سعر عش الخفاش وصل 300 ألف دولار ..وهروب المشترى فى آخر لحظة انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة وغريبة يروج لها محبو الثراء السريع، وهى البحث عن أعشاش الخفافيش حيث قالوا إنها تحتوى على مواد طبية غالية الثمن، وأن الباحثين يبحثون عنها بأى مقابل. حكى، أحمد السيد، أحد الباحثين عن الخفافيش من الفيوم، أن القصة بدأت حينما أخبره أحد معارفه وقال له إن عددًا من الباحثين العلميين يبحثون عن أعشاش الخفافيش وفى حال العثور عليها يشترون المنزل بأكمله مقابل مبلغ مالى ضخم ثم بعدها يقتلعون العش من جذوره، مؤكدًا أنه فى البداية أخذ الأمر على محمل الدعابة إلا أن اتصالات صديقه المتكررة دفعته للتفكير فى الأمر، خاصة أن لديهم منزل مهجور فى إحدى قرى المحافظة، وبالفعل ذهب إليه بصحبة صديقه ليلًا وصورا المكان بنفس الطريقة التى يتم بها تصوير الآثار المهربة، ووضعا ورقة جريدة بتاريخ يوم التصوير وورقة أخرى مكتوب عليها جملة بخط يد المشترى وكانت «اللهم لك الحمد» وبعدها تم تصوير الفيديو للمكان وبه الخفافيش وكان التركيز على العش أكثر. وأوضح أنه بعدها بأسبوع أخبره صديقه أن سعر المنزل مبدئيًا 2 مليون جنيه ولكن المشترين سيحضرون لمعاينته بأنفسهم أولًا وبعدها بيومين حضر ثلاثة أشخاص ويرتدون ملابس مجهزة وقناعًا لحمايتهم ودخلوا إلى المكان الموجود فيه عش الخفافيش وأخذوا جزءًا من مادة حمراء موجودة فى أرض العش، ثم ذهبوا ولم يعودوا حتى الآن. الحكاية الأخرى بدأت بالطريقة نفسها ولكن هذه المرة كان معد التقرير شاهد عيان عليها؛ حيث ذهب مع أحد الأشخاص من بنى سويف الذى قيل له نفس السيناريو السابق، فرافق صديقه إلى حديقة مهجورة يمتلكها ويوجد بها ثلاث غرف كبيرة مهجورة منذ فترة كبيرة ولكن بمجرد الشروع فى التصوير هاجمتهم الخفافيش فخرجوا على الفور. بعدها ذهب صاحب الحديقة برفقة صديقين آخرين مرة أخرى إلى المكان أكثر من مرة ولكن خفير المكان طلب منهم عدم التصوير حتى لا يصاب أحد ولكن هذه المرة لم يأت أحد إلى المكان ولم يضع أى سعر. الحكاية الثالثة لعش خفافيش بكهف فى صحراء محافظة المنيا قريب من المنطقة الصناعية؛ حيث ذهب سيد حسين برفقة شخصين للتأكد من وجود خفافيش بعدها حضر ثلاثة بملابس واقية ووضعوا فصًا من الثوم بجانب المادة الحمراء الموجودة فى العش فإذا بفص الثوم يلف حول نفسه بحركة منتظمة، بحسب قول سيد، فقالوا إنه زئبق أحمر يستخدم كمادة طبية، وأنهم سيشترون هذا العش ب300 ألف دولار لأنه على شكل بيضاوى وبه هذا الزئبق بشكل كبير بالإضافة إلى أنه يعود عمره لحوالى 250 سنة. وبالفعل ذهبوا إلى المكان بعد أسبوع وحاولوا اقتلاع العش لكنهم تعرضوا لهجوم كبير من الخفافيش فضلًا عن مواجهة ثعبان ضخم خرج عليهم من شق مجاور للكهف وحاول الهجوم عليهم ولكن لم يصب أحد سوى فرد واحد أصيب بذراعه بعد مهاجمة أحد الخفافيش له. يرجع أصل هذه التقليعة إلى أن باحثين أستراليين أجروا مؤخرًا دراسة حول الإنزيمات التى يفرزها الخفاش وقارنوها مع أحد العقاقير الطبية التى تعطى لعلاج مرضى الجلطات، وهو عقار «تى بى أى»، وتوصلوا إلى أن الإنزيم الذى يفرزه الخفاش والمسمى أنزيم «ديزموتبلاس» أكثر فاعلية بمئات المرات من العقار التجارى المنتج بالإضافة إلى أنه أكثر أمانًا إذ إنه لا يقتل خلايا المخ كما هو الحال فى العقار التجارى والذى من الممكن أن يتسبب فى ذلك. وأوضح «روبرت ميد كاف» من جامعة «موناش» فى ولاية «فيكتوريا» بأستراليا أن أنزيم «ديزموتبلاس» يدمر «الليفين»، وهو المكون البنائى لجلطات الدم، وأن الخفاش مصاص الدماء عندما يعض ضحيته يفرز هذه المادة القوية المضادة للتجلط، حتى تستمر دماء الضحية فى التدفق ما يتيح له التغذية.