مثل العديد من الفنانين الذين برعوا في التمثيل وقرروا أن يجربوا حظهم في الغناء، ولكن الفنان محمود الجندي الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الخميس، اختلف عن غيره في أنه كان يتقن التمثيل وكان يتميز بحنجرة قوية وصوت أحبه الجمهور. فقرر أن يطلق ألبوم بعنوان "فنان فقير"، وتضمن الألبوم 10 أغنيات وهم "على عكازين"، "بنت السلطان"، "الطرطور"، "البني آدم"، "كمان وكمان"، "موال حسن ونعيمة"، "فنان فقير"، "القهوة"، "الشمس"، "نطو بلاطه". أما اغنية فنان فقير التي أطلق الألبوم على اسمها قالت كلماتها "فنان فقير على باب الله والجيب مفيهش ولا سحتوت، والعمر فايت بيقول آه والقطر فايت بيقول توت، صحتنى ليه يا شاويش ده أنا كنت سارح فى الملكوت، لما بنام بحلم وبعيش لما بفوق مبفوقش بموت.. وتقول عليا كبير السن وأنا في قلبى ولد كتكوت، وتشوفني ببكي وبنعى وبأن والدنيا لسة بنت بنوت، اشمعنى قلبى ضناه الشيب من الشقا مهرى ومنكوت، قال اللى قال العيب فى الجيب والجيب مفيهش ولا سحتوت، العمر فايت بيقول آه والقطر فايت بيقول توت، على المحطة يا ولداه حتى المحطة كمان هاتفوت". وشارك الفنان الراحل في العديد من الأعمال الفنية في المسرح والسينما والدراما، أشهرها مسرحيات "علشان خاطر عيونك، بالو بالو، إنها حقا عائلة محترمة"، وفي الدراما: "الشهد والدموع، دموع في عيون وقحة، ابن حلال"، وفي السينما قدم "شمس الزناتي، اللعب مع الكبار، التوت والنبوت". ولد الفنان محمود حسين الجندي في 24 فبراير 1945 بمحافظة البحيرة وتخرج من المعهد العالي للسينما، ثم بدأ حياته الفنية في فترة السبعينيات وقدم العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، وتميز بصوته العذب وأشتهر بغناء المواويل وكان يقدم مقاطع غنائية في العديد من أعماله الفنية والمسرحية. شارك "الجندي" في حرب أكتوبر عام 1973، حيث خدم في سلاح الطيران لمدة 7 سنوات، وتم تكريمه عدة مرات. تزوج الجندي من ضحى حسن وأنجب منها ثلاثة بنات وولد وهو المخرج أحمد الجندي، واستمر زواجهما حتى لقيت حتفها عام 2001 اثر اندلاع حريق في منزلهما، وفي عام 2003 تزوج من الممثلة عبلة كامل ولكن انتهى زواجهما بالانفصال في 2005، ليتزوج بعد ذلك من الزوجة الرابعة "هيام" وهي ابنة الفنان جمال إسماعيل. وكان قد اختل بداخله بعد الأفكار الدينية ليتحول إلى الإلحاد، ولكنه يعود مرة أخرى وبقوة إلى الإسلام وصرح بذلك في إحدى المقابلات الصحفية أنه عاد للإيمان بالله نتيجة الحريق الذي شب في بيته و أودى بزوجته الأولى. توفي في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس 6 شعبان، عن عمر يناهز 74 عاما بأحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، نتيجة إصابتهُ بأزمة مرضية فنقل إلى المستشفى حتى وافته المنية بعد 10 أيام، وشيع جثمانه من مسجد الشيخ عبد الحكم بمسقط رأسه بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة.