أكدت الكويت أن الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي تداولته شبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، كان استفزازا للشعوب الإسلامية وجميع معتنقي الديانات السماوية، وجر العالم إلى ما لا تحمد عقباه. جاء ذلك في كلمة لوفد الكويت المشارك في أعمال اللجنة الاجتماعية والإنسانية والثقافية التابعة للجمعية العامة في دورتها ال67 خلال مناقشتها بند تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، بما في ذلك النهج البديل لتحسين التمتع الفعلي بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وحذرت الكويت من أن التهاون في ضمان عدم تكرار الإساءة لمعتقدات الآخرين بمكافحتها وردعها بشكل واضح سيسهم بشكل أو بآخر في خلق فجوة بين شعوب العالم، مشددة على ضرورة الإلتزام بتنفيذ ما جاء في الإعلان الخاص بالقضاء على كافة أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد. كما أكدت على ضرورة الإلتزام بما جاء في المادة (4) من إعلان جنيف التي نصت على أن تتخذ جميع الدول تدابير فاعلة لمنع واستئصال أي تمييز على أساس الدين أو المعتقد، وأن تبذل ما في وسعها لمنع أي تمييز من ذلك النوع ولاتخاذ التدابير الملائمة لمكافحة التعصب القائم على أساس الدين أو المعتقد. وأشار الوفد إلى أن المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو اعتمد في أكتوبر 2012 خطابا أعدته الكويت يعبر عن مدى الاستياء من الهجمات التي تستهدف ثوابت الدين الإسلامي، وقالت "إن ذلك الفعل يرمي إلى تحقيق غايات فكرية شاذة أو مكاسب اقتصادية على حساب حريات الآخرين، لافتة إلى أنه من شأنه أن يتسبب في نشر الكراهية والعداوة، وهو أمر يتناقض والأهداف السامية التي تسعى إليها الأممالمتحدة من تحقيق للسلم والأمن بين الشعوب والدول". واعتبرت الكويت أن ذلك التعدي الصريح على رموز ومعتقدات البشر الدينية ما هو إلا تعد على المواثيق الدولية التي وضعت لنبذ الكراهية ومكافحة التعصب والتمييز، والتي تدعم المساواة واحترام حقوق الإنسان وحرياته الفكرية وانتماءاته العرقية والدينية. وأشارت إلى أن أحد المبادئ الأساسية للأمم المتحدة كما حددها ميثاقها هو تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا، وعدم التمييز بينهم على أساس الجنس أو اللغة أو الدين