عرف المشاهد المصري جيهان منصور من خلال برنامجها «الميدان» على قناة «دريم» التي قدمت من خلاله شباب الثورة وكواليس وتحركات الائتلافات الشبابية بميدان التحرير، وبعد نجاح تجربة الميدان فكرت جيهان في خوض تجربة جديدة ببرنامج «صباح دريم» .. فهل تفكر في خوض تجربة «توك شو» أخرى بعد نجاح «صباح دريم».. هذا ما سنتعرف عليه في حوارنا معها .. * أين كانت جيهان منصور قبل قناة «دريم» ؟ كنت مديرة مكتب قناة «روسيا اليوم» في واشنطن، ثم مذيعة أخبار في قناة «الجزيرة»، ومذيعة نشرة أخبار في قناة «العربية». * ماذا تمثل لك تجربة برنامج «الميدان»؟ برنامج «الميدان» لم يكن أول برنامج أظهر من خلاله للمشاهد المصري، فقد قدمت برنامج « الأزمة والحل» على قناة «دريم» واستمر 18 يوما، فترة بدء ثورة 25 يناير، بعدها قدمت برنامج «الميدان» الذى أعتبره الانطلاقة الحقيقية لي في مصر لأن فكرته جديدة، وفيه تحركت خارج استوديو القناة إلى ميدان التحرير ومحافظات مصر لأتحدث مع المتظاهرين وأهالي الشهداء. * هل تخشين مقارنتك بالإعلامية دينا عبدالرحمن بعد تقديمك برنامج «صباحك دريم»؟ أحترم دينا عبدالرحمن وأحب طريقتها في عرض الموضوعات، أما فيما يخص خلافها مع قناة دريم؛ فلا علاقة لي بذلك، وكل الزملاء حاولوا إعادتها إلا أنها فضلت الانفصال عن القناة والذهاب إلى أخرى، وبالتالي عندما عُرض علىّ تقديم البرنامج وافقت بعدما تأكدت من عدم عودتها نهائياً، ثم حاولت تطويره وإعادة بلورته، وقمت بتقديم نشرة إخبارية فيه، حيث إنني مذيعة نشرة في الأساس، كما أنني وضعت به فقرات حوارية. * هل ستقدمين برنامجاً على قناة «mbc مصر» كما تردد في الفترة الأخيرة؟ لن أقدم برنامجاً على قناة «mbc مصر»، رغم تواجدي في«mbc» لمدة 3 سنوات، ولكني أفضل الاستمرار على قناة «دريم»، فمازالت لدىّ طاقة كبيرة وأفكار جديدة لم أقدمها بعد، كما أن برنامج «صباحك دريم» مضى عليه عام فقط، ومن الصعب تركه في الوقت الحالي. * بعد النجاح الملموس لبرنامجك الصباحي؛ ألا تخشين أن يحجبك عن التوك شو؟ أرى أن البرنامج الجيد ليس مرتبطاً بتوقيت عرضه، ولكنه مرتبط بطريقة العرض والأفكار التي يتناولها، وبرنامجي معروف أنه مع صوت العقل، وموقفي السياسي معروف بأني مع الثورة، وربما ظهر ذلك في عدم استضافتي لبعض رموز النظام السابق مثل «أحمد شفيق» المرشح الرئاسي السابق، وعموماً إذا عرضت علىّ فرصة جيدة لبرنامج توك شو قوي أكيد سأوافق عليها. * ما البرامج التي تفضلين متابعتها؟ أحب برامج الإعلامي وائل الإبراشي سواء «الحقيقة» أو «العاشرة مساءً»، كما أنني أحب تلقائية وبساطة الإعلامي محمود سعد في برامجه، وأتابع برنامج أوبرا وينفري. * هل تقبلين تقديم برنامج على شاشة التليفزيون المصري؟ أكيد، فأنا لا يهمني القناة بقدر ما يهمني مدى الحرية التي تمنحها لي سواء في كلامي أو اختيار ضيوفي، بالإضافة إلى عرض الرأي والرأي الآخر، وفي النهاية الحكم للجمهور. * هل هذا يعنى حدوث تدخلات في برنامجك؟ أكيد، لأنى مشرفة بشكل عام على تحرير برنامج «صباحك دريم»، لذا أختار أفكار برنامجي بالتشاور مع إدارة القناة، وليس بمفردي. * ما هو أكثر موضوع تأثرتِ به في برنامجك؟ تأثرت كثيراً في حلقة «شهداء مجزرة استاد بورسعيد»، وأثرت فيّ المداخلات التليفونية لأهالي الشهداء، وكذلك حلقة «شهداء ماسبيرو». * ما تعليقكِ علي سياسة الرئيس مرسي في الفترة الأخيرة؟ لست من فئة «عصر الليمون» الذين انتخبوا مرسي حتى لا يفوز المرشح المنافس الفريق أحمد شفيق، لأني رأيت أن كليهما لا يمثلني، ولم أندم على قراري بعدم انتخاب الرئيس محمد مرسي، كما أرى أنني لست مخطئة في ذلك، لأن الكثير من قرارات مرسي لا تعجبني، إلا أن له قرارات أخرى أعجبتني مثل قراره بإقالة القيادات العسكرية، لكني لست راضية عن أخونة الدولة. * ما تعليقكِ على قرار إقالة النائب العام عبدالمجيد محمود؟ القرار ثوري، وأتفق معه، لكن الآلية خاطئة، إذ أنه لا يوجد شيء اسمه إقالة النائب العام، وشيء غريب أن يقال النائب العام ويعين في منصب آخر دون علمه، كان الأفضل التفاوض معه أولاً. * هل حدثت «أخونة للإعلام»، وكيف ترين ذلك؟ أرى أنه يحدث أخونة للإعلام في اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية جميعها، بالإضافة إلى اختيار وزير الإعلام نفسه. * ما رأيك في حجاب المذيعات؟ حرية شخصية. * ألا تخشين أن يتحول الحجاب مقياساً لاختيار المذيعة؟ لا أعتقد حدوث ذلك، لأن مقياس كفاءة اختيار المذيعة لا يرتبط بشكلها الخارجي سواء محجبة أم غير محجبة، ولكن الكفاءة، ومدى قدرتها على العطاء الإعلامي أهم، وإنني ضد التمييز. * ما مقاييس اختيار المذيعات في رأيك؟ الكفاءة والقدرة على التنوع، وعدم التكبر على إذاعة أي فقرة إخبارية، فالجمهور كما يهتم بمتابعة الخبر السياسي؛ فهو يهتم بأخبار الصحة والتعليم والخدمة العامة وغيرها، بالإضافة إلى كثرة الاطلاع والثقافة لدى المذيعة، وأن تكون متعاونة مع فريق عمل البرنامج. * ما تقييمك للإعلام المصري حالياً؟ القنوات الفضائية الخاصة جيدة في طريقة عرضها للرأي والرأي الآخر، كما أن تغطيتها مباشرة حية، والمشاهد أيضاً لديه وعي كبير في اختياره للقنوات والبرامج التي يشاهدها، ويختار الإعلامي الذي يشبهه، كما أن الإعلامي لابد أن يتسم بالحيادية والموضوعية في عرضه للموضوع، والمفروض أن نترك الحكم للمشاهد، كما أن كلمة إعلامى أصبحت «مطاطة»، فكل من لا وظيفة له يصير إعلاميا. * في رأيك .. كيف يتم تطوير الإعلام المصري؟ أتمنى إنشاء قناة شعبية بمساهمة أموال الشعب، وتكون باسم شعب لا يتحكم فيها الحكومة ولا رجال الأعمال ولا المستثمرون، وتتناول قضايا الشعب، وتحكمها إدارة منتخبة من الشعب، ولا يسيطر عليها فكر معين. * ما رأيك في براءة المتهمين في موقعة الجمل؟ أنا موجوعة كمواطنة مصرية من مهرجان «البراءة للجميع» لأن الجاني ليس قوة خفية جاءت من الفضاء وقتلت المتظاهرين في موقعة الجمل وغيرها، وأستنكر براءة الضباط في قتل المتظاهرين، فمن قتلهم إذن !! وكما قال مصعب الشاعر «أنا جسمي هو الدليل». * هل الإعلام هو السبب في تسميتها ب«موقعة الجمل»؟ لا يوجد أي مسمى لها غير ذلك، العالم كله شاهد الجمال وسط المتظاهرين، في عصرنا الحالي بميدان التحرير، وأعاد أذهاننا إلى زمن فجر الإسلام، بالإضافة إلى المأساة التي حدثت ليلا من قتل للمتظاهرين . * ما رأيكِ في وجود قناة للمنتقبات مثل قناة «ماريا»؟ من الصعب أن يتواصل الجمهور مع مذيعة منتقبة، فلا أستطيع معرفة تعبيراتها هل هي سعيدة أم حزينة، كما أنني لا أعرف شكلها، فرؤية الملامح تخلق نوعاً من الحميمية بين المشاهد والإعلامية، وذلك مع كل احترامي لفئة المنتقبات.