فى الوقت الذى وصلت قيمة «الفيزيتا» بالعيادات الخاصة إلى 500 جنيه، وفى عيادات أخرى 1000 جنيه، سعت بعض النماذج المشرفة والتى رصدتها «الصباح» إلى تغيير تلك الصورة والمساهمة فى تقليل معاناة المريض، وذلك عن طريق تقديم خدماتهم بالمجان أحيانًا ومقابل أجر رمزى فى أحيان أخرى، ورغم أن الأمر لم يتعد كونه حالات فردية، إلا أنها تستحق إلقاء الضوء عليها، تزامنًا مع الأيام المباركة التى يجتهد فيها المسلمون ويتسابقون لفعل الخير، حيث قرر عدد من الأطباء أن يكون تقربهم إلى الله من خلال مهنتهم. «كيف أتقاضى قيمة الكشف من فقير أو يتيم»، بهذه الكلمات تحدث الدكتور محمد فوزى استشارى طب الأطفال، مؤكدًا ل«الصباح» أنه منذ عشرين عامًا ومنذ أن تخرج فى كلية الطب جامعة القاهرة، قرر أن يخصص جزءًا من وقته للفقراء، وقرر أن يخصص ثلاثة أيام فى الأسبوع للكشف بالمجان على الحالات غير القادرة، بالإضافة لتخصيص نسبة من الأرباح لشراء الأدوية لليتامى ممن يأتون للعيادة، حيث قرر منذ اللحظة الأولى أن تكون عيادته وسيلة للعمل الإنسانى. وتابع فوزى، فى البداية تعجب زملائى من هذا الإجراء، وهناك أشخاص اتهمونى بأنى أجرب بعض الوصفات والعلاجات الطبية على الحالات، وفى نهاية المطاف اضطروا لتخفيض قيمة الكشف للحصول على زبائن خاصة بالعيادات القريبة من عيادتى، وآخرين خصصوا أيامًا لتوقيع الكشف الطبى بخصم يصل إلى 60فى المائة. حالة أخرى رصدتها «الصباح»، لطبيب بمدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، يحصل على 20 جنيهًا قيمة الكشف ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن الكشف لا يزال كما هو. إنه الدكتور أحمد فؤاد استشارى المخ والأعصاب، الذى أوضح ل«الصباح» سر تدنى قيمة الكشف، قائلًا: المرض ابتلاء من الله واختبار ورسالة الطبيب أن يخفف عن المريض معاناته، فمن غير المعقول أن نزيد على المريض أعباء مالية ونحمله قيمة الكشف التى وصلت فى بعض العيادات ل 500 جنيه و1000 جنيه. وتابع فؤاد، بدأت العمل منذ 30 عامًا، وكان الكشف 50 قرشًا، وسبب زيادته ل 20 جنيهًا كان لتوفير راتب المساعد والسكرتير، إلى جانب تخصيص جزء من الأرباح لتوفير العلاج بالمجان للحالات الفقيرة، وقد نجحت فى تعميم الفكرة بمناطق أخرى، عن طريق الاتفاق مع أطباء حديثى التخرج ولكنهم على درجة من المهارة تجعلنى أثق فى تشخيصاتهم. وفى الجنوب، ذاع صيت طبيب الغلابة الدكتور يوسف رشدى بدروس، البالغ من العمر 61 عامًا، والذى يجرى الكشف الطبى على المرضى فى عيادته الخاصة بنجع حمادى شمال قنا، وهو الطبيب الوحيد فى محافظات الصعيد الذى يبلغ سعر الكشف لديه «15 جنيهًا»، محاربًا جشع الأطباء والمستشفيات الخاصة، رافضًا كل الإغراءات المالية التى عرضت عليه، ويعود سر انخفاض قيمة الكشف إلى رغبة عائلته التى طلبت منه أن يكون رحيمًا بالناس وألا يكون مثل الأطباء الذين اتخذوا المهنة تجارة لجنى الأموال على حساب الفقراء. وعلى هامش النماذج المضيئة التى رصدتها «الصباح»، كان للدكتور هانى الناظر استشارى الأمراض الجلدية والرئيس السابق للمركز القومى للبحوث نصيب كبير من محبة الفقراء ممن لجئوا إليه عن طريق صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، حيث يقوم بإجراء الكشف الطبى بالمجان «أون لاين» حيث يقوم المريض بتصوير الجزء المصاب وإرسال الصورة للناظر والذى يقوم بتشخيص الحالة وإرسال العلاج للمريض.