نهائى دورى أبطال أوروبا والذى يجمع يوفنتوس الإيطالى بريال مدريد الإسبانى مساء السبت، بملعب الألفية فى عاصمة ويلز كارديف، يمثل صراعًا خططيًا وفنيًا كبيرًا بين مدربى الفريقين، الإيطالى ماسيميليانو أليجرى، الساعى وراء لقب هو الأول له، والثالث لفريقه فى تاريخ دورى الأبطال، والفرنسى زين الدين زيدان الذى يود أن يصبح أول مدرب يتوج باللقب مرتين متتاليتين منذ تغيير مسمى البطولة لدورى أبطال أوروبا عام 1992، وقيادة فريقه ريال مدريد للقب رقم 12 فى تاريخه. بالنسبة لمدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليجرى، تعتبر المباراة النهائية فرصة لتعويض الإخفاق فى إحراز اللقب قبل عامين عندما بلغ النهائى قبل أن يخسر أمام برشلونة 1-3. ما يميز أليجرى هو قدرته على التنويع فى خطط اللعب أثناء المباراة الواحدة، حيث يعتمد البيانكونيرى على خطة 4-2-3-1 التى خاض بها معظم مباريات النصف الثانى من الموسم الحالى، كما أن الفريق يملك القدرة على التحول لخطة 3-5-2 على حسب سير المباراة. الأمر الذى يساعد أليجرى على التنويع فى أساليبه التكتيكية، ظهيرا الجنب أليكس ساندرو ودانى ألفيس اللذان يجيدان تأدية الأدوار الدفاعية والهجومية بشكل جيد على حد سواء، كما أن الأخير يعتبر مفتاح لعب مهم بالنسبة للمدرب الإيطالى. وفى الخط الأمامى يعتمد أليجرى على الثلاثى خوان كوادرادو وماريو ماندزوكيتش (كجناحين) وباولو ديبالا فى المنتصف كرأس حربة وهمى له حرية الحركة، خلف المهاجم جونزالو هيجواين، تلك التركيبة فعالة هجومية بشكل كبير بالنسبة للسيدة العجوز وأثبتت نجاحها بالفعل خلال الموسم الحالى. فى المقابل، يتمسك مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان بخطته المفضلة 4-3-3 التى جلبت له دورى أبطال أوروبا العام الماضى، وذلك بفضل الاعتماد على سرعة كريستيانو رونالدو وجاريث بيل، وتفاهمهما مع الفرنسى كريم بنزيمة الذى يقوم أحيانًا بتبادل المراكز مع رونالدو. هذه الطريقة تمنح ثنائى الوسط الكرواتى لوكا مودريتش والألمانى تونى كروس فرصة الهيمنة على منتصف الملعب، مع إبقاء البرازيلى كاسيميرو وراءهما كلاعب وسط متأخر يدعم الخط الخلفى من خلال مراقبة مفاتيح اللعب فى الفريق المنافس. وجود كاسيميرو أمام قلبى الدفاع سيرجيو راموس ورفاييل فاران، يسهل مهمة ظهيرى الجنب مارسيلو ودانى كارفاخال فى تنفيذ اختراقاتهما الهجومية، علما بأنهما يلتزمان بواجباتهما الدفاعية عندما يسيطر الخصم على الكرة. لكن زيدان وجد نفسه مجبرًا على تغيير خطته بنهاية الموسم، من خلال الزج بلاعب إضافى فى خط الوسط بعد إصابة بيل، وبالفعل لعب إيسكو دور الملهم فى التحرك يمينًا ويسارًا ضمن منظومة اللعب بخطة 4-4-2، مقابل تبادل سريع فى المراكز بين بنزيمة ورونالدو داخل منطقة الجزاء. كما أن زيدان حول دكة بدلاء الملكى التى لا تملك أسماء رنانة مقارنة بفرق أخرى مثل يوفتنوس وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتى، إلى عامل أساسى فى النجاح هذا الموسم، فقد لجأ إلى مبدأ المداورة بين لاعبيه، واستطاع المدرب الفرنسى أن يحول غضب وإحباط لاعبين أمثال خاميس رودريجيز وألفارو موراتا، إلى دافع أكبر لإثبات الذات.