محمد رمضان : لست عديم الموهبة لأقلد أحمد زكى .. والمتربصون كلمة السر فى الهجوم علىّ لن أدعى البطولة والوطنية لكن مصر أهم من إيرادات «قلب الأسد» حوار : أحمد حسن غياب وعودة وما بينهما دائما الكثير من علامات الاستفهام والجدل حول مشروعه السينمائى الجديد الذى يحمل عادة كل مقومات النقد بسبب جرأته فى تقديم شخصياته التى يبدو أنه يختارها بعناية شديدة من أجل الوصول لطبقة المهمشين التى رفعته لمصاف النجوم .. عن «عبده موته « و « قلب الأسد » ومحمد رمضان نتكلم .. عن الإيرادات والنقد والاتهامات التى واجهها رمضان بعد آخر أفلامه كان بيننا وبينه حديث طويل قررنا ألا نتدخل فيه بالحذف أو الإضافة أو حتى إعادة الصياغة لمشاعر ممثل شاب لم يجد النجاح إلا فى أدوار الطبقة المنسية فى المجتمع .. هو الآن يتكلم . فى بداية حديثنا أعرب رمضان عن سعادته بنجاح الفيلم وتربعه على عرش إيرادات موسم عيد الفطر السينمائى ؛ مبدياً اندهاشه فى الوقت نفسه من ثورة النقد والهجوم عليه بسبب الفيلم واتهامه بالدعوة للبلطجة، وقال لنا : قصة الفيلم تحكى عن شاب من نزلة السمان وليس معنى هذا أنه بلطجى، وشخصية فارس الجن تختلف تماماً عن شخصية عبده موته لأن الأخير كان بلطجياً بالفعل أما الأول فهو شاب ينتمى لمنطقة شعبية وسياحية فى الوقت ذاته . سألناه : إذن لماذا اخترت تقديم شخصية قد تحمل تشابها بشخصية قدمتها من قبل وهو ما يثير نقداً تجاهك ؟ - أولاً الشخصية كما أخبرتك بعيدة عن شخصية « عبده موته » لأن هذا الشاب ليس بلطجياً أو مسجل خطر كما كان عبده موته؛ إنما هو شاب مثل ملايين الشباب الذين يحلمون بمستقبل أفضل، ويبحثون عن فرصة للنجاح، وتربى هذا الشاب فى السيرك وسط الأسود، وكنا نقصد من خلال ذلك إلقاء الضوء على تأثر المناطق السياحية فى مصر بعد الثورة بشكل ملحوظ ؛ لكنه يتعرض للإغراء من قبل بعض الأشخاص الذين يستغلون فقره من أجل القيام ببعض الأعمال الإجرامية . تتعامل فى «قلب الأسد» مع كريم السبكى فى أولى تجاربه الإخراجية .. ألم تقلق من هذا التعاون ؟ - رأيى أن الفيلم نجح بالفعل فما الداعى للقلق من أمر لم يعد موجوداً من الأساس؛ نحن اجتهدنا فى اختيار الورق، وكان من المفترض أن يجمعنى مع كريم مشروع آخر نعمل عليه، لكن الظروف أرادت أن نتعاون فى هذا الفيلم ؛ بالإضافة إلى كون الفيلم هو التجربة الأولى لكريم، فليس معنى هذا أنه غير قادر على إنجاح التجربة لأنه دارس للإخراج فى أمريكا، ويملك وجهة نظر إخراجية محترمة، وقد أثبت كفاءته فى أول أفلامه . استطاع الفيلم تحقيق إيرادات مرتفعة فى موسم عيد الفطر، لكن الأحداث السياسية الأخيرة تسببت فى وقف النشاط السينمائى مبكراً.. فما رأيك فى توقف إيرادات فيلمك ؟ - لن أدعى بطولة إذا أخبرتك أننى لا تهمنى إيرادات الفيلم فى مثل تلك الظروف، وأن أكثر ما يهمنى هو حال البلد، وأن تعود الحياة فى مصر إلى طبيعتها الهادئة .. والأهم من ذلك أن الشركة المنتجة اتخذت قراراً باستمرار عرض الفيلم فى موسم عيد الأضحى السينمائى فى كل السينمات وبعدد النسخ كاملة وهى 135 نسخة . يتهمك البعض بمحاولة تقليد العبقرى الراحل أحمد زكى، وهو سر تقليدك له فى اللوك الذى ظهرت به فى أحداث الفيلم ؟ - لم أقلد الفنان أحمد زكى واللوك الذى ظهرت به تسريحة شهيرة، وليست خاصة به لأننى لن أقلد لوك ظهر به أحمد زكى فى التسعينيات؛ أما شكل التسريحة فجاءت من خلال أن فارس يعيش وسط الأسود والخيول، وكانت تلك التسريحة هى الأنسب لشكله . يؤخذ عليك تعمدك تقديم أغنيات شعبية فى أفلامك، وقد يصل الأمر إلى تقديم أغنيات لا تتناسب والذوق العام ؟ - أنا ممثل من قلب الشارع المصرى، وأحب تقديم نفس التيمة التى يقدمها الشباب فى الشارع لذلك أستعين بنفس أغنيات الشباب حتى أعبر عن واقعهم الحقيقى . لكن أغنية « أديك » التى قدمتها لم تكن تتناسب أبداً مع الذوق العام حتى لو كانت تغنى فى الشارع ؛ فليس كل ما يحدث فى الشارع قابل لتقديمه على الشاشة ؟ للعلم أنا قمت بتغيير كلمات كثيرة فى الأغنية عن الأغنية الأصلية حتى يمكن ضمها للفيلم ؛ والحقيقة أننى وجدت أن الأغنية كسرت الدنيا، وتقدم حالياً فى كل أفراح الشوارع ؛ وفى رأيى تلك الأغنية تعبر عن الكثير من الأزمات التى انتشرت فى الفترة الأخيرة مثل « أديك فى الجركن تركن » هى تعبير عن أزمة البنزين التى نعانى منها منذ فترة . ما تقوله يصعب تصديقه .. هل يمكن أن نعتبر مثل تلك المقولة تعبيرا عن أزماتنا ؛ وهل تقديم الأغنية فى أفراح الشوارع أصبح هو مقياس النجاح ؟ أخبرتك أننى أخاطب فئة معينة من الجمهور الذى يعيش فى المناطق الشعبية ويجد فى شخصياتى تعبيرا عنه لذلك فهذا هو بالتأكيد مقياس النجاح بدليل إيرادات الفيلم التى تخطت حاجز ال 13 مليون جنية . بعيدا عن الألفاظ الخارجة التى تضمنتها الأغنية .. ما رأيك إذن فى إتهامك بوجود مشاهد تخدش الحياء فى أحداث الفيلم ؟ لا يوجد غير مشهد واحد وهو مشهد المايوه فقط ولا يوجد مشاهد إغراء فى العمل ومع ذلك البعض يحاول إفساد النجاح رغم أن بقية أفلام الموسم تدور معظمها على الشواطئ فلماذا التربص ب « قلب الاسد « فقط . وما تبريرك للحركة التى قدمتها «بفمك» فى أحد المشاهد ؟ قلت تبريرى من قبل وهى أنها حركة غير مقصودة ولم تكن موجود فى السيناريو ولا أعرف لماذا كل هذا التركيز عليها خاصة وأنها سابقة ليست الأولى حيث فعلها من قبل عزت العلايلى ويوسف شاهين وأحمد زكى فى فيلم ضد الحكومة « و»حسن اللول» وكذلك خالد النبوى فى فيلم « الديلر «. لكن فعلهم لها من قبل لا يبرر لك تكرارها ؟ أنا لا أبرر لنفسى ولا أقصد إهانة أحد لكننى مصاب بحالة ضيق شديدة من التربص بى وبأفلامى بهذا الشكل ولا أفهم السبب فى ذلك وكأنه لا يوجد ممثلين غيرى على الساحة حتى يتم إنتقادهم بهذا الشكل الذى أراه مع كل عمل جديد . إتهام جديد عليك تبريره وهو أنك تساهم فى نقل سلوكيات سيئة للمشاهد بسبب أعمال البلطجة التى تسيطر على أفلامك ؟ مقاطعا : لماذا يريدنا البعض أن ندفن رؤسنا فى الرمل ولا ننظر للحقيقة كل ما أقدمه يحدث فى الشارع بشكل حقيقى ولم أخترعه لذلك فرسالتى هى أن تلك الأفعال موجودة فى الواقع وعليكم علاجها بدلا من تجاهلها والهجوم على . ما رأيك فى إتهامك بالإفلاس وهو ما يجعلك تعتمد على تكرار تيمة الشاب الشعبى ؟ أرى أن الأعمال التى قدمتها مختلفه عن بعضها وأرفض هذا الإتهام لأننى ومازلت فى بداية طريقى والعمل القادم سيكون مختلف تماما. الخلطة السبكية المعروفة هل تراها السبب فى نجاح فيلمك ؟ فى رأيى لا يوجد ما يسمى بالخلطة السبكية ؛ فكل الأفلام المعروضة تقوم على نفس التيمة تقريبا مع إختلاف طريقة تقديمها ورغم ذلك لم تحقق ايرادات ؛ والفيلم يعنى سيناريو ومخرج وممثل وتصوير وفريق عمل متكامل وليس خلطة ومثل هذا الحديث. هل انتهى عقدك مع السبكى ؟ أنا ضد فكرة توقيع عقد إحتكار مع أى شركة ؛ المهم أن أرتاح فى التعاون مع الشركة وعندما نجتهد سويا وتسخر الشركة إمكانياتها لصالح الفيلم فما المانع إذن من عودة التعاون معها وهو ما يفعله السبكى معى .