لا شك في أن إختصار قطار مترو الأنفاق للمسافات وتوفيره للوقت كان أحد أسباب الإقبال الجماهيري المزدحم خاصة في ساعات الذروة عليه .. حتى أصبح أحد أشهر الوسائل والأشياء المعدة للإستخدام اليومي للمواطن المصري البسيط . وإذا كنا سنتكلم عن المواطنة فاسمحوا لي أن أقول إن هناك قطاعات فئوية متعددة ومختلفة نطلق نحن عليها بمصر مصطلح " المعاقين " بينما تقرر الإتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوقهم مصطلح تقدمي هو " الأشخاص ذوي الغعاقة " ولأن العوق والعجز كامنان .. مادامت هناك حياة بشرية تدب في المجتمع . فقد كان من الهام في تلك السطور تسليط الضوء على المشكلات التي يتعرضون لها بالمترو ، وبشكل أدق مظاهر التمييز ضد أحدى تلك الفئات وأعني بهم الصم وضعاف السمع ، فلأن هذه الإعاقة حسية غير ظاهرة للعيان وغير مدركة للأشخاص العاديين والذي منهم العاملين بهيئة المترو فالتعامل معهم أصبح تمييزيا ً ويمر عبر مراحل نرصدها هنا .. أولا ً : يتناسى العاملين بالمترو أن هناك لغة منفصلة تعتمد على الشكل الإشاري وحركات الشفاة وتعبيرات وإيماءات الوجه وبالتالي يفشلون في التواصل مع تلك الفئة لجهلهم بها . ثانيا ً : لا يعرف العاملين بالمترو وبشكل طبيعي كعامة شعبنا المصري ونخبته المثقفة ما هي درجات وأنواع الإعاقة وأعني بها التصنيفات الدولية التي قررتها منظمة الصحة العالمية . ثالثا ً : لغة التواصل الرئيسية للصم والبعض من ضعاف السمع الشديد وهي " لغة الإشارة ومعها حركات الشفاه وإيماءات الوجه وتعبيراته المختلفة والتي يجهلها العاملون بالمترو وبالتالي لا يوجهون المواطن الأصم لوجهته الصحيحة ، ثم أنهم يتعنتون أحيانا ً ولا يدعونه يمر عبر ماكينة فرم التذاكر إلا بعد أن يشير بأصابعه بعلامات تشير إلى أنه تحيطه دولته بالحماية والدعم وتفهم كيفية إشعاره بأدميته وأهليته . رابعا ً : وتعلق أزمتهم الأخيرة بإرتباطها الوثيق بعملية التعليم التي تتعمد تخريج صم وضعاف السمع كأميين وتهدر حقهم في لغة إشارة موحدة وأساليب متقدمة تجعلهم يجيدون القراءة والكتابة وبالتالي يقرأون أسماء مثل " الشهداء – المعادي – الدقي – مارجرجس – الملك الصالح – البحوث – شبرا " كمحطات للنزول والركوب منها لوجهات أخرى ، وأيضا ً حتى لا يخطئون بركوب عربات النساء اللواتي تشن لأجلهن الأن ولأجل قوانين عرباتهن حروب أهلية .