فى ظل الإستقبال الحافل لشعب الكويت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم أكد خبراء سياسين أن زيارة السيسى للكويت تؤكد استقرار نظام 30 يونية والعلاقات التاريخية بين البلدين. السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى يهتم فى جدول أعماله بزيارة البلدان العربية والصديقة وزيارته اليوم للكويت يعد توقيت مناسب بعد أن تم حل الأزمات الداخلية والقضاء على حالة الإنفلات الأمنى التى ظهرت بعد ثورة 25 يناير واستقرت الأحوال بشكل عام وأصبحت مصر الآن تقدم نفسها على أنها فرصة ممتازة للإستثمار والتعاون الإقتصادى. ويضيف بيومي "لا ينسى أحد مساندة الكويت والسعودية والإمارات ودعمهم لمصر بعد ثورة 30 يونيه ومبادرة عاهل السعودية عبد الله بن عبد العزيز 12 مليار دولار لسد الإحتياجات من البنزين والسولار وغيرها"، مشيرا إلى متانة العلاقات التاريخية بين مصر والكويت منذ الستينات حتى وقتنا هذا وخاصة أنه تم غزوها مرتين وأرسلت مصر جيشها لحماية الأراضى الكويتية من الغزو العراقي. وأوضح بيومي أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أرسل الجيش المصرى لحماية الكويت من غزو العميد العراقى عبد الكريم قاسم فى عام 1961 ومطالبته بضمها للعراق لكن ناصر تصدى له وشكل نواة قوة عسكرية عربية مشتركة على حدود العراقوالكويت، وفى المرة الثانية أرسل الرئيس الاسبق حسنى مبارك الجيش المصرى لحماية الكويت من غزو الرئيس العراقى صدام حسين فى 1990 وكان الجيش المصرى ضمن 36 تحالف دولى ووقع الإختيار عليه ليكون فى مواجهة مباشرة ضد هذا الغزو. وأكد بيومي أن الكويت أرادت أن تشكر مصر على مساندتها القوية لها طوال الوقت فساندتها بعد ثورة 30 يونية ضد أى هجوم اعلامى كما ساندتها اقتصادياً حيث أنها تعد من أكبر الدول المستثمرة فى مصر ودعمتها بقروض ومشروعات هامة. وأكد بيومى أن زيارة السيسى اليوم للكويت تستهدف زيادة التعاون الاقتصادى بين البلدين بالإضافة لفتح ملف الجالية المصرية بالكويت التى بلغت مليون مصري وينتظر تنفيذ قرار ايجاد 50 ألف فرصة عمل للمصريين جديدة بالكويت. من جهته يرى الدكتور سعيد صادق أستاذ علم السياسى الاجتماعى بالجامعة الأمريكية أن السنة الماضية بمصر تعد بمثابة تثبيت لنظام 30 يونية ودعمه فى الداخل والخارج، فهناك دعم إقليمى لمصر لوجود مصالح مشتركة، واحساس بأن النظام الإقليمى العربى اذا انهار منه جزء سوف ينهار النظام بأكمله، أي أن حماية مصر بالنسبة للوطن العربي حمايه له من العدوان وحلم الشرق الأوسط الجديد. وتابع صادق "أن زيارة السيسى اليوم للكويت فهى بمثابة تأكيد لم الشمل العربى والتعاون بين الدول العربية، والإستقبال الشعبى القوى للسيسى يعد رسالة للعالم وتثبت أن العالم العربى لم ينهار ولابد من ايقاف التوسعات فى منطقة الخليج كالتى تحدث في اليمن من الحوثيين وحركة التمرد في البحرين البحرين وداعش فى العراق وسوريا ومطامع تركيا بالمنطقة. وأوضح صادق أن السيسى أكد فى كثير من حواراته أنه سيتصدى لأية اعتداءات على أي بلد عربي بقوله "فردة كعب" فقوة مصر جاءت من قوتها فى الداخل ومساندة البلدان العربية الصديقة لها. والدليل على ذلك ماقام به الرئيس الأمريكى اوباما عندما التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسى فى حين رفض من قبل استقبال الرئيس الأسبق حسنى مبارك والرئيس المخلوع محمد مرسى لتأكده من ضعفهما ولتأكده من أنه لن تكون هناك ثورة ثالثة فى مصر. وفى النهاية أشار صادق إلى المؤتمر الاقتصادي المقرر إقامته فى شهر مارس بشرم الشيخ ورغبة الرئيس السيسى فى أن تكون الكويت داعمة لإحدى المشروعات القومية فى مصر قد لا تقل أهميته عن مشروع قناة السويس الجديدة.