قال اللواء وضاح الحمزاوي، وكيل المخابرات العامة أثناء الثورة، محافظ سوهاج في عهد وزارة شفيق، أن استجابة الحكومة لمطالب المواطنين تغرق في البيروقراطية، مؤكداً أن المجلس العسكري كان يستجيب لتلك المطالب بسرعة ودقة، ونفى في حواره مع «الصباح» تورط المخابرات في تعذيب الإسلاميين أو غيرهم، موضحاً أن هذا الكلام تردد على خلفية عدم قبول الإسلاميين لترشيح عمر سليمان، مؤكداً أنه كان ضحية في هذا الصراع، وشدد على أن النتيجة النهائية للمرحلة الانتقالية التي تمثلت في وصول الإخوان للحكم لم تكن هي هدف المجلس العسكري .. وإلى نص الحوار .. عملت في وزارتي شفيق وشرف، وحتى وزارة هشام قنديل، ما أكثر المراحل التي شعرت فيها بتعاون من الدولة لحل مشاكل المواطنين في ظل فوضى ومطالب فئوية لا تنتهي؟ المجلس العسكري قبل خروجه من السلطة كان الأسرع استجابة لحل مشاكل الناس بدقة و سرعة، أما مجلس الوزراء فيتحرك في إطار بيروقراطي لا يتناسب مع إيقاع الشارع وتزايد مطالب المواطنين. كيف تقيّم أداء المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية؟ أداء وطني من الطراز الأول، فالمجلس العسكري حمى مصر من حمامات من الدم و العنف، والأحداث التي وقعت تحتاج إلى تحقيق جنائي جاد وحاسم، وأظن أن النتيجة النهائية بوجود الإخوان في الحكم لم تكن هدفاً للمجلس العسكري، والحديث عن صفقات ليس صحيحاً بالمرة. بصفتك كنت وكيل المخابرات المصرية أثناء الثورة هل كانت لديكم سيناريوهات تتوقع حدوثها؟ الجهاز كان يضع تركيزاً شديداً على سيناريو وضع وحال البلاد، إذا تم الإعلان عن ترشح جمال مبارك رسميا لرئاسة مصر، وكان السيناريو يحذر ويتوقع حدوث قلاقل شديدة، والمخابرات كانت تضع سيناريوهات لكل الأحداث وتقدمها للقيادة السياسية. كيف ترى اتهامات اللواء عمر سليمان فى عمليات تعذيب معتقلين لصالح المخابرات الأمريكية؟ جهاز المخابرات مؤسسة همها الأول و الأخير مصر و أمنها القومى والتصدى للتجسس والأنشطة التى تضر بأمن البلاد، و إعطاء المشورة للقيادة السياسية، ولا يتدخل لصالح أى طرف فى أى صراع سياسى، وما قيل عن اللواء عمر سليمان محض خيال لأن المخابرات لا تعذب، ولا يوجد من تعرض حتى ل«ضربة قلم»، والحديث عن عمليات تعذيب لمعتقلين من التيارات الإسلامية ينبغى أن تسأل عنه هذه التيارات الموجودة على الساحة الان فى شكل أحزاب سياسية، ولم يتحدث منهم أحد عن شىء من هذا، وربما كان هذا جزءا من الصراع السياسى بعد ترشح اللواء عمر سليمان لمنصب الرئيس، ولم يتحدث أحد فى هذا الموضوع بعد ذلك. ما هى أكثر دولة في العالم تتجسس على مصر؟ إسرائيل. والدولة التي تليها؟ إسرائيل أيضًا.. فكل قضايا التجسس التي يتم القبض فيها على أفراد من جنسيات مختلفة سواء أمريكي أو كندي أو فلسطيني، يكون تجسسهم لصالح إسرائيل. في عهد اللواء مراد موافي تم إنتاج فيلم وثائقي عن دور الجهاز أذاعته كل القنوات الفضائية .. هل كان هذا رداً على الحملة التي قادتها جماعة الإخوان ضد المخابرات؟ الفيلم لم يكن ردًا على أحد، وجهاز المخابرات لديه فيلم وثائقي عن دوره ومهامه، لكنه يعرض داخل مقر الجهاز لزائريه، والفيلم كان لتنبيه الرأي العام لطبيعة عمل ودور المخابرات، وخطورة أن يتم تداول بعض الوثائق المزورة المنسوبة للجهاز في بعض الصحف والمواقع. لكن القيادي الإخواني محمد البلتاجي قال في تصريحات صحفية خلال هذه الأثناء أن مخابرات مبارك هي من تقود الفوضى في البلاد؟ لم أسمع هذا التصريح، ولو قاله يستحق المحاكمة .. المخابرات المصرية تحفظ أمن البلد ولا تقود أي فوضى. كم مرة التقيت فيها الرئيس السابق مبارك؟ الناس تعتقد أن قيادات المخابرات تربطها صداقة مع الرئيس، وأن بينها وبينه «عشرة» أو معرفة إنسانية وثيقة، وهذا ليس صحيحاً لأن كل من يعمل بالمخابرات مشغول، وكل وقته في مهام دقيقة وخطيرة، وبالنسبة لمبارك فقد شاهدته مرتين فقط الأولى في عام 82 أثناء زيارته لمحافظة الأقصر، وكنت وقتها رئيساً لفرع الأمن القومي في الأقصر، وفي هذه الزيارة كان مبارك بسيطاً ومتواضعاً، ووقف ليسمع شكاوى من بعض العمال، والمرة الثانية كانت يوم 31 يناير 2011، حيث تم استدعائي لأتولى منصب محافظ سوهاج، وعندما دخلت قصر الاتحادية تأخر موعد حلف اليمين لأكثر من ساعتين، وكان هناك ارتباك غير عادي، وبدا لي مبارك هذا اليوم، منفصلاً تماماً عن الواقع وعن الأحداث الخطيرة التي تمر بها مصر، بعد يومين فقط من «جمعة الغضب».