لم تعد صورة العمدة «كبير القرية» الحريص على «الأصول والتقاليد» كما كانت فى الماضى، وربما أصبحت من «التراث الشعبى»، ولكن لم يكن يتخيل أحد، على أية حال، أن يصل التدنى الأخلاقى ل«عمدة» إلى حد إقامة علاقات غير شرعية مع فتيات فقيرات من القرية، وتصويرهن أثناء ممارسته الرذيلة معهن، ولكن ذلك ما حدث فى قرية ترسا بمركز الطوخ فى محافظة القليوبية، فعمدتها حسين عبد اللطيف وشهرته «وجيه» (48 سنة) كان هو نفسه سببا فى فضيحته بالصوت والصورة، بعد أن سقطت الفيديوهات التى صورها فى يد مجهول، نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، ليتم إلقاء القبض عليه، وإحالته للنيابة العامة التى أمرت بحبسه 4 أيام وجددت حبسه لحين إحالته للمحاكمة بتهمة إقامة علاقات غير شرعية والتحريض على نشر الفسق. «الصباح» تكشف عن العديد من المفآجات، فجرها شهود من القرية، حيث يقول «محمود. ن» (25 سنة) عامل، إن عمدة قرية ترسا رجل مشهور بعلاقاته المتعددة بالنساء، وكان يستخدم نفوذه وأمواله لإغراء الفتيات الفقيرات من القرية، ويقيم معهن علاقة غير شرعية، وحتى زوجات المزارعين العاملين بأرضه لم يسلمن منه، وأقام معهن علاقات، مشيرا إلى أن المتهم ينتمى لأكبر عائلة بالقرية وورث عن والده العمودية وأموالا وأراضى كثيرة، إلا أنه أضاع معظمها على نزواته الشيطانية. ويقول «سيد. ع. أ» (50 سنة)، فلاح، إن قرية ترسا من أفضل القرى بمركز طوخ، ولكن عمدتها لوث سمعتها بدلا عن الحفاظ عليها، مضيفا: «حتى لما كان صغيرا فى السن كانت أخلاقة سيئة، وكان يقيم علاقات مع البنات مقابل مبالغ مالية، ولأن ربنا مش بيسيب حق العباد، وقعه فى شر أعماله لما صور نفسه معاهم، عشان يكتب نهايته بإيده». «محمود.أ» (33 سنة) أحد المجاورين لمنزل العمدة، يقول إن «وجيه» رجل غلبت شهوته عقله، فجعل منزله وكرا لممارسة الفحشاء، وكنت أشاهد الكثير من الساقطات يترددن على منزله، ولكن لم أتوقع أن يصل به الجنون إلى حد أن يقوم بتصوير نفسه أثناء ممارسته الرذيلة، منوها بأنه كان يستقبل فى اليوم 3 بنات على الأقل، وأنه أقام علاقة مع ما يقرب من 50 فتاة. وعن تاريخ العمدة يقول عم «حسن. م. أ» (55 سنة) إن وجيه منذ نشأته تعرف على أصدقاء السوء، وأدمن مشاهدة الأفلام الجنسية، وهو ما دفعه لتطبيق ما يشاهده من مقاطع جنسية، حتى وصل به الهوس إلى تصوير نفسه، منوها بأن والده العمدة الراحل كان رجلا ذا أخلاق عالية، ولكن ابنه لم يحافظ على أمواله وأراضيه، و«ضيع شقا أبوه على النسوان» على حد تعبيره. وقالت إحدى الفتيات وتدعى «سلوى. م» (30 سنة) إن العمدة عرض عليها 5 آلاف جنيه مقابل إقامة علاقة جنسية معها، وإنها ترددت فى البداية، ولكن نظرا لحالتها المتردية، وحاجتها للمال، وافقت واتفقت على مقابلته خارج القرية، واصطحبها إلى شقة بشبرا الخيمة، وعاشرها معاشرة الأزواج، وترددت معه على الشقة بعد ذلك أكثر من 5 مرات، وتضيف: «كان شاذا جنسيا فى التعامل معى لأنه كان يشاهد أفلاما إباحية بطريقة غير طبيعية، ولم أكن أنا الفتاة الوحيدة التى أقام علاقة معها، وطلب منى أن يصورنى بالموبايل فرفضت». من جانبها، قالت الدكتورة منال زكريا حسين، مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن شخصية المتهم من الشخصيات المريضة باضطرابات جنسية نتيجة إدمانه مشاهدة الأفلام الجنسية، ما جعله فى النهاية مدمنًا بإقامة علاقات غير شرعية، ولكن يظل وجه الاستمتاع بالنسبة له متمثلا فى مشاهدة العلاقة وليس ممارستها، ولذلك يكون حريصا على تصوير الفعل الجنسى لمشاهدته فيما بعد. وبدأت تفاصيل الواقعة، عندما سقط فى يد ضباط مباحث الآداب والمصنفات بالقليوبية عدة مقاطع فيديو وصور فى أوضاع فاضحة مدون أسفلها عبارة عمدة ترسا، وبفحص ومشاهدة تلك المقاطع تبين أنها تخص عمدة قرية ترسا مع عدة فتيات فى أوضاع جنسية مخلة. وبعرض الفيديوهات على اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء عرفة حمزة مدير المباحث الجنائية، وقاده العميدان أسامة عايش رئيس المباحث، ومدحت مصيلحى مفتش مباحث طوخ، وتوصل إلى أن صاحب الفيديوهات حسين عبد اللطيف وشهرته «وجيه» (48 سنة) عمدة قرية ترسا بمركز طوخ. وأضافت التحريات أن العمدة تولى مهام منصبه منذ 15 عاما عقب وفاة والده، وكان يقوم بممارسة الأعمال المخلة بالآداب فى شقة بشبرا الخيمة من خلال التنسيق مع إحدى العاهرات التى كانت تقوم بتجهيز سهراته الحمراء مع بنات الليل بخلاف علاقته بفتيات القرية داخل منزله. تم تحرير المحضر رقم 15979 إدارى مركز طوخ، وبإحالته للنيابة، تولى مدير نيابة طوخ التحقيق وطالب بإحضار العمدة لسؤاله عن الواقعة والاستعلام من إدارة جرائم الحاسبات والمعلومات والإنترنت بوزارة الداخلية عن الجهاز المرفوع منه الفيلم على شبكة الإنترنت، وبمواجهته بالفيديوهات أنكر المتهم تصويره الفتيات، وقال إنها مفبركة، فأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.