غادر المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، باندوج بعد ظهر اليوم الجمعة عائدا إلى جاكرتا بعد إنتهاء مراسم مسيرة باندونج التاريخية التي أقيمت اليوم على هامش الاحتفال بالذكرى الستين لأول مؤتمر آسيوي أفريقي عقد في عام 1955 ، وقد رافقها طابور من العسكريين الذين حملوا أعلام الدول المشاركة في المؤتمر لهذا العام. وقد أدى محلب صلاة الجمعة في باندونج وبعدها شارك في مأدبة غداء أقامها الرئيس الإنونيسي جوكو ويديدو تكريما لرؤساء الدول والحكومات التي شاركت في المسيرة. وخلال مراسم الاحتفال بعد الانتهاء من المسيرة ، شاهد قادة ومندوبي الدول الآسيوية الأفريقية عرضا لفيلم عن رحلة المؤتمر الآسيوى الأفريقي منذ عام 1955 إلى عام 2015 في مبنى ميرديكا ، حيث سلط الفيلم الضوء على تاريخ وتطور الشراكات بين الدول الآسيوية والأفريقية ، ثم شارك الزعماء في جلسة لالتقاط الصور التذكارية ووقفوا دقيقة صمت وقام عمدة باندونج رضوان كامل بقراءة مبادي رسالة باندونج العشرة. وقد وقع الاختيار على الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ، والرئيس الصيني شي جين بينغ ، وملك سوازيلاند مسواتي الثالث للتوقيع رمزيا على رسالة باندونج في مبنى ميرديكا خلال احتفالات اليوم الجمعة. يذكر أن رسالة باندونج هي واحدة من ثلاث وثائق صدرت عن الاجتماعات التي عقدت في إطار الاحتفالات بالذكرى السنوية الستين للمؤتمر الآسيوي - الإفريقي ، أما الرسالتين الأخريين فهما وثيقة مبادرة الشراكة الاستراتيجية الآسيوية الأفريقية الجديدة التي تحتوي على يحتوي على إطار تنفيذ ومتابعة رسالة باندونج ، وإعلان فلسطين. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية أرماناثا ناصر قد أوضح أنه تم اختيار الصين وسوازيلاند للتوقيع على رسالة باندونج جنبا إلى جنب مع اندونيسيا ، حيث أن الصين تمثل آسيا في التوقيع على الوثيقة لأنها دولة كبيرة ومتقدمة ، في حين تم اختيار سوازيلاند لتمثيل أفريقيا لأنها من بين الدول المستقرة في القارة. يذكر أن مبادئ رسالة باندونج العشرة هي: 1- احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة. 2- احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها. 3- إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها. 4- عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها. 5- احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقا لميثاق الأممالمتحدة. 6- أ- عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأي من الدول الكبرى. ب- عدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى. 7- الامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة. 8- الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقا لميثاق الأممالمتحدة. 9- تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل. 10- احترام العدالة والالتزامات الدولية. و نقل محلب تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر إلى زعماء وشعوب آسيا وأفريقيا في الاحتفال الذي أقيم بعد مسيرة باندونج اليوم في المدينة التي حصلت على لقب مدينة حقوق الإنسان. وقال رئيس الوزراء "جئت إليكم من مصر أحمل إليكم تحيات وتمنيات الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن شعب يضم 90 مليون مواطن يؤمنون بمبادئ باندونج.. ومن بلد النيل العظيم.. والأزهر الذي رعى الإسلام المعتدل ونشره في أفريقيا وآسيا والعالم، ومن