عاودت البورصة المصرية تراجعها لدى إغلاق تعاملات اليوم /الاثنين/ متأثرة بالأجواء السياسية المتوترة التى تشهدها البلاد حاليا، بعد طرح الدستور للاستفتاء، واستمرار رفض بعض القوى السياسية له واتجاهها للتصعيد من خلال تظاهرات ومسيرات ستنظمها غدا نحو قصر الرئاسة، مما أضفى حالة من القلق بين أوساط المستثمرين إنتظارا لما سيؤل إليه المشهد السياسي.
وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة 6ر3 مليار جنيه ليصل إلى 4ر339 مليار جنيه مقابل 09ر343 مليار جنيه مليار جنيه عند إغلاقه أمس بعد تداولات إجمالية بلغت 652 مليون جنيه، منها 424 مليون جنيه تعاملات بسوق المتعاملين الرئيسيين.
وانخفض مؤشر البورصة الرئيسي (إيجي إكس 30) بنسبة 43ر1\% ليصل إلى 56ر4824 نقطة، كما تراجع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة (إيجي إكس 70) بنسبة 82ر0\% مسجلا 03ر431 نقطة، وتراجع مؤشر (إيجي إكس 100) الأوسع نطاقا بنسبة 21ر1\% ليغلق عند مستوى 92ر717 نقطة. وقال وسطاء بالبورصة "إن السوق خسرت اليوم ما ربحته بالأمس، مشيرين إلى أن أداء البورصة بات يغلب عليه الطابع اليومي بحسب الأحداث المحيطة، حيث انتعشت السوق أمس على خلفية طرح الدستور للاستفتاء والتفاؤل الذي صاحب ذلك من قرب إنتهاء المرحلة الانتقالية، إلا أنها عاودت الهبوط اليوم بعد الدعاوى التى أطلقتها بعض القوى السياسية للعصيان المدني وتنظيم مسيرات نحو قصر الرئاسة".
وقال الدكتور معتصم الشهيدي خبير أسواق المال "إن تعاملات اليوم اتسمت بإستمرار عمليات البيع من المستثمرين المصريين والأجانب قابلها استمرار أيضا لعمليات الشراء من جانب المستثمرين العرب".
وأضاف أن الترقب هو سيد الموقف، مشيرا إلى أن أغلب مبيعات اليوم كانت لمستثمرين قاموا بعمليات شراء أمس، وهو ما يعني أن السوق بات يقتصر على المتاجرات السريعة اليومية في إطار محافظ المستثمرين ولا يوجد أموال جديدة تدخل السوق.وأشار الشهيدي إلى أنه لا يوجد مخاوف من تظاهرات الغد أو حتى الدعاوى لعصيان مدني، والذي من المتوقع أن تكون الاستجابة له محدودة للغاية، لافتا إلى أن المخاوف الحقيقية من أن يصاحب ذلك أعمال عنف هو ما دفع المستثمرين لتفضيل الانتظار لاستكشاف الأوضاع. ومن جانبها، رأت مروة حامد المدير التنفيذي بإحدى شركات تداول الأوراق المالية أن أسعار الأسهم تمر بحركة عرضية، حيث تتحرك الأسهم فى نطاقات محددة ترتفع في جلسة وتنخفض فى الجلسة التى تليها أو العكس، مشيرا إلى أن التحفظ أصبح شديدا للغاية من قبل المستثمرين. ونوهت بأن مشتريات العرب اليوم جاءت محدودة وغير مؤثرة فى حركة السوق، حيث لم تتجاوز نسبة تعاملاتهم حاجز 3\% تقريبا من إجمالي التعاملات، لكنها أشارت فى الوقت نفسه إلى أن تماسك أداء بعض الأسهم الكبرى والقيادية إنعكس بالإيجاب على السوق وكبح جماح خسائره.