قالت الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعد الرئيس للشئون السياسية إن المسئولين الأمريكيين أكدوا، خلال لقاءاتهم مع الوفد الرئاسي المصري الذى ترأسه خلال زيارتهم الحالية للعاصمة الأمريكيةواشنطن، تفهمهم لما تشهده مصر من أحداث بعد أن كانت تسيطر عليهم حالة من "المخاوف المركبة". وقالت إن المسئولين الأمريكيين تفهموا أن ما يحدث في مصر هو عملية مخاض للعملية الديمقراطية وتطورها.. وأن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو استكمال المؤسسات الديمقراطية، وبالتالي فإن ما يحدث في مصر لابد أن يوضع في نصابه الصحيح الكلي وهو مصاعب ميلاد الديمقراطية ولا يمثل حالة عدم استقرار. وأكدت الدكتورة باكينام الشرقاوي في لقاء مع الصحافة المصرية في واشنطن أن الحديث مع الجانب الأمريكي ركز على الاستثمارات الأمريكية وليس المساعدات رغم أنها كانت من بين الأمور التي تم طرحها.. وشددت على أن الاستثمارات هي التي تؤسس لعلاقة اقتصادية قوية.. وكان الهدف هو إزالة أي مخاوف من فتح مجالات للتعاون الاقتصادي. وأوضحت أن الفترة القادمة ستشهد في المستقبل القريب عودة المستثمرين الأمريكيين إلى مصر بشكل أكبر مما هو عليه الوضع الآن. وقالت الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعد الرئيس للشئون السياسية إن المباحثات بين الجانبين المصري والأمريكي شملت ملف حقوق الانسان ومحاولة مصر تطوير أدائها فيه، كما تم التشديد على أن حقوق المرأة وحقوق الانسان من أوليات المرحل الحالية، إضافة إلى اصلاح بعض أجهزة الدولة مثل الشرطة وحزمة سياسات لتمكي المرأة وفتح حوار مجتمعي قريبا حول قضايا المرأة وسياسات تمكينها ودعم دورها.. مشيرة إلى أن هناك مبادرة في هذا الإطار سيتم الإعلان عن ملامحها خلال ايام. وأكدت أن مصر لا تنكر أن لديها مشاكل، ولكن المهم هو ما يتم حاليا من وضع رؤية كلية شاملة لحل هذه المشاكل على أكثر من مرحلة.. تبدأ باحتواء المشاكل ثم تطبيق حلول متوسطة المدى ثم حلول طويلة المدى.. لتصحيح الأوضاع في مصر. ونوهت بأن حرية الاعلام من مكتسبات ثورة 25 يناير، إلا أن تركيز بعض وسائل الاعلام على بعض القضايا دون غيرها يعطي صورة معينة لداخل وخارج مصر.. مشيرة إلى أن الصورة التي يتم تناولها غير كاملة وأن هناك أبعادا أخرى لا يتم التركيز عليها بالقدر الكافي.. وشددت على أن جزء من الصورة المنقولة عن مصر - عبر وسائل الإعلام - لا تختلق الأمور ولكنها تركز على موضوعات بعينها مثل "انتشار العنف" الذي يتواجد ولكن في مناطق محددة وليس على مستوى مصر. وشددت الشرقاوي على ضرورة عدم المبالغة أو التهويل.. بحيث لا يتم اغفال مشكلة وفي نفس الوقت لا يتم التهويل بشأنها بحيث تكون عقبة أمام البحث عن حلول جادة حقيقية. ودعت الشرقاوي إلى تكاتف الجهود دون أن يكون دور طرف ما هو الهجوم المستمر دون نقد بناء.. لأن هذه التركيبة لن تخدم الوضع في مصر. وأكدت الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعد الرئيس للشئون السياسية أن زيارة الوفد الرئاسي المصري إلى الولاياتالمتحدة ليست للدفاع أو لتبرير أمور بعينها، ولكن لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف سواء مع الولاياتالمتحدة أو دول العالم الأخرى.. وشددت على أهمية الدور الأمريكي لما له من تأثير على المناخ الدولي. كما شددت الشرقاوي على دور الدبلوماسية غير الرسمية من خلال زيارات ممثلي