توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال ساعات، زيارة إلى روسيا تستغرق 4 أيام، يبحث فيها سبل التعاون الاقتصادى بين البلدين، ويعقد لقاء مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين الأربعاء فى مدينة سوتشى. وذكرت وسائل إعلام روسية أن الزعيمين سيناقشان زيادة حجم التجارة والتبادل الاستثمارى وتوسيع التعاون فى قطاع السياحة، وزيادة الاستثمارات فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. ويلتقى السيسى، رئيسة مجلس الاتحاد الروسى فالنتينا ماتفيينكو، خلال زيارته، للمرة الثانية، حيث سبقها اجتماع فى مارس 2017. وقالت وكالة «تاس» الروسية إن السيسى سيبحث مع بوتين مواصلة بناء العلاقات الروسية- المصرية، فضلًا عن تبادل وجهات النظر حول القضايا الراهنة على الصعيدين الإقليمى والدولى، فيما رجحت الوكالة توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة. وأضافت: «ستكون المرة الثانية التى يستقبل فيها بوتين، السيسى فى سوتشى، حيث كانت الأولى فى 2014، وتجول خلالها السيسى، فى الطراد الروسى الضخم (موسكفا)، الذى يضم أقوى الأسلحة العسكرية فى روسيا». وتابعت: «سيكون على شرف استقبال السيسى، عدد من المقاتلات العسكرية الروسية التى ستحلق بمجرد دخوله المجال الجوى الروسى، حتى لحظة هبوطه فى مطار سوتشى». وسلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على الزيارة، معتبرة أن مصر أقوى الدول العربية نفوذًا فى المنطقة، وهى الحليف الأقرب إلى أمريكا. وقال موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكى: «روسيا تضع مصر أيضًا ضمن حلفائها، وتعتبرها شريكًا رئيسيًا فى عدة قضايا إقليمية ودولية، وبلغت صادرات مصر إلى روسيا 402.4 مليون دولار فى النصف الأول من عام 2018». وذكر الموقع أن روسيا ستزود مصر بصور لمخيمات وتحركات الإرهابيين فى ليبيا والدول المجاورة، إضافة إلى إمدادها بمعدات مراقبة عسكرية لاستخدامها فى عمليات مكافحة الإرهاب. وأضاف أن محطة الضبعة للطاقة النووية ستكون على طاولة لقاء السيسى وبوتين، بعد توقيع عقود المحطة بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وشركة روساتوم النووية الروسية، التى تغطى تصميم وبناء المصنع، والتزويد بالوقود النووى، وكذلك الخدمات الاستشارية للتشغيل والصيانة، وإعادة تدوير الوقود». وتابعت: «تضم المنشأة 4 مفاعلات من الجيل الثالث بسعة 1200 ميجاوات لكل منها، بواقع 4800 ميجاوات، وسيتم بناء المصنع على 12 ألف فدان، ومن المتوقع أن يخلق نحو 50 ألف فرصة عمل». فى سياق متصل، قالت مصادر بوزارة النقل، إن الوزير الدكتور هشام عرفات سيكون ضمن الوفد المرافق للرئيس فى زيارة روسيا. وأضافت المصادر، ل«الدستور»، أنه سيتم الترويج خلال الزيارة لما تنفذه وزارة النقل من مشروعات فى السكك الحديدية، فى إطار التعاون بين البلدين. وتابعت: «يجرى التفاوض مع شركة ترانسماش هولدينج، لتوقيع عقد صيانة لمدة 15 عامًا لعربات السكك الحديدية على أن تكون الصيانة تحت إشرافها وكذلك تدريب العاملين بالورش لمدة 15 سنة، للمحافظة على مستوى العربات واستدامة الخدمة المقدمة من خلالها». كانت هيئة السكك الحديدية قد وقعت عقدًا مع ترانسماش هولدينج، لتوريد وتصنيع 1300 عربة سكة حديد جديدة للركاب بتكلفة 22 مليار جنيه، وتعد الصفقة الأضخم فى تاريخ السكك الحديدية. ووفقًا للعقد، تبنى الشركة ورشة جديدة فى مصر لعمل العمرات الخاصة بهذه العربات، وتشمل الصفقة 800 عربة مكيفة بواقع 500 درجة ثالثة مكيفة، وهى خدمة جديدة يتم تقديمها للركاب لأول مرة فى تاريخ سكك حديد مصر، و180 درجة ثانية مكيفة و90 عربة درجة أولى مكيفة و30 عربة بوفيه مكيفة، و500 عربة درجة ثالثة ذات تهوية ديناميكية. فى سياق متصل، كشف تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن أن حجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا، ارتفع إلى نحو 3 مليارات و59 مليون دولار خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2018، مقابل مليارين و244 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق عليه، بزيادة قدرها 814 مليونًا و736 ألف دولار. وأسهمت الصادرات المصرية إلى روسيا بالنصيب الأكبر من جملة التبادل التجارى بقيمة 330 مليونًا و284 ألف دولار خلال الفترة بين يناير ويوليو من عام 2018، مقابل 309 ملايين و106 آلاف دولار خلال الفترة المناظرة من عام 2017، بارتفاع قدره 21 مليونًا و178 ألف دولار. كما ارتفعت الواردات من روسيا إلى 2.7 مليار دولار خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2018، بعد أن كانت قيمتها قد بلغت 1.9 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2017، بزيادة بلغت 793 مليونًا و558 ألف دولار. وكشف التقرير عن أن عدد السائحين الروس الذين زاروا مصر خلال عام 2017 بلغ 65 ألفًا و790 سائحًا بعد عودة السياحة الروسية تدريجيًا إلى مصر فى أعقاب حادث تحطم الطائرة الروسية. وشهد شهر أبريل أكبر تدفق للسائحين ب8 آلاف و941 سائحًا، ومارس ب8 آلاف و726، ومايو ب6 آلاف و983 سائحًا.