أكد الجانبان العربى والأوروبى اليوم الثلاثاء على أهمية ترسيخ التعاون المشترك لما فيه مصلحة شعوب المنطقتين العربية والأوروبية. وقال وزير الخارجية اللبنانى عدنان منصور - الذى ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية أمام الاجتماع الوزارى العربى الأوروبى المشترك - إن هذا الاجتماع ترجع أهميته الكبرى إلى التغيرات والتطورات التى شهدها العالم العربى وكذلك الاتحاد الأوروبى. وأشار منصور إلى أن آليات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى بعد دخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ 2009 ، شهدت تطورا كبيرا حيث بات أكثر جاهزية وقدرة على المبادرة مع جواره الأقرب جغرافيا وتاريخيا وهو العالم العربى. وتابع "منذ الاجتماع الأول بين الجانبين عام 2008 فى مالطا ، شهد العالم العربى تغيرات جذرية كان للاتحاد الأوروبى دور فى مواكبتها"..مؤكدا على أن انطلاق ثورة مصر الشعبية أسس لنظام جديد يعيد تكريس دورها الريادى والتاريخى ضمن العالمين العربى والخارجى بجانب ما شهدته عدة دول عربية من تغيرات وتحولات كبيرة وعميقة باتجاه تعزيز حقوق الشعوب بالإمساك بناصية قرارها وصناعة مستقبلها. أكد عدنان منصور وزير خارجية لبنان ، رئيس الجانب العربي في المؤتمر العربي الأوروبي المنعقد بالجامعة العربية ، أن الأسلحة النووية الإسرائيلية تهدد الأمن القومي العربي وأيضا أمن كل دولة عربية على حدة. وقال منصور إن قضية فلسطين هي القضية المركزية في العالم العربي ، وأن استمرار إسرائيل في احتلال الآراضي العربية ورفضها حق العودة يشكل جنوحا متزايدا للبعد عن السلام وتراكم التسليح بما فيها الأسلحة النووية. وشدد وزير خارجية لبنان على أن التطورات الأخيرة مكنت الشعوب العربية من إسماع العالم لرفضها للظلم المدوي خاصة فى فلسطين وفيما يتعلق باحتلال الآراضي اللبنانية والجولان السوري..قائلا "إن هذا الظلم يؤكد أهمية مطلبنا في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط"..مطالبا في الوقت ذاته بضرورة عدم إعطاء إسرائيل حوافز اقتصادية لأن ذلك يشجعها في الاستمرار في سياستها العدوانية. وتابع "إن الدول العربية عازمة على توطيد أسس التعاون بين العالمين العربي والأوروبي انطلاقا من تجارب الأجداد والمصالح المشتركة ، والآفاق الواعدة بهدف تعزيز مبادىء الحق والسلام والاستقلال". ومن جانبها ، عبرت كاترين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي - في كلمتها أمام الاجتماع الوزارى العربى الأوروبى - عن حرص الاتحاد على دعم وتعزيز التحولات التي تمر بها الدول العربية من أجل إرساء الحرية والديمقراطية. وأكدت آشتون على أهمية مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ووقف العنف الدائر حاليا ، وكذلك مساندة جهود إحلال السلام والدفع بها قدما. ومن جانبه .. أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن الأزمة السورية المريرة مضى عليها أكثر من عام ونصف وشهدت العديد من المبادرات العربية والدولية واللقاءات والاجتماعات على اختلاف أنواعها وتخصصاتها إلا أن هذه الجهود لم تستطع تحقيق أهدافها فى وقف الحرب الشعواء التى يمارسها النظام ضد شعبه. وقال الفيصل إن المملكة العربية السعودية رحبت بتشكيل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية الذى جرى فى الدوحة ، معربا عن أمله فى أن تنضوى تحت لوائه جميع أطياف المعارضة فى الداخل والخارج باعتباره الممثل الشرعي للشعب السورى. وأشار إلى أن ما يحدث فى سوريا يأتى فى ظل غياب إرادة دولية جادة تضع حدا سريعا لهذه المأساة الإنسانية المتفاقمة وتمهد لإزالة طغيان النظام الجائر فى سوريا والبدء فى عملية انتقال السلطة بالاستناد إلى قرار دولى واضح وصريح من مجلس الأمن. وأعرب الفيصل عن تطلعه إلى جهود أوروبية أكثر فى اتجاه توحيد الإرادة الدولية لمعالجة هذه المشكلة وتوفير سبل الدعم اللازم على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية فى إطار الموقف المشترك لمساندة الشعب السورى وتحقيق طموحاته المشروعة. وفيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى ، أكد وزير الخارجية السعودى أنه يشكل هاجسا مشتركا وتهديدا واضحا ليس فقط على أمن واستقرار منطقة الخليج بل على الأمن الدولى عموما ..مشددا على أهمية إعلان منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية بكل أشكالها وأنواعها. وأكد أن التغيير والتطور لابد وأن يأتى من رحم ثقافات الدول وبإرادة شعوبها وبمعزل عن أي تدخل خارجي يرمى إلى فرض نماذج ونظم قد تكون أثبتت جدواها فى البيئات والمجتمعات التى نشأت فيها.