شعب يقاوم الإرهاب". وأضاف " ان مصر كانت وستظل الدولة التي ترعى الحرية كما رعت جميع حركات التحرر في أفريقيا وأيدت حركات التحرر في آسيا".. وقال "إننا نتحمل مسئولية كبرى أمام شعوب أفريقيا وآسيا من أجل محارية وقهر الإرهاب الذى لا دين ولا وطن ولا جنسية له". وتابع محلب قائلا "أتشرف أن أقف في هذا المكان الذي وقف فيه الآباء والأجداد ليعبدوا لنا الطريق بمبادئ الصداقة والحرية والتضامن.. وليس لنا إلا أن نأمل ونحلم لشعوبنا بالمسكن الملائم والرعاية الصحية الأفضل والتعليم المناسب.. علينا أن نقهر البطالة ونساعد المرأة الافريقية والآسيوية كي تتمكن من الحصول على حقوقها"...واضاف "إن شعوبنا تؤمن بمبادئ باندونج ومنها الحرية والسلام والعدل والسلام. وشدد رئيس الوزراء على أن روح باندونج تطالبنا بحق فلسطين في أن يكون لها دولة، مشيرا إلى أن هذه الروح لن تتوقف أبدا طالما أن هناك إنسان له حق، وقال "لن ننسى فلسطين ولن تهدأ أرواح زعمائنا المؤسسين قبل أن نرى الدولة الفلسطينية التي تجمع شعب فلسطين الذي عانى على مدار 70 عاما من الحرمان من دولة كانت يوما لهم". وفي ختام كلمته قال رئيس الوزراء إنه تأثر عندما رأى في عيون الأطفال الأمل الكبير.. مشيرا إلى أن العمل كثير والطريق شاق. وقاد الرئيس الإندونيسي جوكو ويديدو مشاركة 22 رئيس دولة ورئيس حكومة من الدول الآسيوية والأفريقية في مسيرة باندونج التاريخية التي تمثل أحد فعاليات الاحتفال بالذكري الستين لإقامة أول مؤتمر آسيوى أفريقي في باندونج عام 1955. وشارك في المسيرة التاريخية أيضا مئات الوزراء ورؤساء وأعضاء وفود على مستوى رفيع من دول آسيا وأفريقيا ، وبدأت من مقر فندق سافوي هومان إلى مبنى ميرديكا (وهو المبني التاريخي الذي استضاف أول قمة لرؤساء أسيا وأفريقيا عام 1955). وإلى جانب المسيرة التاريخية ، شملت الإحتفالات التقاط صور جماعية للزعماء ووقوفهم وكبار المسئولين دقيقة صمت ، وكلمة من الرئيس الإندونيسي وكلمات من بعض الزعماء من آسيا وأفريقيا، وقراءة لمبادئ رسالة باندونج ، ومراسم رمزية للتوقيع على رسالة باندونج. وتأتي مسيرة اليوم لإحياء ذكري مرور 60 عاما علي انطلاق أول قمه آسيوية أفريقية عام 1955 والتي كانت بداية لإطلاق حركه عدم الانحياز ، ولإحياء المسيرة التاريخية التي قام بها الزعماء المؤسسين وعلي رأسهم الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر واحمد سوكارنو. ويتم اختتام الاحتفالات بأداء صلاه الجمعة في مسجد رايه بمدينه باندونج. من بين زعماء العالم الذين شاركوا في المسيرة الرئيس جوكو ويدودو رئيس إندونيسيا ، ورئيس الصين شي جين بينج ، وملك سوازيلاند مسواتي الثالث ، ورئيس تيمور الشرقية تور ماتان رواك ، ورئيس زيمبابوي روبرت جبرييل موجابي ، ورئيس كوريا الشمالية كيم يونج نام ، ورئيس وزراء نيبال سوشيل كويرالا ، ورئيس الوزراء الكمبودي هون سين ، ورئيس وزراء رواندا انستاسي موريكيزي ، ورئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق ، بالإضافة إلى زعماء ميانمار ، وماليزيا ، وأنغولا ، وفيتنام ، وجنوب افريقيا. تغيب عن المسيرة بسبب السفر من جاكارتا مباشرة 9 زعماء من بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ، ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ، وسلطان بروناي دار السلام حسن البلقية ، ورئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج ، ونائب رئيس سيشل داني فور ، والرئيس الايراني حسن روحاني .