"هما بيتكلموا عن قطر واحد مع إنهم كذا قطر ، قطر الشغل ، قطر العمر ، قطر الجواز ، تركب قطر الشغل يادوب تعمل لك قرشين تلاقي قطر الجواز فاتك وهوب قطر العمر يتقلب بيك" "محمد شرف"
آلاف الكلمات في الكتب والأفلام والمسلسلات، ربما لن يتذكر منها أحد سوى تلك الكلمات التي وضعناها تحت الظل، وهكذا أولئك الفنانين اللذين لم يستطيعوا أن يتقلدوا يوما دور البطولة وسط عشرات من الفنانين اللذين حظوا بنفس الصفة، إلا أنهم استطاعوا بهذا الظل أن يحققوا تأثيرا على قلة مشاهدهم وأدوارهم لا تنسى في تاريخ الأعمال الفنية المصرية. ويعتبر الفنان محمد شرف صاحب الأعمال الفنية التي لم تتخط العشرة أعمال على الصعيد السينمائي، إلا أنه على الرغم من ذلك لا يستطيع أي من جمهوره أن ينسى "عماد" في فيلم الرهينة وكلماته التي ظلت حية ومترددة بين الجمهور أكثر مما عاش الفيلم وبطله "أحمدعز" مثل "افتح أنا عمدة – جرا ايه يكلاوي". بينما في فيلم ظرف طارق، ظلت " انا كائن اعيش واتعايش – رئيس جمهورية نفسي" أبرز إيفيهات فنان الظل بين محبيه وجمهوره حتى وفاته، وغيرها من الإيفيهات سواء على مستوى الأعمال الدرامية أو أعماله السينمائية التي تميزت بحسن الاختيار والاحترام في تقديم العمل الفني والجمهور المتابع لشرف. وولد شرف في محافظة الإسكندرية في 19 فبراير من عام 1963، ليلتحق بالمعهد الفني ويتخرج في عام 1984، ويبدأ في رحلته الفنية مع الدراما على عكس ما انتهي منها في الأدوار الكوميدية التي أثرت بين الجمهور، خلال مشاركته بدور سامبو الشاب الشرير في "مسلسل أرابيسك، للعدالة وجوه كثيرة". على المستوى السينمائي، كان لشرف مشاركات هامة، أسهم فيها بإثراء دور فنان الظل، والذي كان في بابها نخبة من الفنانين الكبار في تاريخ العمل الفني المصريين ومن أبرز الأعمال الفنية للفنان الراحل " الرهينة، ظرف طارق، البحر بيضحك ليه، عفاريت الأسفلت، فيلم ثقافي، آسف على الإزعاج، إكس لارج". توفي محمد شرف على طاولة الموت، مساء 27 يوليو 2018، إلا أنه ستظل أعماله الفنية وكلماته منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون، رحل شرف وأدمعنا نحن وعاشت لنا ضحكته.