صاحب نقلة فى عالم الفيديو كليب.. وقدم القصة والفكرة التى لا يمل منها الجمهور المعدن النفيس لا يصدأ مهما مر عليه الزمن، لذلك قرر تامر حسنى أن يحفر اسمه من ذهب فى عالم الفن، ويصبح خالدًا مع تعاقب الأجيال، يجتهد ويسعى ويطور من نفسه ويقدم ما هو جديد، خطوات بدأ فيها، واستطاع خلال سنوات قليلة من عمله أن يصنع لنفسه المجد والتاريخ، بل يعد واحدًا من القادرين على إحداث النقلة الفنية الرابعة، خاصة أنه يحمل مقومات هذا الأمر، وهو ما أحدثه من قبله حميد الشاعرى، صاحب النقلة الثالثة، ومن قبله بليغ حمدى ومحمد فوزى، صاحب النقلة الثانية، والأولى لسيد درويش، وهى محطات نعيش عليها فى عالم الموسيقى. تجارب مهمة بدأها تامر حسنى فى ترسيخها داخل عالم الموسيقى، ليضع قواعد ثابتة تسير عليها الأجيال القادمة، بل أنه استطاع أن يضع أساسيات قام فنانون بتقليدها خلال السنوات الحالية، وخلال الفترة الماضية طرح تامر حسنى كليب «ناسينى ليه» الذى استطاع أن يتجاوز ال 17 مليون مشاهدة فى 10 أيام، وهى الأغنية الذى طرحها من قبل ك«أوديو» وحققت ما يقرب من 50 مليون مشاهدة ضمن ألبومه الأخير «عيش بشوقك» والذى تجاوز ال 300 مليون مشاهدة. كليب «ناسينى ليه» أحدث زلزالًا داخل السوق الغنائى، ونال إعجاب الجمهور وصناع المزيكا، ليثبت أن تامر حسنى يغرد فى منطقة بمفرده، إذ نستطيع أن نطلق عليه «يلعب فى حتة تانية»، قدم تامر فى الكليب عملًا فنيًا متكاملًا سواء على مستوى الأغنية أو الصورة، حيث استطاع أن يظهر مصر بشكل جمالى أبهر الكثير، بل أنه قدم الفنانة أسيل عمران والتى باتت معروفة فى الوسط الفنى المصرى، بمجرد ظهورها مع تامر، وظهورها أيضًا يؤكد أنه يهتم باكتشاف الكثير من النجوم ومساعدتهم وهى من مواصفات النجم «واثق الخطوة يمشى ملكًا». ومع بداية ظهوره فى عام 2002، حمل تامر حسنى معه ملامح النجومية والتجديد، وبدأ مشواره الفنى بعد معاناة فى حياته، ولم يكن يعلم وقتها أن الحلم ربما يسير حقيقة، ويصبح واحدًا من القادرين على إحداث نقلة فى عالم الموسيقى، بعد جيل التسعينيات، الذى قاده حميد الشاعرى ومصطفى قمر وهشام عباس وغيرهم. تامر حسنى أو نجم الجيل كما يطلق عليه، ربما يعد الوحيد حتى كتابة هذه السطور الذى استطاع أن يكسر عقدة جيل التسعينيات وبالتحديد النجم مصطفى قمر، وذلك فى عالم الفيديو كليب، والذى استمر قمر يتربع على عرشه لسنوات طويلة لأنه كان الأفضل فى جيله نظرًا لتقديمه كليبات لم يبخل عليها ماديًا أو فكريًا، وفى الألفية الثالثة كسر حسنى قاعدة جيل التسعينيات بعدما استطاع أن يقدم سلسلة من الكليبات التى حققت نسب مشاهدة عالية، ولا يمكننا حصر كل ذلك فى هذه النقطة، لكن أتذكر عندما قام بتصوير أغنية «180 درجة» وكانت فريدة من نوعها وقام بطرحها فى وقت لم يكن هناك كليبات تصل لعشر دقائق وتحقق النجاح، لكن الأغنية حققت ما يقرب من 50 مليون مشاهدة، وقام عدد من المطربين بتقليده. لم يكن الأمر غريبًا عندما طرح تامر حسنى كليب «ناسينى ليه» مع المخرج المبدع سعيد الماروق، حيث إن أغلب الكليبات التى يطرحها المطربون تعتمد على الأغنية والرقص فقط، وهو ربما الشىء الذى بات الجمهور يشعر فيه بالملل، وهو عكس ما يقدمه تامر حيث يسعى لتقديم كليب غنائى يعتمد على القصة والفكرة، وهى النقلة التى استطاع أن يحدثها، وينتظرها الجمهور مع كل كليب جديد، «ناسينى ليه» هى واحدة من أغانى ألبوم «عيش بشوقك» الذى يعد مغامرة مادية، حيث قدم أول ألبوم غنائى مصور فى الوطن العربى بتكلفة 30 مليون جنيه، وذلك على نفقته الخاصة، دون الاعتماد على شركات إنتاج، وهى مغامرة تحسب له، فى ظل إيمانه بالتجربة والنجاح المنتظر، كثيرًا ربما يتعجب الأمر، لكنه فنان لا يكتفى فقط بكلمة «الناجح»، لذلك يسعى لوضع أساسيات مهمة على مستوى التقنية والتطوير والتكاليف. وبما أنه على دراية كاملة بأن ما يصرفه ويقدمه ويطوره سيعود عليه، وأن البخل على عمله الفنى سيجعله ينهار، استطاع تامر أن يصبح صاحب نقلة ضخمة على مستوى المسرح الغنائى، ومحاكاة المسارح العالمية، لذلك أصبح واحدًا من النجوم العالميين فى الوقت الحالى، وبات له جمهور فى كل أنحاء العالم، فالوصول للعالمية أمر ليس سهلًا. جماهيريته ونجاحه جعلت الكثير من الفنانين وليس الجماهير فقط تسعى لتقليده ليس فقط على المستوى الفنى، لكن هناك من قام بتقليده على مستوى الشكل من خلال تقديم «لوك» مشابه له، وأسهم فى نشر موضة يسير عليها الآخرون، فمن ينسى اللوك الشهير الذى انتشر عندما قدم فيلم «أهواك» أو «نور عينى» أو غيرها من الأعمال. النجاح لم يكن فقط عندما قدم أعمالًا غنائية، لكنه واحد من نجوم شباك التذاكر، حيث استطاع أن يجمع بين الغناء والتمثيل، وهو الأمر الذى لم ينجح فيه إلا القليلون، ودون تامر اسمه كصاحب أعلى إيراد فى تاريخ السينما من خلال فيلم «البدلة»، ورغم أعماله الدرامية القليلة فإنه استطاع أن يدخل البيوت المصرية ويجذب المشاهدين، لذلك فهو المؤلف والمغنى والممثل الشاطر والشامل.