شباب النوبيين فى قرية إبريم بأسوان يخططون لمواجهة عائلة الدرانية التى استولت على الأرض مدير أمن أسوان ل "الصباح": تدخلنا لإزالة التعديات وتعاملنا مع الأزمة بحكمة تتصاعد تحت الرماد نيران أزمة جديدة فى منطقة النوبة فى أسوان بسبب صراعات العائلات، فبعد أن انطفأت فى السنوات الماضية أزمة صراع قبيلتى الدابودية والهلايل بعد تدخل كبير من الدولة والسلطات الأمنية خاصة أنها ما كادت تتحول لفتنة طائفية، ولكن الكارثة التى نكشف تفاصيلها تلك المرة ونحذر من وقوعها تأتى بين النوبيين وعائلة تعيش معهم تسمى «عائلة الدرانية» بقرية أبريم التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، وهى إحدى قرى الظهير الصحراوى. ويعود تاريخ إنشاء قرية إبريم الجديدة، عندما وافقت وزارة الإسكان على إنشائها كإحدى قرى الظهير الصحراوى المدرجة فى البرنامج الانتخابى للرئيس الأسبق حسنى مبارك بتكلفة تصل إلى 25 مليون جنيه، والتى تقع على مساحة 102 فدان وتضم 50 بيتًا ريفيًا كمرحلة أولى إلى جانب 7 مبان خدمية منها وحدة صحية ومدرسة للتعليم الأساسى ومسجد ودار مناسبات ومخبز بالإضافة إلى مبان إدارية، وشملت المرحلة الثانية فى قرى الظهير الصحراوى التى تضم بنيان الجديدة والعلاقى. وحتى العام 2011 كان المواطنون فى النوبة على موعد مع تسلم الشقق السكنية فى القرية الجديدة، لكن بعض التوسعات الجديدة أجلت استلامهم لتلك الشقق الجديدة، الذين حصلوا على وعود بتسليمها لهم بعد تهجيرهم من جوار السد العالى، وفى تلك الأثناء قامت عائلة «الدرانية» الذين يعيشون جنبًا إلى جنب مع النوبيين فى قرية أبريم بأسوان، ويقطنون فى 6منازل فقط بالقرية، وذلك على الرغم من أنهم ينتمون للعربان - وفقا لشهادة مصادر نوبية - ويعملون بمهن الزراعة والحدادة كما أنهم كانوا يعيشون فى النوبة قبل عملية التهجير. مصادر نوبية، قالت إن أفراد هذه العائلة قاموا باحتلال الجبل والأراضى المجاورة لقرية أبريم ووضعوا أيديهم عليها وقننوها بشكل غير رسمى لملكيتهم وقاموا بزراعتها بشكل مكثف فى الفترة الأخيرة، الأمر الذى رفضه النوبيون جميعهم وطلبوا من عائلة الدرانية ترك أجزاء من تلك الأراضى إلى أنهم رفضوا، ووصل الأمر لمشاجرات بين أهالى القرية وبين تلك العائلة. المصادر قالت ل«الصباح» أنه منذ عدة أسابيع حدثت مشاجرة بعدما صعد أحد شباب القرية من النوبيين ويدعى «أحمد» ليعترض عما يفعلونه أفراد العائلة لكنهم واجهوه وكسروا ذراعه بعدما اعتدوا عليه، وهذه الواقعة تم تحرير محضر بها ومرفق به تقرير طبى. وأكدت المصادر أن كبار المنطقة أنهوا الموضوع بالتصالح بين العائلة وبين الشاب، وهو ما أثار حفيظة شباب القرية المتحمسين الذين يخططون للثأر من تلك العائلة، ما قد يؤدى بالأمر إلى كارثة جديدة تشبه مجزرة قبيلتى الدابودية والهلايل. وأفادت مصادر، أن جلسات عرفية تمت فى القرية الأسبوع الماضى بحضور محافظ أسوان وقيادات أمنية، واتفقوا على إزالة أجزاء من زراعات القرية لكن الأمر لم يصل لاتفاق فى النهاية، وأنهت المصادر حديثها بأن النار تحت الرماد وشباب القرية يستعدون لمواجهة تلك العائلة أعلى الجبل فى الأيام المقبلة. أمنياً، قال اللواء عمر ناصر، مدير أمن أسوان، فى تصريحات ل «الصباح » إن الأرض موضوع الأزمة تقع ضمن أم اك الدولة، واكتشفنا أن بعض المواطنين وضعوا أيديهم على الأرض بالقوة، ونفذنا بعض الإزالات ضدهم، لكن هناك آخرين لم يصدر لهم قرار بالإزالة من المحافظة. وأضاف اللواء ناصر، أنه بمجرد صدور القرارات بالإزالة سننفذها بالكامل وفوراً، منوهاً أنه تم معالجة الأمور وكل شىء انتهى، وتعاملنا مع القضية بحكمة،مشيراً إلى أن أحد موظفى مجلس المدينة بقرية أبريم هو من تقدم بشكوى، ضد مغتصبى الأرض وعليه تعاملنا مع الأزمة.