كشف برنامج الغذاء العالمي عن تصاعد أزمة الجوع بشكل مستمر في جميع أنحاء منطقة الساحل في غرب أفريقيا، وهي رقعة كبيرة من الأراضي تمتد عبر ثماني بلدان من تشاد في الشرق إلى السنغال في الغرب. بالنسبة للنيجر كانت معدلات سوء التغذية مرتفعة حتى قبل الأزمة، حيث بلغت 20% من المعدل العالمي لسوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الثانية في العام الماضي. ووفقا للتقرير الذي أصدره البرنامج في شهر يونيو 2012، فقد أدى عدم انتظام هطول الأمطار وتفشي الآفات إلى هلاك المحاصيل في الوسط والغرب، وبلغ العجز في الحبوب أكثر من 500 ألف طن، كما أن الأسعار بالنسبة لجميع الحبوب أعلى بكثير من المتوسط الموسمي على مدى السنوات الخمس الماضية. وفي موريتانيا أدى هطول الأمطار في مناطق متباعدة إلى انخفاض رقعة مراعى المواشي وانخفاض المحاصيل، كما ساهم ارتفاع أسعار المواد الغذائية أيضاً في تدهور الوضع. ويعاني حوالي 25% من الأسر من انعدام الأمن الغذائي (حوالي 700000 نسمة)، وتعد مناطق الشرق والجنوب الأكثر تضرراً في البلاد. وفي تشاد أصبحت المراعي في الشريط الساحلي من البلاد جافة للغاية، وذلك بسبب تأخر وندرة هطول الأمطار، وانخفض إنتاج الحبوب في عام 2011 بنسبة 50% مقارنةً بعام 2010، ويعاني أكثر من مليون شخص "بشدة من انعدام الأمن الغذائي" كما أن 1.5 مليون آخرين معرضين أيضاً للخطر، ولأن تشاد دولة بعيدة وغير ساحلية، فهي تواجه تحديات لوجستية هائلة عندما يتعلق الأمر بنقل المساعدات الغذائية. ووفقا للتقرير فقد أدى تأخر الأمطار إلى ضعف المحصول في مالي، وهذا أقل بنسبة 25% عن العام السابق وفقاً لتقديرات الحكومة، وارتفعت أسعار الذرة الرفيعة، ويتعرض نحو 1.7 مليون شخص لخطر الجوع، وأدى اندلاع التمرد في الشمال إلى تعقد الوضع، وقد فر حوالي 320 ألف شخص من القتال، بعضهم إلى دول مجاورة. في بوركينا فاسو تدهورت المحاصيل بنسبة 40% في البلاد، مع انخفاض بنسبة 16% في إنتاج الحبوب مقارنةً بالعام الماضي، وتشير التقديرات إلى أن نحو 1.7 مليون شخص معرض لخطر الجوع، كما أن أسعار المواد الغذائية مرتفعة، وأعلنت الحكومة وجود أزمة في الغذاء والتغذية، وطلبت الدعم الوطني والدولي. وبالنسبة للسنغال تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص معرضون لخطر الجوع في السنغال، وقد بدأت الأسر في خفض عدد وجبات الطعام وبيع ماشيتهم في المناطق الأكثر تضرراً، بالإضافة إلى ضعف المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية. أما الكاميرون فقد المناطق الشمالية وأقصى شمال البلاد هي الأشد تضرراً من موجة الجفاف التي ضربت الساحل وكان إنتاج الحبوب في تلك المناطق أقل من السنة الماضية، وتخطى المعدل العالمي لسوء التغذية الحاد في هذه المناطق نسبة 10%، وهو مؤشر "الخطر" وتخطت معدلات التقزم 40%، وسوف يزداد الوضع تدهوراً في موسم العجاف إذا لم تتخذ إجراءات سريعة. وبالنسبة لجامبيا فقد طلبت الحكومة الحصول على مساعدة دولية لتعامل مع فقد المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتشير التقديرات إلى انخفاض إجمالي إنتاج المحاصيل بنسبة 62% مقارنة بعام 2010 وبنسبة 50% بالمقارنة مع المتوسط خلال الخمس سنوات الماضية، كما أن ما يزيد قليلاً عن 600 ألف شخص معرضين للخطر.