بدأت القوات الروسية، اليوم، إجراء أولى الاختبارات على الصواريخ المجنحة "تسيركون" التي تفوق سرعة الصوت، ويعتبر ذلك الصاروخ من أولى أهداف قادة جيوش العالم، لأن الجيش الذي يملك صاروخا كهذا ينال تفوقا كاسحا في ساحة المعركة. وقال ممثل قطاع الصناعات العسكرية الروسية "إن الصواريخ (تسيركون) فوق الصوتية أصبحت جاهزة وبدأت أعمال اختبارها من المنصات الأرضية"، مشيراً في بيان إلى أنه سيتم تسليح غواصات الجيل الخامس النووية متعددة الأهداف من طراز "هاسكي" بهذه الصواريخ. ومن مميزات ذلك الصاروخ الجديد، أن سرعته تعادل 5 إلى 6 أضعاف سرعة الصوت (6 ماخ)، حسبما قال مسؤول في صناعة الدفاع الروسية، ويجدر بالذكر أن المدير العام لشركة "الأسلحة الصاروخية التكتيكية"، بوريس أوبنوسوف، كشف في عام 2011 أن الشركة تشرع في ابتكار صاروخ قادر على استخدام سرعة 12 أو 13 ماخ. وتحاول موسكو أن تتخطى بقدراتها في علم الطيران، الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي لا تملك سوى الصواريخ التي تبلغ سرعتها 3 ماخ أو ما يزيد قليلًا، فتساءل "الوطن" الخبراء في المجال الاستراتيجي للتعرف على خطورة الصاروخ على الأمن الدولي، حيث قال الدكتور عبد الرافع درويش، الخبير العسكري، إنه يمثل خطورة على الأمن الدولي، حيث يصل إلى بلوغه هدفه بأسرع وقت ممكن، مقتطعا مسافات بعيدة المدى، ويتوقف تأثيرها وفقا للمدى الذي يتحرك. وأضاف درويش، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن روسيا تسجِّل احترافًا ملحوظًا في مجال الطيران، حيث تم إطلاق أول طائرة "الأخوان رايت" في عام 1903، ومن ذلك الحين وموسكو تسجل قفزات في "الطيران" وتقدمًا قادرًا على إنتاج طائرات تسابق سرعة الصوت. فيما قال الدكتور حمدي بخيت، الخبير الاستراتيجي، إن سرعة "تسيركون" تتعدى سرعة الصوت، وتقفز إلى مسافات طويلة في وقت قليل، ما يؤثر على الأمن الدولي، حيث تصعب أجهزة الرادار تتبعها، كما يصعب توقيفها، لكن لا بد من تحديد مداها ونوعها، ومن ذلك يمكن التعرف على الخطر الناتج عنها. يشار إلى أن روسيا تسعى باستمرار إلى تطوير أسلحتها وتشمل عملية التطوير هذه صواريخ "تسيركون" التي ستتيح للقوات المسلحة الروسية تحقيق أي مهمة في إطار العمليات العسكرية دون الاستعانة بالسلاح النووي الاستراتيجي.