قامت منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة الفاو"FAO" بتعزيز إجراءاتها لمكافحة آفة التوتا ابسليوتا التى تهدد المحاصيل، فى إقليم الشرق الأدنى، وأكدت أنها تعمل بالتعاون مع الشركاء فى البلدان المتضررة على تطبيق برامج "معتدلة" لمكافحة هذه الآفة، وهو البرنامج الذى حقق نجاحًا فى الحد من أضرار الآفة لدى دول حوض البحرالمتوسط، بما فى ذلك بلدان شمال إفريقيا، بينما يتواصل العمل فى الوقت الحاضر لاعتماد مشروع شبه إقليمى لمكافحتها فى سبع دول (مصر- إيران - العراق -الأردن - لبنان -سوريا -اليمن) بالاعتماد على تقنيات تستخدم فى بلدان مختلفة فى حوض المتوسط. تكمن فكرة البرنامج المتبع، فى الحفاظ على أدنى مستوى من الأضرار، من خلال تطبيق أساليب مستدامة بيئيًا واقتصاديًا تراعى الحد من الاستخدام المفرط للمبيدات، ويعتمد البرنامج على استخدام الأعداء الطبيعية ونصب المصائد. وقال الدكتور خالد الرويشدى، المختص بمكافحة الآفات الزراعية بالمنظمة، إن حشرة حفارة الطماطم تكاثرت بسرعة وانتقلت بسهولة عبر الحدود، لكن بعض البلدان تمكنت من الحد من تكاثرها والتقليل من قدرتها على الانتشار والإضرار بالمحاصيل، ويكمن هدف المنظمة فى تعزيز هذا النجاح فى وقت تشق فيه الآفة طريقها متجهة نحو الشرق والجنوب الشرقى". وأضاف خبير المنظمة أن رغبة المنظمة فى الحد من استخدام المبيدات، يعود إلى سببين، الأول أن الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية لا يساهم فى الاستدامة البيئية، والثانى ما نعرفه عن التوتا ابسليوتا من قدرتها على تطوير مقاومة ذاتية سريعة للمبيدات الحشرية. وأشار الخبير إلى أن المنظمة تعتمد على خطة للمكافحة المتكاملة للآفة لدى البلدان المتضررة، ووضع نهج منخفض السُمية للمكافحة والاستخدام المحدود للمبيدات الكيميائية وانتقاء الطبيعى منها واستخدام المصائد التى تستدرج الحشرات و إطلاق أعداء طبيعية (مفترسات ومتطفلات ) بالإضافة إلى استخدام الموانع المنخلية المانعة لدخول الحشرات وكذلك الأبواب المزدوجة فى الزراعة المغطاة، إلى جانب العناية بالمشاتل والحصول على شتلات خالية من الحشرة و إزالة المحاصيل المصابة والنباتات البرية؛ بالإضافة إلى اعتماد دورة زراعية لزرع الأصناف غير الباذنجانية التى لا تستهوى الحشرة مضيفا ان الفيرومونات قد استخدمت منذ فترة طويلة فى بلدان متعددة لمراقبة الآفة.