سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكنائس تحتفل ب"الكريسماس" بحضور ممثلين عن الرئاسة والأزهر.. والخطب السياسية تسيطر على قداسات الصلاة "كيرلس" يدعو لتغليب المصلحة العامة على الشخصية من أجل إنهاء التوترات
احتفلت الكنائس"الكاثوليكية، والروم الكاثوليك، والروم الأرثوذكس، والأسقفية الأنجليكانية" في مصر بأعياد الميلاد، بمختلف الكنائس والمطرانيات في مصر، وسط تشديد أمني أمام الكنائس، وذلك بحضور ممثلين عن رئاسة الجمهورية والأزهر الشريف وغياب ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي، وسيطرة على قداسات الصلاة الكلمات السياسية لقيادات الكنائس. وحرصت مؤسسة الرئاسة على إرسال مندوب لها داخل المطرنيات الكبرى، وكذلك مندوب من وزارة الداخلية، حيث حضر معتز حسن أمين مندوب رئاسة الجمهورية واللواءان عصام الفرملاوي ومجدي يحيى مندوبين عن وزير الداخلية في مطرانيتي الأقباط الكاثوليك بكنيسة مار أنطونيو بمنطقة الظاهر والسيدة العذراء بمصر الجديدة، وحضر أيضا الشيخ عماد حمدي خير الله عضو الأمانة العامة للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية مندوب عن شيخ الأزهر بمطرانية السيدة العذراء بمصر الجديدة، ولم يحضر ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة والنور. وترأس قداس عيد الميلاد بكنسية مار أنطونيو بمطرانية الأقباط الكاثوليك بحي الظاهر، الأنبا كيرلس وليم المدبر البطريركي للكنيسة الكاثوليكية ومطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، كما ترأس الأنبا يوحنا قلته المعاون البطريركي، قداس عيد الميلاد بكاتدرائية العذراء مريم بمدينة نصر. وقال الأنبا كيرلس فى كلمته، إننا نصلي من أجل بلادنا الحبيبة مصر، لكي تنعم بالاستقرار والرخاء، نصلي من أجل السيد رئيس الجمهورية وكل من يعاونه في السهر على خدمة أبناء الوطن، لكي تهدأ التوترات، ويعم التآخي، ويعمل الجميع على تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والفئوية، كما نصلي، من أجل كافة الكنائس وسائر أبنائها. وقال يوحنا قلته في كلمته، لم ألتق طوال حياتي شيخ أزهر متطرفا أو متعصبا، ونحن نصلي من أجل مصر والأزهر، ليظل على وسطتيه كمنارة للعالم الإسلامي، وأضاف أن الإنسان المؤمن الحقيقي لابد أن يكون زاهدًا في السلطة والمال، فلا عبودية ولا إكراه ولا عنف في الدين، فالمتدين الحقيقي لا يعرف العنف، ولا يفرح بسفك الدماء فهو مخلص لوطنه وجاره، فنحن نعيش عالمًا مرعبًا، لا أعلم هل أصيب بالجنون، فالثورات تجتاح العالم، والرغبة في تغيير الأنظمة أصبح أمرًا لافتا في بلدان كثيرة، لكن مشهد الثورة وصراع السياسية لا يمكن أن يخفي تقدمًا في عقل الإنسان ووعيه، فالإنسان المصري اكتشف أخيرًا أنه صاحب المصير وصاحب الوطن، وانتهى عصر الخوف، ولكن مخاض التغيير يحتاج إلى وقت، فما أسهل الهدم وما أصعب البناء. وقال نحن نصلي من أجل الرئيس محمد مرسي، الذي شرفت بلقائه 3 مرات وأشهد أمام الله أنه يريد مخلصًا أن ينهض بمصر، نصلي من أجله وكل من يتعاون معه. وأنا بشكل شخصي أصلي من أجل حزب الحرية والعدالة وأدعو جميع القوى للحوار معهم لتنهض البلاد، فمصر لن تنهض إلا بجميع أحزابها، وأناشد الجميع بالتضامن، لتحقيق النهضة التي نحلم بها والتي لن تتحقق إلا بعد سنوات، فعلينا أن ندع صخب السياسة وإشكالية هوية مصر ونفكر في كيفية الخروج من الوضع الاقتصادي المتعثر فقط. وأضاف "نصلي من أجل القوات المسلحة، فالجيش هو الحصن المنيع للوطن، لتخرج مصر من صخب الصراع لطريق التنمية والنهضة الحقيقة "بارك مصر وبارك شعبها والمجد لله دائما". كما احتفلت بطريركية الروم الكاثوليك بعيد الميلاد وترأس القداس البابا غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الكاثوليك المالكية بالإسكندرية وأوروشليم وسائر المشرق للروم بكنيسة الروم الكاثوليك بالضاهر. وقال غريغوريوس في كلمته، إن عدم الاستقرار في بلادنا هو سبب الهجرة، للمسلمين والمسيحيين معا، لافتا إلى أن سكان الشرق الأوسط يعيشون أمام مخاطر في حين أنها من المفترض أن تكون نموذجية تحت ظل السلام والمصالحة. واستطرد "المصالحة هي الخلاص من كافة مشاكلنا، ولا يمكننا أن نتقدم للأمام إلا إذا كانت بيننا مصالحة على كافة المستويات مهما كانت الأوضاع في بلادنا. واعتبر أن أهمية المصالحة تأتي من قدرتها على تضميد الجراح وإعادة البناء، والعودة للحوار بين الطوائف وقبول الآخر، وقيمتها كرسالة عالمية ومستقبل للمنطقة بأسرها. وحضر القداس محمد المصري مندوب رئيس الجمهورية، ومحمد أبو زيد مندوب وزارة الداخلية، ولطيف وصفى سكرتير الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، ونهلة بكري عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي. كما احتفلت اليوم كنيسة الروم الأرثوذكس بالعيد وترأس القداس البابا ثيؤدوروس بابا الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، وكذلك الكنيسة الأسقفية وترأس القداس المطران منير حنا. وقال البابا ثيؤدوروس في كلمته، " إن تقبل الآخر هو إثبات للاستضافة الحقيقية، تقبل الآخر هو تطبيق للوصية الإلهية "أحب قريبك كنفسك"، والقريب هو كل مَنْ هو خارج عنا الذي بحاجة، كما أوضح يسوع المسيح في مثال ال"سامري"، لأن تقبل الآخر يمكن أن يغيره كما يمكن أن يغيرنا نحن أيضاً". وقام البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية التي ستحتفل بعيد الميلاد في السابع من يناير القادم، بتوجية التهنئة للكنائس التي احتفلت بعيد الميلاد، وقال في تغريدة له أمس على "تويتر": تهنئة قلبية لكل اخوتنا في المسيح الذين يحتفلون اليوم بالكريسماس، وأرجو لهم بركات الفرح والخير والسلام في حياتكم وأعمالكم وبيتكم مع محبتي لك. وأجرى البابا ظهر اليوم زيارة للكنائس لتقديم التهنئة شخصيا؛ حيث قام بزيارة مطرانية الأقباط الكاتوليك بشارع ابن سندر ويتوجه بعدها إلى مطرانية الروم الكاثوليك بالضاهر خلف المستشفى القبطي ثم أخيرا مطرانية الروم الأرثوذكس بالضاهر جنب الروم الكاثوليك.