سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هنا البوابة الإلكترونية.. حيث لا مجال للنوم التغطية الإخبارية تعمل بفريق من الشباب على مدار 24 ساعة.. والعاملون يقضون أياماً متصلة داخل المكان دون انقطاع
الطابق السابع فى جريدة الوطن.. البوابة الإلكترونية، حيث تستمر الأضواء على مدار اليوم، وتدب الحركة فى كل دقيقة، ويرفع العاملون من صحفيين ومبرمجين ومصورين و«مونتيرين» شعاراً بعدم النوم لليوم الرابع على التوالى، يتصيدون اللحظات التى يغفو فيها أحدهم بفعل التعب وطول الوقت الذى يقضيه متيقظاً لتغطية الاستفتاء ومن قبلها مليونية الجمعة، يقوم من تبقى متيقظاً بتصوير من أنهكه التعب، فأغمض عينيه كدليل انهزام لأحد العاملين فى طابق لا يعرف اليوم. يجلس محمد شعرواى، مدير الإنتاج، ليتابع تعليمات هاجر محمد مدير قطاع الفيديو فى انتظار التأكد أن تغطية البث الحى تعمل جيداً، يطمئن على محمد عماد فى الشرقية وعبدالله الدالى فى الإسكندرية، يخبره الأخير بأنه صوّر انتهاكات فى عملية الاستفتاء وأن البعض يحاولون الاعتداء عليه، يجيبه شعراوى بحرصه المعتاد على المادة المصورة: «خليهم يضربوك عادى.. بس أوعى تضيع اللى صورته». يحتد أحمد عطية، المحرر العام للبوابة، على حسن معروف لأنه أخر خبراً فى الديسك قبل أن يفاجأ بأن أحمد يحيى شديد الإعياء، يطلب منه الانصراف، فيرفض الأخير ويطلب نصف ساعة يغمض فيها عينيه، وينطلق إلى غرفة الاستماع والمشاهدة حيث تمنعه سهيلة حامد وفاطمة النشابى من الدخول لأنها يقومان بتفريغ إحدى المداخلات الهاتفية التى تعلق على سير الانتخابات، يتوجه إلى الاستوديو، فيمنعه عبدالرحمن إكرام من الدخول لأنه يقوم بمونتاج أحد التقارير، فيعود ليغفو على كرسيه. تتحرك شاهيستا شريف حاملة كوباً ضخماً من القهوة تضمن به احتياجها من الكافيين حيث يبدأ دورها مع عمليات الفرز فى السابعة مساء حيث تتولى مسئولية خريطة الوطن التفاعلية، تقوم بمراجعة طريقة إدخال البيانات مع أحمد مجدى ومى مصطفى وبقية الزملاء، تطلب من فريق التواصل الاجتماعى أن يقوموا بنشر الخريطة، تتحمس نهى وفاطمة وأدهم للأمر، يرفع سعيد محمود، سكرتير تحرير البوابة الهاتف الداخلى ليتلقى خبراً، يرفع عقيرته ليسمعه الجميع: «مدّوا التصويت لحد الساعة 9»، تنظر شاهيستا بيأس إلى كوب القهوة وتدرك أنه ليس كافياً، تحاول أن تقنع بأن الخبر خاطئ أملاً فى أن تبدأ عملها فى السابعة قبل أن يقول عمرو عزالدين دون أن يسأله أحد: «الخبر صحيح وجه على الوكالة». ينشغل محمد فتح الله فى متابعة فريق الجرافيك والبرمجيات فى التأكد من الصور التى يتم تزويد البوابة بها، يطلب من فريقه عمل ملف تفاعلى عن انتهاكات الانتخابات، فيتمم محمد إبراهيم -الذى لا نعرفه سوى باسم «منير» دون سبب واضح لذلك- فى سره غالباً بالدعاء على الظالم والمفترى، يلمح فتح الله أحد المحررين وقد غلبه النعاس