بين عشية وضحاها انقلبت الحال، وتحولت «جنوبسيناء» من محافظة السياحة والاستجمام، إلى منطقة تعانى أزمة مالية طاحنة واستثمارات كاسدة فى مدينة «سلام» تواجه حظرًا دوليًا على زيارتها، وتعليمات أمنية توصى ب«توخى الحذر» عند المرور بها! ملفات شائكة تفتحها «الصباح» فى حوارها مع اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء الذى تحدث بكل صراحة عن أهم مشكلات المحافظة الساحرة وتطلعات أهلها ومستقبل السياحة فيها.. وإلى الحوار: بداية كيف ترى الأوضاع الأمنية الآن فى جنوبسيناء؟ -أحب أن أؤكد أنه ليست لدينا أزمة فى الأمن، وعلى مسئوليتى أقول إن المحافظة آمنة تمامًا، والحياة بها تسير بشكل طبيعى بمجهودات جبارة تقوم بها وزارة الداخلية والقوات المسلحة بالتعاون والتنسيق مع قبائل البدو الوطنية التى تحمى الحدود من كل جانب، كما أننا بدأنا فى تفعيل حملات أمنية يومية تستهدف ضبط كل من لا يحمل «كارتًا أمنيًا» يبين سبب وجوده فى الأماكن السياحية كما كان متبعًا من قبل للحفاظ على الشوارع آمنة، علاوة على الحملات الأمنية المكثفة لمكافحة ظاهرة التحرش بالسائحات، ونجحت أجهزة الأمن بالفعل فى ضبط 340 فردًا مخالفًا خلال هذه الحملات. كيف ترى مستقبل الاستثمار فى شرم الشيخ.. وهل توقفت المشروعات الجديدة بالمدينة؟ -لم يتوقف أى مشروع سياحى فى شرم الشيخ، وأنا أعلن لكم هنا عن استئناف العمل فى مشروع «سيتى ستار شرم» الذى يملكه رجل الأعمال الكبير عبدالرحمن الشربتلى، والذى كان من المفترض أن يتم افتتاحه جزئيًا فى عيد الفطر الماضى. وماذا عن الاستثمارات المرتبطة بقضايا الفساد المتهم فيها رجال نظام «مبارك».. هل هى معطلة؟ - ليست لدينا فنادق معطلة، وحتى فنادق رجل الأعمال حسين سالم تعمل بكل طاقتها، ويتم إيداع إيراداتها فى خزينة محكمة الجنايات، كما وضعت الدولة يدها على الأراضى المملوكة ل «سالم» لحين انتهاء المحاكمة. كيف يمكن لأجهزة المحافظة مساندة الاستثمار وإيجاد فرص جديدة لتنمية اقتصاد «جنوبسيناء»؟ - نحن نبذل قصارى جهدنا لدعم المستثمرين، وقد طلبت من وزير الاستثمار تسجيل العقارات غير المسجلة فى المحافظة وتعديل القانون 14 الخاص بالاستثمار، لكن ذلك يحتاج إلى وجود برلمان منتخب، كما طلبنا من الوزير زيارة «شرم» وعقد لقاء مع المستثمرين لطمأنتهم على مستقبل المدينة وعودة السياحة بها. لكنك تواجه اتهاما بعدم مساندة المنشآت السياحية والعاملين بها أثناء الأزمة؟ - على العكس تماما، فقد أصدرت قرارا بتخفيض الإيجارات المستحقة عليهم بنسبة 25 %، غير أن المحافظة لا تمتلك ميزانية لدعم العاملين مادياً، ما دعانى لمطالبة هشام زعزوع وزير السياحة بضرورة تقديم دعم عاجل للعمالة التى تمثل عماد السياحة فى المنطقة، خاصة فى سانت كاترين التى شاهدت بها معاناة كبيرة للعاملين فى القطاع، وأود أن اوضح انه لا يوجد تسريح للعمالة فى لكن بعضهم حصل على اجازات مؤقته بأجر من المنشآت لحين عودة الحركة إلى معدلاتها الطبيعية مرة أخرى. كيف تقيم موقف شركات السياحة الأجنبية التى أغلقت فروعها فى شرم الشيخ عقب الثورة الأخيرة؟ - عندما يغلق مستثمر شركته فهو يتعرض لخسارة باهظة، ففى السياحة كلا الطرفين «المستثمر أو الدولة»، يربحان من العمل، وعندما يقرر صاحب الشركة وقف أعماله فهو بذلك يضر بنفسه أولا. أما عن حقيقة ما جرى فى شرم الشيخ فأؤكد أنه لم تغلق أى شركات عاملة بالمدينة سوى «تيوى» و«تومسون» و«توماس كوك»، والأخيرة ستعيد نشاطها بداية من 30 سبتمبر. وأنا اتقدم بالشكر من خلال جريدتكم للسائحين البريطانيين الذين رفضوا مغادرة «شرم» رغم هروب الكثيرين من الجنسيات الأخرى، ما دعانى لمقابلة السفير البريطانى ووجهت دعوة عن طريقه لرئيس الوزراء السابق تونى بلير لزيارة شرم الشيخ التى يعشقها، ومن هنا يمكننا توصيل رسالة للعالم بأن بلدنا آمنة تماما. وماذا عن جهود المحافظة للمساهمة فى عودة الحركة السياحية ورفع حظر السفر إلى مصر؟ - نحاول بشتى الطرق الوصول إلى كل بلاد العالم والترويج لمنتجنا السياحى، ومؤخرا استقبلت عددا من منظمى الرحلات من ألمانيا والنمسا وهولندا. واستقبلنا مسئول أمنى فرنسيا تجول فى كل مكان بالمحافظة وعاين المداخل والمخارج ونقاط التفتيش والأكمنة الثابتة والمتحركة حتى تأكد بنفسه من خلو شرم ونويبع وطابا وسانت كاترين من أى أعمال عنف أو تهديد للأمن الشخصى والعام. عبر المستثمرون عن استيائهم من استمرار العمل بالقانون رقم 14 القاضى بسحب ممتلكات غير المصريين.. كيف ترى ذلك؟ - القانون 14 الخاص بتملك الأراضى بسيناء أثر سلبًا على الاستثمار والتنمية بالمحافظة، وعلى الرغم من تعديل بعض البنود لازالت هناك بنود متعدده تحتاج إلى إعادة نظر، وتمت مناقشه ذلك مع الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والتعاون الدولى خلال زيارته الأخيرة لمدينة شرم، وأعددنا مذكرة من قبل المستثمرين خاصة بالبنود التى تعرقل الاستثمار والتنمية لعرضها على مجلس الوزارء، تم رفعها إلى رئيس الجمهورية المؤقت لإصدار قرار جمهورى فورى بالتعديل حتى تعود عجلة التنمية إلى المحافظة مجددًا. بماذا تعد مواطنى جنوبسيناء خلال الفترة المقبلة؟ - نحن نعمل حاليا على تطوير «الرويسات» وهى منطقة عشوائية رصدنا لها 40 مليون جنيه لإعادة هيكلتها وتطويرها حتى لا تتحول إلى بؤرة عشوائية للمخالفين ومخبأ للخارجين على القانون، وتلك هى بداية مشروعنا الكبير لتطوير المحافظة بأكملها وعلى رأسها مدينة السلام «شرم الشيخ»، كما أن السياحة ستعود تدريجياً للمحافظة بداية من الشهر المقبل.