امام المنصة التى اغتيل من فوقها الرئيس الراحل محمد انور السادات ، وبجوار النصب التذكارى الذى دفن تحته تجدهم يفترشون الرصيف حول ثلاث خيم يبيتون فيهم لياليهم، يمثلون مفارقة صارخة فى التفاوت الطبقى المجتمعى فمنهم من يظهر عليه مظاهر الغناء الفاحش وهؤلاء يتميزون بسيارتهم الفارهة ، بينما هناك طرف اخر يمثل فقرا مدقع يظهر من قسمات وجوههم ، من نتحدث عنهم هم مؤيدى المجلس العسكرى ومؤيدى الفريق احمد شفيق ممن يعتصمون الآن امام المنصة بمدينة نصر كنوع من الاحتجاج على نتائج الانتخابات، معلنين عن رفضهم الاعتراف بالدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية ومطالبين باستمرار الاعلان الدستوري المكمل وحل جماعة الاخوان المسلمين. " سمير وضياء ورضا" ثلاث قيادات بمنطقة الاعتصام ، أولهم سمير ويعتبر القائد الاكبر يظهر من قسمات وجهه انه من اقاصى الصعيد حيث وجهه المسحوب والذى تلفحه سمرة الجنوب ، تواجد اليوم فى وسط مؤيدى المجلس العسكرى امام سيارته " الفيات" ذو الطراز القديم وبأعلى صوته ينادى فى الحشد والذى لايتعدى عدده المائتين فرد بأنه لن يسمح بأن تبيت الفتيات فى الخيم ومكان الاعتصام , حتى لو تواجد والدها معها فلن يسمح لهم بذلك. بينما " رضا" شاب فى اوائل العقد الثالث من عمره وجهه يتميز بالصرامة وربما هذا يرجع لوجود شق بطول الوجه فى الخد الأيسر وكما يقول المتواجدين هناك ان رضا مشهور عنه بانه يتشاجر كثيرا , اثناء تواجدنا حدثت مشادة كبيرة بين " رضا" كطرف وسيدة محجبة حيث كان الاول يرفع شعار " الشعب يريد اسقاط حكم الكلب" فى اشارة لمرشد جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع مما ادى بالسيدة بالاعتراض على وصف " الكلب" وقالت له لابد من احترام ادمية الاشخاص فقام بالرد عليها " هم من علمونا قلة الادب عندما لم يحترموا القضاء وعندما استولوا على السلطة قاصدا جماعة الاخوان المسلمين، وثالث تلك الشخصيات ذات الوضع المؤثر فى اعتصام المنصة هو "سمير" والغالب عليه انه يقوم بتنظيم الشباب والقيام بمسيرات فى محيط الاعتصام. ويتواجد بمكان الاعتصام عدد من السيدات الاتى يظهر عليهن انهن من اصول راقية يطلبن من الحضور عدم ذكر الجيش والقوات المسلحة وان يكونوا فى منتهى البرود و"التلامة" لمن يسألهم عن الجيش " ويحترمون بشدة " توفيق عكاشة" مذيع قناة الفراعين احد ابرز داعمي الفريق شفيق.. ويرفع المعتصمون هناك اربع مطالب اولها هى الموافقة على الاعلان الدستورى المكمل والكشف عن جريمة تزوير وتسويد البطاقات فى المطابع الاميرية وعدم تعيين وزراء من حزب الحرية والعدالة وحل جماعة الاخوان المسلمين بالاضافة الى ترديديهم الدائم بأنهم سيقفوا للدكتور " مرسى " على الشعرة وليس على " الواحدة" كما يقال ، مشيرين ان الجيش وضع الاخوان فى السلطة ليعرف الناس حقيقتهم كما انهم لايعترفون بالدكتور " مرسى" رئيسا وان الفريق شفيق هو رئيس الجمهورية بالمستندات - على حد وصفهم- . وفى وسط المعتصمين يتواجد عدد من ضباط الجيش وضباط الصف وربما يكون ذلك لان المنصة تعتبر منطقة عسكرية وهم يتواجدون حولها بحكم عملهم ، يرتاب الجميع هناك فى كل من حولهم وهم يعرفون بعضهم بالاسماء ساعدهم فى ذلك قلة عددهم , واذا شك احد فى شخص وجه كلامه له قائلا " انت من بتوع 6 ابريل" وكأنها وصمة عار للشخص الموجه له الكلام ، الامر المثير للشك ايضا ان بعض السيارات يمر سائقيها ويقفوا بجوار الاعتصام ليخرج لهم شخصا فيسألوه "كل شئ تمام" فيقوم الشخص بالإيماء لهم ، فى اشارة لسير الامور كما هو مخطط لها .