اعتقد أن هناك طرف ثالث يريد أن تدخل تركيا الحرب وليس من مصلحة النظام السوري أن يتورط مع تركيا في حرب خاسر منها النظام السوري فالحقيقة ومن سوء حظ سوريا، المالكة لجيش هو في الدرجة 35 بالعالم، أنها مجاورة لجيش تركي هو السادس قوة وبالعدد والعتاد بعد الأمريكي والروسي والصيني والهندي والبريطاني، وثاني أكبر قوة بعد الولاياتالمتحدة في حلف "الناتو"، الذي مرت العام الماضي 60 سنة على انضمامه إليه. ولتركيا سلاح لوجستي، هو الأهم في القتال ويفوق السوري بعشرات الأضعاف، فهي قوة اقتصاية ضخمة ولها جاذبيات متنوعة، وإنتاجها القومي كان تريليون دولار العام الماضي، أي 17 مرة زيادة عن السوري البالغ 57 ملياراً، وسكانها البالغون 78 مليون نسمة هم أكثر من 3 مرات من سكان سوريا. مما لا شك فيه أن تركيا منذ إندلاع الأزمة في سوريا وهي طرف أساسي في دعم التسلح والمسلحين لوجستيا وسياسيا عدى عن المواقف السياسية العلنية التي تجاهر تركيا فيها بعدائها لسوريا نظاما ودولة وهذا ما ترجمته السياسة التركية ما قبل الأزمة بسياسة العصا والجزرة وهذا أسلوب أمريكي تعودنا عليه بالعصا عندما حجبت جزء كبير من مياه الفرات عن سوريا بإقامة عدة سدود على أراضيها مما خلق أزمة زراعية ومائية منعت سوريا من استصلاح الزراعي والتصنيع الثقيل خاصة بمناطق الشمال وسياسة الجزرة عندما تم بناء علاقة بشار الأسد ورجب الطيب أردوغان وصفت بالممتازة وذهبت إلى أبعد من علاقة دول بل وصلت إلى الصداقة الشخصية بالرغم من أن النظام في سوريا وعلى رأسه بشار الأسد كان دكتاتوريا بالوراثة رغم ذلك لم يتراجع الطيب عن صداقة الدكتاتوريين كل ذلك جعل من هذه العلاقة علاقة مصلحة مرتبطة بأحلاف إقليمية ودولية كانت تسعى لفصل المسار السوري عن مساره الإقليمي والدولي وكشف الغطاء عن المقاومة التي تبقى هي الهدف الأساسي بكل ما يحصل ويجري في الساحات العربية من انتفاضات وثورات بالأخص في سوريا مع العلم وجود أرضية خصبة جبلت الدكاتوريا بترابها القمع الأمني طيلة تلك الفترة التي حكم بها حزب البعث وهذا لا يعني أن نضع على أعيوننا لطخة سوداء تمنع عنا ما تريده القوى الكبرى ليس فقط من سوريا إنما من المنطقة كلها أن الموقف التركي الأخير الأمني المرتبط أساسا بحلف الناتو الذي يضم فيه دولة إسرائيل أو الحلف التي تقوده أمريكا لا يبرهن إلا عن ارتباطه الوثيق بأمريكا وحلفائها فإذا كانت تركيا حريصة على أمنها وسيادتها بالرغم من أن حادثة القذيفة التي قتلت وجرحت أتراكا لا تستطيع تركيا ولا غير تركيا اتهام سوريا بالأخص بأن الحدود التركية السورية لا يسيطر عليها الجيش السوري بأغلبيته بل مسلحين مدعومين من تركيا ثانيا لماذا الرد السريع على الجيش السوري دون تحقيق بالحادثة ثالثا لماذا تركيا لم ترد على مقتل أحد عشر تركي على السفينة التركية التي قتلتهم إسرائيل علنا وعلى شاشة التلفزة وحتى الآن لم تعتذر بالرغم من أن الموقف التركي لم يطلب إلا الاعتذار كل ذلك يجعل من تركيا دولة أطلسية بامتياز لا علاقة لها لا بالانتماء الإسلامي ولا الآسيوي بل دولة لها علاقات مع إسرائيل أكثر من ممتازة تتطلع لأخذ الدور في المنطقة بعد سقوط وتجزئة سوريا ولم نلاحظ حتى الآن ومنذ تولي حزب العدالة والتنمية إلا بعض الخطابات ضد إسرائيل التي أغشت عيون بعض العرب ومنهم مقاومين للأسف كل ذلك من أجل مصلحة تركيا وحلفائها بالمنطقة وبأسلوب جديد يجب على الأنظمة العربية اتباعه ويقال عنه أمريكا النموذج التركي دولة معتدلة لها علاقة مع إسرائيل أو ما يسمى بالإسلام المعتدل وتبق كلمة الأطراف المعنية برفض العنف والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وبذل كل الجهود الضرورية للتقدم نحو حل سياسي.