكان الطفل "فادي" الذي اختطفته عصابة مكونة من 4 أشخاص في قرية الكشح بمركز دار السلام يوم الثلاثاء الماضي أثناء توجهه للمدرسة، وطلبهم فدية من والده بلغت 600 ألف جنيه. واقتحمت قوات الشرطة المنطقة الجبلية على طريق البحر الأحمر بعمق 42 كيلو، وتمت محاصرة الخاطفين فجر اليوم وتمكن أفراد العصابة من الهرب عبر المدقات الجبلية تاركين وراءهم الطفل المختطف، دون أن يتمكنوا من تنفيذ مخططهم في الحصول علي فدية من والد الطفل. "الوطن" ذهبت إلى منزل الطفل في قرية الكشح بمركز دار السلام، حيث علت الفرحة وجوه جميع أهل القرية، وتوافد الأهالي مسلمين وأقباط إلى منزل الطفل "فادي" الذي حررته الشرطة ليقدموا التهاني إلى أفراد عائلته، وقال زغلول أيوب نسيم (38 عاما، سائق) والد الطفل فادي: "ابني يبلغ من العمر 10 سنوات ويدرس في الصف الخامس الابتدائي، وصباح الثلاثاء الماضي حضر إلينا أحد زملائه في المدرسة يبلغنا أن عددا من الأشخاص الملثمين يستقلون سيارة خطفوا نجله، أثناء سيره في الشارع متوجها للمدرسة". ويضيف الأب قائلا: "تجمَّع على الفور أغلب أهالي القرية وتوجهنا بالسيارات الموجودة معنا للبحث عن الخاطفين في معظم شوارع المنطقة لكن دون جدوى بعدها توجهت لمركز شرطة دار السلام، وأبلغت المباحث بالواقعة ويوم الأربعاء الماضي، وصلني اتصال من أفراد العصابة يطلبون فدية 600 ألف جنيه، وطلب مني اللواء خالد الشاذلي، مدير المباحث الجنائية، مجاراة الخاطفين، وتم تخفيض المبلغ إلى 400 ألف جنيه، حتى وصل مبلغ الفدية إلى 60 ألف جنيه، وأكد لي اللواء الشاذلي أنه كان على ثقة تامة من أن رجال الشرطة سيتمكنون من الوصول لنجلي وتحريره وذلك بعد أن أكد أنهم يرصدون تحركات أفراد العصابة". ويقول "فادي"، الطفل المحرر: "أنا كنت ماشي أنا وزميلي في الشارع رايحين المدرسة ووقفت جنبي عربية لونها أحمر ونزل واحد منها ودخلني جوه العربية ولقيت واحد فيهم معاه بندقية وكان عددهم 4 أشخاص وكلهم ملثمين، وضعوا رباط على عيني ومشيوا بالعربية لحد ما ودوني خيمة في الصحراء وفضلوا رابطين عيني بشال لمدة 4 أيام وكانوا يفكون الرباط عندما أنام فقط". وأضاف الطفل: "كانوا بيأكلوني جبنه ولانشون، وخلوني أكلم والدي في التليفون علشان يديهم الفلوس اللي طلبوها وكنت دايما أبكي"، ويتابع قائلا: "أنا مكنتش خايف أنا كنت ببكي علشان اشتقت لوالدي ووالدتي وإخواتي"، ويتابع قائلا: "كنت نايم ولقيت واحد ضابط بينادي عليا ويقول اصحي يا فادي أنا ضابط شرطة هوديك البيت وعرفت إنه اللواء خالد الشاذلي، مدير المباحث". ومن جانبه، قال القمص جبرائيل عبد المسيح، راعي كنيسة الملاك والشهداء بقرية الكشح، إن الواقعة وحَّدت المسلمين والأقباط وأنستهم الأحداث السابقة التي شهدتها القرية، ووقف الجميع على قلب رجل واحد للبحث عن الطفل المختطف، مؤكدا أن الأمر أزعج المسلمين قبل الأقباط، وأشاد بدور رجال الأمن في الواقعة، مؤكدا أنهم كانوا يتعاملون مع الموقف وكأن المختطف هو ابنهم ونجحوا بعد مجهودات مضنية من تحرير الطفل وعودته سالما لأسرته. وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء أحمد أبو الفتوح، مدير أمن سوهاج، إخطارا من مركز شرطة دار السلام، بورود بلاغ من زغلول ايوب نسيم (38 عاما، سائق، ومقيم قرية الكشح بمحيط مركز شرطة دار السلام) باختطاف نجله فادي، وعمره 10 أعوام، أثناء ذهابه للمدرسة. وتم تشكيل فريق بحث قاده مدير المباحث الجنائية وضم العقيد أحمد الراوي، رئيس فرع بحث الشرق، والعقيد هشام فوزي، وكيل الفرع، وتمكن فريق البحث من تحديد موقع أفراد العصابة وتم تحديد هويتهم، وفي حملة أمنية مكبرة تم محاصرة المنطقة الجبلية بوادي نافوخ والتي تبعد 42 كيلو على طريق البحر الأحمر، وتم تحرير الطفل بعد أن تمكن أفراد العصابة من الهرب داخل الممرات الجبلية. وحددت الأجهزة الأمنية أفراد العصابة، حيث تبين أنهم كل من محمد حسني ثابت (24 عاما، ويقيم مدينة أخميم) صادر بحقه أحكام في 3 قضايا جنائية، وأحمد جمال (26 عاما) ومحمد أحمد عباس (27 عاما) يقيمان قرية البلابيش في مركز دار السلام، مطلوبان في عدة أحكام جنائية، وآخرين جارِ تحديدهم.