كشف فيلم وثائقى عن أن وحدة شبه عسكرية جنوب إفريقية غامضة كانت تنشط خلال عهد نظام الفصل العنصرى «آبارتايد» بجنوب إفريقيا عملت على حقن بعض السكان من ذوى البشرة السوداء بفيروس الإيدز بهدف القضاء عليهم، وفقًا لما جاء بصحيفة إندبندنت البريطانية. وقال عضو سابق فى الفريق التابع لوحدة معهد جنوب إفريقيا للبحوث البحرية المعروف اختصارًا «بسايمر» (SAIMR)؛ إن مجموعته «نشرت الفيروس» بين السود بإيعاز من زعيمها متقلب الأطوار كيث ماكسويل الذى كان يسعى إلى جعل البيض أغلبية فى جنوب إفريقيا. وفى حديثه لمعدى الفيلم الوثائقى (Cold Case Hammarskjld) الذى يحاول تسليط الضوء على القضية الغامضة لإسقاط طائرة الأمين السابق للأمم المتحدة داغ همرشلد عام 1961؛ قال ضابط المخابرات السابق فى «سايمر» ألكسندر جونز إن ماكسويل لم تكن لديه مؤهلات طبية تذكر، لكنه نصّب نفسه طبيبًا يعالج فقراء جنوب إفريقيا من ذوى البشرة السوداء. وقال جونز إن السود لم تكن لهم أى حقوق، وكانوا بحاجة إلى العلاج الطبى، ولذلك لم يشكُّوا فى نوايا «محسن» أبيض يقدم إليهم ويدعى أنه سيفتح لهم عيادات ويعالجهم، لكنه هو فى واقع أمره «ذئب فى ثوب حمل». وزار معدو الوثائقى المنطقة التى كان يخدم فيها «الدكتور ماكسويل»، وسألوا سكانها عنه؛ فقال بعضهم إنهم يتذكرون ذلك الرجل الذى كان يسيطر على القطاع الطبى فى المنطقة، رغم أنه كان يعطى علاجات غريبة، ونقلوا عن صاحب محل تجارى قوله إن ماكسويل كان يعطى الناس «حقنا خادعة». وذكر جونز أن «سايمر» وسعت خدماتها لتشمل بلدانا خارج جنوب إفريقيا، قائلًا: «تورطنا فى موزمبيق كذلك، حيث نشرنا الإيدز من خلال الخدمات الطبية». وفى كشف للنوايا الحقيقية لماكسويل، عُثر على وثائق كتب فيها هذا «الطبيب» «يمكن فعلًا أن يطبق فى جنوب إفريقيا نظام الصوت الواحد للشخص الواحد وبأغلبية بيضاء، وسيعود الدين فى شكله التقليدى المحافظ، فالاستعمال المفرط للمخدرات، والتجاوزات الأخرى التى شهدتها الستينيات والسبعينيات والثمانينيات؛ لن يكون لها مكان فى عالم ما بعد الإيدز».