«حياتنا ساعات بنرسمها وبنجملها بالألوان، فى لون نختاره يكتمها ولون يدى لحياتنا آمال».. هذه كلمات أغنية نقابل ناس للمطرب لؤى والتى توضح أن حياتنا بكل ما فيها نستطيع رسمها وتلوينها كما نريد، وإما أن يضفى هذا اللون على الحياة حزنًا وإما أن يعطيها بهجة وأمل، هذه الكلمات اتخذها عم «مراد» شعارًا فى حياته. هذا الرجل الستينى، الذى رفض أن تنتهى حياته بعد خروجه على المعاش ويصبح جليس المنزل، وقرر العمل حتى أنفاسه الأخيرة وممارسة هوايته التى يعشقها منذ أن كان طفلًا، حيث كان يشغل وظيفة مدير عام الفنانين التشكيلين بقصر ثقافة الزقازيق، وبعد خروجه على المعاش أصبح رسامًا، فهو يجلس بأدواته ولوحاته بجانب بوابة كلية الطب جامعة الزقازيق، حيث اشتهر بين طلاب الجامعة بأنه «دافنشى الشرقية» و«الرسام اللى إيده تتلف فى حرير»، فلوحاته غاية فى الروعة والجمال، ويلجأ إليه بعض الطلاب لرسم بورتريه لهم. يحكى عم مراد قصته والتى بدأت مبكرًا منذ أن ظهر حبه للرسم، وعمل على تنمية موهبته، حيث التحق بكلية فنون جميلة ودرس الفن التشكيلى والرسوم المتحركة، وبعدها التحق بوظيفته بقصر ثقافة الزقازيق، وشارك فى إنشاء الكثير من المعارض، واستقبل الكثير من الأشخاص وقام بتعليمهم الفن التشكيلى بحرفية، وحاول بعد ذلك العمل بنادى الشرقية كمدرب فن تشكيلى ورسام لمن يحتاج، لكن تسبب بعض مسئولى النادى بمضايقات له وتركه، وفى النهاية قرر العمل بجانب أسوار الجامعة ورسم الطلاب الذين أحبوه كثيرًا وأحبوا لوحاته. وقال «مراد» إن ابنته ورثت عنه الموهبة، وحصلت على ماجستير فى التصميم المجسم، مضيفًا أنه يبدأ يومه فى العمل منذ السابعة والنصف صباحًا وحتى العصر. وأضاف أنه يتمنى أن يهتم المسئولون بقصور الثقافة، وتعيين مختصين بمجالاتها لإنشاء جيل قادر على الإبداع فى كل شىء، كما أنه يأمل أن يجد قبولًا من إدارة النوادى الاجتماعية بالمحافظة لتعليم الرسم لروادها.