القرضاوي في الاستقالة: المجمع لم يكن له موقفا من «مجازر الانقلاب».. ولا حاجة لي لهيئات تسير في ركب السلطان رئيس اتحاد العلماء: استقالتي من « كبار العلماء» استفزت شيخ الأزهر.. ونالني من أعضاء الهيئة ما نالني تقدَّم الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، باستقالته من عضوية مجمع البحوث الإسلامية، مستبقا الاجتماع الذي يعقده المجمع الأسبوع الجاري لبحث طلبات إقالته. كان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، قال إنه سيبحث في اجتماعه الدوري المقبل مجموعة من الطلبات المقدمة لإقالة الدكتور يوسف القرضاوي من عضوية مجمع البحوث، فيما أعلنت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في اجتماعها الأخير قبول استقالة الدكتور القرضاوي من عضوية الهيئة نظرًا لإساءته للأزهر، وللإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. ومن المقرر عقد اجتماع المجمع برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الأسبوع المقبل. وتأتي استقالة القرضاوي من مجمع البحوث الإسلامية بعد أيام من قبول استقالته بهيئة كبار علماء الأزهر . ونشر موقع "كلمتي" القريب من الإخوان نص الاستقالة التي تقدم بها القرضاوي للمجمع.. وجاء نص الاستقالة كالتالي: - الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد.. المجمع لم يكن له أي موقف يذكر من المجازر الوحشية التي ارتكبت، فقد تقدمت منذ أسابيع باستقالتي من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأحدثت هذه الاستقالة ما أحدثت من جدل واسع، وتباين في الرؤى، في مصر وخارجها، عن أسباب الاستقالة، وجدواها، وآثارها. وقد استفزت هذه الاستقالة شيخ الأزهر لدعوة الهيئة للاجتماع للبت بشأنها، وهي الهيئة التي لم تجتمع لأجل البحث في الدماء التي تراق، والأرواح التي تزهق، والحرائر التي تسجن، والشباب الذي يسحل، والجامعات التي تنتهك حرماتها، بشكل يومي في مصر، والخراب والدمار الذي آلت إليه مصر، أخلاقيًا وسياسيًا، واقتصاديًا واجتماعيًا. لقد اجتمعت الهيئة للبحث في قبول استقالتي، مع أني لم أقدمها لشيخ الأزهر، ولا لهيئته التي عينها بطريقته، ليضمن ولاء معظم أعضائها له، وتبعيتهم لقراراته، وقد نالني من بعض أعضائها ما نالني، فضلا عن الحملات الإعلامية المسعورة التي لم تتوقف، والتي تتكلم الكذب وتتنفس الزور، وتحيا على البهتان، وهذا ما توقعته وسجلته في نص الاستقالة. وكنت أظن أن استقالتي من هيئة كبار العلماء هي استقالة بالتبعية من مجمع البحوث الإسلامية، وإذا كنا رغبنا عن الأكبر، فهل نُبقي على الأصغر؟! ولا أكتم الشعب المصري سرًّا، فإنني كنت قد فكرت في الاستقالة من المجمع من قديم، منذ إقامة الجدار العازل على سكان قطاع غزة، وسكوت أعضاء المجمع عليه، ولكن قلت: لعل الأيام تصلح ما فسد، والزمن يداوي ما جرح، وخصوصا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي كان من المتوقع أن تغير الكثير من توجهات المشايخ والعلماء، في ظل أجواء الحرية والكرامة.. لكن يبدو أن الطبع يغلب التطبع، ومن اعتاد تجرع القهر، وصمت على بشاعة الضيم، وكان ديدنه الممالأة للظلم، والمقاومة للحق: فسوف يحيا في براثن الذل، ويموت راكعا أمام سلطان الجبروت! أضف إلى ذلك أن مجمع البحوث الإسلامية، لم يكن له أي موقف يذكر، من المجازر الوحشية التي ارتكبها جنرالات الانقلاب العسكري، بحق الشعب المصري، فلم يصدر بيانًا، ولم يكتب فتوى، ولم يرفض ما يجري تحت أي اسم أو مسمى! من أجل هذا كله أتقدم للشعب المصري باستقالتي من مجمع البحوث الإسلامية، وأنا لست بحاجة لعضوية هذا المجمع الضعيف في تكوينه، الهزيل في أدائه، بجوار المجامع الإسلامية الأخرى، كما أنني لست بحاجة إلى عضوية هيئات ولا مؤسسات، تسير في ركب السلطان، وقد قلت رأيي الذي أدين الله به، وألقاه عليه، في أحداث مصر، وغيرها من أحداث أمتي