«التقِ فتيات مصريات بالمجان» جملة مشبوهة اعتلت العديد من المواقع التى يتم وصفها بالإباحية، ومع الأسف أصبحت جملة عادية على مسمع أناس كثيرين، لكن غير العادى أن تقرأ هذه الجملة على أشهر موقع إخبارى إسرائيلى، وهذا بالفعل ما حدث على موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، حيث عرضت إعلانًا مسيئًا على موقعها الإلكترونى لإجراء مقابلات هاتفية مع فتيات مصريات، فبمجرد أن تدخل على الموقع وتضغط على الإعلان الذى تعلوه صور فتيات كتب عليها «مصريات بالمجان»، سيطلب منك ملء فراغات تعريف بالشخصية، بالإضافة إلى بعض العروض الأخرى حال التسجيل بالموقع منها «الاتصال بالأعضاء مجانًا- إنشاء حساب بالمجان- ورفع صور بالمجان». يديعوت أحرونوت، لمن لا يعرفها، هى كلمة عبرية تعنى آخر الأخبار، وهى فى نفس الوقت صحيفة إسرائيلية يومية تصدر باللغة العبرية. ومقرها فى تل أبيب. فى السبعينيات أصبحت من أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا. وقد أطلقت نسخة إلكترونية ظلت مصممة على جذب القارئ العربى بشتى الطرق كان آخرها نشر إعلان جنسى استخدمت فيه مصريات للفت الانتباه العربى إليها. يديعوت أحرونوت فى ظاهرها تبدو موضوعية فى معالجتها الصحفية، إلا أن آخر دراسة أجراها مركز «موران رادا» بالاشتراك مع معهد الديمقراطية الإسرائيلى أظهرت أن تغطية يديعوت أحرونوت فى الانتخابات التشريعية الإسرائيلية 2009 كانت منحازة تماما لصالح حزب «كاديما» وزعيمته تسيبى ليفنى، وهذا أيضا ما حدث بعد انتخابات الكنيست عام 2009 حيث كانت الصحيفة منحازة ضد بنيامين نتنياهو. وجدير بالذكر أن إسرائيل تعرضت لنفس الموقف سابقا مع كندا التى نشرت فيديو بحجة الترويج للسياحة فى تل أبيب تحت عنوان «تل أبيب بها مكان للجميع»، وحمل مقطع الفيديو المكون من 30 ثانية، مضامين جنسية صارخة، وأثارت ردود أفعال غاضبة طالبت بقطع العلاقات مع كندا، فهل هذا يمكن أن يكون ردة فعل الدولة المصرية إبان فعل مخل قامت به إسرائيل فى حق فتيات مصر؟ يجيب عن هذا التساؤل الدكتور حسام لطفى –أستاذ القانون المدنى– الذى قال: المسألة القانونية فى هذا الفعل مع كامل الأسف غير متاحة بالمرة؛ لأن الإنترنت لا يحكمه قوانين دولية بل يخضع لمبدأ حرية التواصل، فلا قواعد تحكمه أو تضبطه وبالتالى لا يحق للدولة المصرية مساءلة إسرائيل قانونيا إلا إذا ثبت وجود جرائم ترتكب، ومغطاة تحت هذا الإعلان المسىء، وقتها من حق مصر أن تقتص وفقا للمعايير القانونية الخاصة بها، مع العلم أن مثل هذا الأفعال دائما تتستر تحتها جرائم تخابر ينجذب إليها شبابنا دون وعى، خصوصا أن إسرائيل دائما ما تتلاعب بشتى الطرق التى تجذب إليها شباب مصر للحصول على معلومات، وهذه المرة اكتشفت سبيلا جديدا ولافتا لانتباه الشباب فى الوقت ذاته؛ فهذا الإعلان لن يدخل عليه الشباب الإسرائيلى بالطبع بل سيدخل عليه شباب مصرى أو عربى بنية الفضول مبدئيا ثم يحدث ما لا يحمد عقباه.