الأحزاب وأساتذة الجامعات لطرح ما يحدث في مصر بإيجابياته وسلبياته.. دون تجميل للصورة ولكن بنقلها بشكلها الحقيقي كما هي دون تهويل. ونوهت الشرقاوي بأن أبرز نجاحات الإدارة المصرية الحالية هو السير بخطى حثيثة في اتجاه بناء المؤسسات رغم المصاعب الراهنة على الطريق لتحقيق الديمقراطية، إضافة إلى التعامل مع الملف الاقتصادي بأقصى درجة من درجات السعي للتغلب على المصاعب والموازنة بين عمليات الاصلاح المالي والهيكلي ومطالب العدالة الاجتماعية.. بعد تولي أول رئيس مدني للسلطة وموافقة ثلثي الناخبين على الدستور.. وهي مؤشرات إيجابية في الملفين السياسي والاقتصادي. وفيما يتعلق بسياسة التعامل مع إسرائيل، قالت الشرقاوي إن مصر دولة كبيرة في المنطقة وتحافظ على تعهداتها ومعاهداتها الدولية بما فيها العلاقات مع إسرائيل طالما لا يتم اختراق هذه المعاهدات بما يمس المصالح المصرية. وأوضحت الشرقاوي أن العلاقة الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة لا تحول دون انفتاح مصر على دول مثل إيران وغيرها من دول المنطقة حتى تتمكن مصر من الاضطلاع بدورها الاقليمي على أكمل وجه.. دون الوقوع في أسر سياسة "إما.. أو.." وسياسة شي على حساب شيء آخر.. مشيرة إلى أن مصر بعد الثورة تسعى إلى السير في مسارات متكاملة وكلها تخدم مصر والمنطقة والعالم.. من خلال سياسات تعتمد على الاحترام المتبادل والندية وتكامل الأدوار بمنظور جديد للتحالفات الاستراتيجية تكون فيه مصر أقوى وأكثر تفاعلا مع كل قضايا المنطقة وتكون مرتكزا للاستقرار. وفيما يتعلق بعلاقة الرئاسة بالجيش، قالت الشرقاوي إن مصر حققت الكثير من المعايير التي تقوم عليها الديمقراطية خلال عام ونصف العام وهو ما لم تتمكن دول أخرى من انجازه على مدى عقود.. وشددت على أن مصر بدأت تبنى علاقات مدنية عسكرية متوازنة تجعل فكرة تكامل الأدوار تظهر في مؤسسات الدولة المصرية.. بمعنى أن مؤسسة الجيش مؤسسة وطنية مهنية وحرفية قامت بدور في المرحلة الانتقالية الأولى انتهت مع تولي رئاسة منتخبة من وضع دستور أوصل مصر إلى أعتاب انتخابات برلمانية جديدة.. مشيرة إلى أن مهمة الجيش هي حماية الأمن القومي دون تدخل في السياسة.. وهذا هو ما عليه الوضع الآن. وقد عقد الوفد الرئاسي المصري الزائر لقاءات فى واشنطن مع الإدارة الأمريكية وعدد من أعضاء الكونجرس ومراكز الفكر الاستراتيجي التي تغذي الإدارة الأمريكية بالمعلومات والفكر والرؤى إضافة إلى لقاءات مع الصحف الأمريكية والصحافة المصرية في واشنطن. وشددت الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعد الرئيس للشئون السياسية على أن الهدف من الزيارة هو استمرار قنوات التواصل بين مصر والولاياتالمتحدة على مختلف المستويات الرسمي منها وما يغطي كافة الاهتمامات المشتركة بين الدولتين.. إضافة إلى التواصل مع الجالية المصرية. وأشارت إلى أن الوفد أكد في لقاءاته على تشجيع الاستثمار وقدوم الاستثمارات الأمريكية إلى مصر كأحد أولويات المرحلة القادمة لمعالجة الملف الاقتصادي، وأن الأوضاع السياسية مستقرة إلى حد يسمح بالتفكير في تنشيط الاستثمار رغم ما تنقله بعض وسائل الإعلام في مصر عن أحداث عنف. كما ألقت الدكتورة باكينام الشرقاوي - في إطار الزيارة - كلمة مصر أمام "مؤتمر الأممالمتحدة للمرأة لمنع جميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة"الذى عقد بمقر المنظمة الدولية في نيويورك .