فيخرج محموله، يتطوع أقرب الزملاء بالوقوف بجوار الخاسر الأول فى معركة «البقاء للأنشط» ويبتسم، تضايق فلاشات الكاميرا النائم فيفتح عينيه مدركاً أنه خسر جولته الأولى. يشعر محمد شنح بالنعاس، فيحاول أن يبحث عن مكان بعيداً عن أعين المتصيدين، يستأذن فى تدخين سيجارة مع أدهم أبواليسر بالخارج، يغفو على السلم الذى يجلس عليه والسيجارة مشتعلة فى يده، يركض ماهر مسرعاً ليتصيد خاسراً جديداً فى معركة «البقاء للأنشط»، قبل أن يرفع سعيد عقيرته مرة أخرى: «يا عبدالموجود.. دسك الخبر اللى جايلك.. مدوّا التصويت لحد 11 بالليل»، تنهار شاهيستا بفعل الخبر، ويتمتم منير داعياً على الظالم والمفترى. يتحرك محمد أبوضيف مسرعاً محاولاً ألا يفوته خبر، حيث يتابع مع رؤساء الأقسام المحررين فى الميدان، يتأكد من كل حرف يتم إملاؤه، يغفو زميل ثالث فتلتقطه الكاميرات، فى الوقت الذى تعود فيه محررات الفيديو من لجانهن ويقمن بمونتاج الفيديوهات. يتحدث عطية بهدوئه المعتاد: «يا جماعة عندى خبرين.. العميد مصور أنصار أبوإسماعيل وهم رايحين يقتحموا الوفد، الخبر التانى إن فيه كلام إنهم جايين يقتحمونا»، يسود قليل من الهرج والنكات داخل المكان، يغلق الأمن البوابة ويبدأ البعض فى تخيل مشاهد الاقتحام بشكل هزلى، يختفى محمود نبيل عن الأنظار فى أطراف المكان، ويبدو من هيئته أنه يحدث خطيبته محادثة الوداع ويعود ليكمل أحد أعمال الجرافيك فيجد أن منير لا يزال يتمتم بالدعاء على الظالم والمفترى، يتساقط ضحية جديدة لمعركة «البقاء للأنشط»، فى الوقت الذى يتناقش فيه أسامة راشد وإسلام ممتاز وآية جمال فى زوايا البث الحى التى سننقل منها أحداث اقتحام الجريدة، يرفع عبدالسميع التليفون الداخلى ويطلب من قسم الاستماع والمشاهدة تغطية برامج التوك شو حول التهديد بالاقتحام. تبدأ أولى النتائج فى الظهور، تتأكد شاهيستا من مصادر النتائج حتى لا تكون موجهة، تبدأ الخريطة فى الظهور تدريجياً على كل الحسابات الشخصية لكافة المتابعين للنتائج، وتقوم الفضائيات بعرضها فى برامجها، يعلو صوت عطية: «حد يتطمن إن العميد لسه بخير وما اتضربش من أنصار أبوإسماعيل؟». تتعالى التليفونات التى تطمئن على محررى الجريدة والبوابة، أم تطلب من ابنتها أن تغادر المكان فترفض، وزوج يحاول أن يبث الثقة فى زوجته التى تعمل فى البوابة، ومن الخلفية يجلس هيثم دبور مدير تحرير البوابة ليجرى مكالمته الأولى والأخيرة ربما بعد مرور ساعة على خبر الاقتحام: «ألو.. محمود من قسم الدعم الفنى.. طيب أنا بأكد معاك إن السيرفر ميبقاش فيه أى مشاكل ساعة الاقتحام عشان عدد الزوار عندنا كتير». بانتهاء اليوم وبداية يوم جديد، يجلس البعض يتبادل صور الخاسرين فى معركة «البقاء للأنشط»، غفا البعض لدقائق والبعض الآخر استطاع أن يقتنص ساعة كاملة ينامها، لكن الجميع يعود مرة أخرى ليكمل ما بدأه من أجل أن يصلك الخبر بأفضل صورة ممكنة.