نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية مقالاً للكاتب والصحفي البريطاني بيتر أوبورن بعنوان "نحن قد ندفع ثمن سحق الديمقراطية في مصر"، في إشارة من الكاتب إلى أن المجلس العسكري في القاهرة يعتزم تكرار أخطاء الماضي، على حد قوله، وظهر ذلك جلياً هذا الأسبوع. وقال أوبورن إن التظاهر في مصر أصبح عقابه السجن، الاختطاف أصبح مألوفاً والتعذيب أصبح روتيناً، ذلك بالإضافة إلى قتل المتظاهرين بالرصاص، ذلك كله أتبع إطاحة العسكرية المصرية بمحمد مرسي في 3 يوليو الماضي، وسيطر المجلس العسكري على البلاد، والرئيس عدلي منصور كالدمية، والفريق السيسي هو من يدير البلاد. ويرى الكاتب أن السلطات المصرية قامت بتأجيل غامض لمحاكمة مرسي أمس، بسبب سوء الأحوال الجوية على الرغم من أن الطقس كان معتدلاً في القاهرة حيث مكان المحاكمة، وفي الإسكندرية حيث يسجن مرسي. وأشار أوبورن إلى أنه خلال زيارته لمصر لم يحاول مقابلة أي شخص من الإخوان، ليس لخوفه على سلامته الشخصية، لكن خشي من أن ينتهي به الأمر مسجوناً بجانب ثلاثة صحفيين من قناة الجزيرة الذين اعتقلوا الشهر الماضي، وكان قلقاً من عواقب مقابلة أي شخص في مصر، على حد تعبيره. وندد أوبورن بتواطئ بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة فيما يحدث في مصر الآن واتهمه بأنهم مشتركين في ذلك بشكل غير مباشر بسكوتهم أو خوفهم، مشيراً إلى أن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، لم يعترف حتى الآن أن ما حدث في مصر "إنقلاباً"، واعترف على الفور بالنظام الجديد في مصر، وأضاف أن نظيرة الأمريكي، جون كيري، أشاد باستعادة السيسي للديمقراطية وأثنى عليه لتجنب العنف، فذلك كله قد يؤثر في مصداقية شعارات دعم الغرب لمبادئ العدالة والديموقراطية. وأضاف الكاتب "منذ عودتي من مصر، أحاول فهم سياسة بريطانيا وأمريكا تجاه ما يحدث في مصر، انهم قد كونوا متشائمين، إما أنهم يرون أن حكم النظام العسكري لمصر بقيادة السيسي هو أفضل أمل للاستقرار على المدى القصير، وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكن على المدى الطويل، ذلك شيئاً يثير تساؤلات".