دخلت إيران سريعاً ماراثون التسليح والتصنيع العسكري ونجحت أن تكون ضمن سباق إقليمي له أبعاد عالمية في غضون ما يقارب الثلاثة عقود، وبعد حرب شرسة طويلة مع العراق، لتدخل بعد ذلك في حرب باردة أطول مع الجارة القريبة إسرائيل والجارة الأقرب بحكم احتلالها لدولتي لصيقتين بإيران وهي أمريكا. ومع التهديدات المستمرة من واشنطن وتل أبيب نجحت طهران في تصنيع دفاعاتها الجوية، ووصل بها الأمر إلى أن تسخر من الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتصفها بأنها واهنة، مستشهدة باختراق طائرة من دون طيار مجالها الجوي، وذلك اليوم الاثنين، واتهمت إسرائيل وآخرين بتدبير ما قالت إنه هجوم إلكتروني على شبكات اتصالات في منصات نفط وغاز قبالة السواحل الإيرانية.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن جمال الدين أبرومند نائب منسق الحرس الثوري الإيراني قوله أن توغل الطائرة من دون طيار لعمق إسرائيل أظهر أن نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي المضاد للصواريخ لا يعمل ويفتقر إلى القدرات الضرورية".
وأرجع أبرومند الزعم بأن الطائرة إيرانية الصنع إلى "عملية نفسية" إسرائيلية، لكنه لم ينف أو يؤكد هذه المزاعم، وقال "النظام الصهيوني له أعداء كثيرون".
وصمم نظام القبة الحديدية لإسقاط الصواريخ القصيرة المدى وليس الطائرات التي تحلق ببطء مثل الطائرات من دون طيار.
وكان الجيش الإسرائيلي قال أن سلاح الجو أسقط طائرة من دون طيار يوم السبت الماضي بعد عبورها إلى جنوب إسرائيل، لكن لم يتضح بعد من أين جاءت الطائرة.
ووصفت النائبة بالبرلمان الإسرائيلي والمتحدثة السابقة باسم الجيش ميري ريجيف هذه الطائرة بأنها "طائرة إيرانية من دون طيار أطلقها حزب الله اللبناني.
من جهة أخرى اتهمت طهران إسرائيل وآخرين بتدبير ما قالت إنه هجوم إلكتروني على شبكات اتصالات في منصات نفط وغاز قبالة السواحل الإيرانية في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال مدير تكنولوجيا المعلومات في شركة النفط البحري الإيرانية محمود رضا جولشاني لوكالة مهر للأنباء إن خبراء إيرانيين تمكنوا من صد الهجوم الإلكتروني الذي استهدف شبكات معلومات منصات النفط والغاز البحرية. وأضاف "هذا الهجوم خطط له النظام الذي يحتل القدس وبضع دول أخرى".
وكان قائد بالحرس الثوري قال الشهر الماضي إن بلاده ستدافع عن نفسها في حال تعرضها إلى "حرب إلكترونية". وأعلنت الجمهورية الإسلامية عن عدد من الهجمات الإلكترونية في الأشهر الماضية.
وعززت إيران -خامس أكبر مصدر للنفط في العالم- أمن الإنترنت منذ أن أصيبت أجهزة الطرد المركزي لديها المستخدمة في تخصيب اليورانيوم في عام 2010 بفيروس ستكسنت الذي تحمل طهران إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية عنه. كما تعكف طهران على تطوير نظام إنترنت وطني تقول إنه سيحسن أمن الإنترنت.
وتهدد إسرائيل بقصف المواقع النووية الإيرانية إذا فشلت المساعي الدبلوماسية في وقف الأنشطة النووية التي تعتقد أنها تهدف إلى امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية.
وتنفي طهران ذلك وتقول إنها سترد على أي هجوم بضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة ومهاجمة إسرائيل.