الإعلام الخاص لا يثير الفتنة ولكن هناك أزمة فى تدريب المذيعين ليس لى علاقة برحيل شيرين عفت.. والتحقيق مع المذيعين أمر طبيعى تليفزيون الحكومة انعدم فيه الإبداع والمصداقية
على بهنساوى، مقدم برنامج «زى الشمس» على شاشة قناة cbc، استطاع لفت الأنظار فى مدة قليلة كمذيع لأول مرة، وخاصة أنه عمل من قبل كمستشار إعلامى لحملة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح الرئاسى السابق إلى أن طلب منه مدير القناة الانضمام لها كمذيع، وما صاحب ذلك من قلق وصعوبات تحوله من السياسة إلى برنامج متنوع ما بين السياسة والرياضة والفن إلا أنه تحدى نفسة لإبراز موهبته دون أن يخشى المقارنة لوجود مذيعة شهيرة ك«دينا عبدالرحمن» معه فى البرنامج، وعن طموحاته المقبلة، ووقوفه خلف رحيل المذيعة شيرين عفت عن القناة بعد أن ظهرا معا كثنائى فى «زى الشمس».. «الصباح» أجرت هذا الحوار مع على بهنساوى للتعرف على مزيد من الجوانب المهنية لديه..
كيف جاء انضمامك لقناةCBC؟ كانت صدفة أثناء وجودى فى غرفة استقبال القناة كمستشار إعلامى لحملة دكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح الرئاسى السابق لاستضافته فى برنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا» للتحدث عن برنامجه الانتخابى، حيث إن رئيسة تحرير البرنامج أخبرتنى بأن مدير القناة شاهدنى فى أكثر من مؤتمر ويريدنى أن أنضم الى أسرة القناة للعمل فيها بعد انتهاء الحملة الانتخابية، وبالفعل تقابلت مع محمد هانى مدير القناة وشرح لى رؤيته فى ضم مذيعين جدد لقناة CBC، ولكنى أخبرته التزامى بالحملة الانتخابية وأنى سأظل متفرغا لها حتى انتهائها، وبالفعل بعد انتهاء عملى فى الحملة الانتخابية تحدثت الى مدير القناة وانضممت إليها فى شهر سبتمر الماضى. كيف كان استعدادك لكونك تخوض مثل هذه التجربة لأول مرة ؟ عملى كمذيع كان أمنيتى منذ الطفولة ولكن لم أكن أتوقع أن تأتينى الفرصة هكذا، كنت متخيلا أن الفرصة المناسبة لن تأتى او أن دورى فى الصحافة المكتوبة اكبر نظرا لان الاختراق فيها أسهل من الصحافة المرئية بكثير، أى أن الفكرة جاءت ولكن الفرصة لم تأت الا بعد ظهور CBC، و كان لدى قلق كبير بأن أعمل كمذيع لاول مرة على الشاشة، خاصة أن قبل عملى كمستشار إعلامى لحملة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح كنت صحفيا فى مجلة «BUSSNISS TODAY» ومجلة «EGYPT TODAY» حيث كنت مسئولا عن قسم البورصة، ثم سافرت إلى نيويورك وعملت زمالة الإعلاميين من 2009 إلى2010. هل واجهت صعوبات بتحولك من عملك سياسيا إلى مذيع توك شو متنوع؟ ليست صعوبات بقدر ما هى تحول فى طبيعة وشكل عملى السابق لأننى عندما كنت مستشارا إعلاميا لم اكن اخاطب اعلاميين وانما جمهور، وميزة عملى السابق أننى عندما أقرأ خبرا فى الجرنال أستطيع معرفة إذا كان خبرا حقيقيا أم كاذبا او تصريحا لسياسى معين أعرف إذا كان حقيقيا أم تصريحا للاستهلاك المحلى، خاصة لأنى كنت أرى سياسيين كثيرين حولى يصرحون بكلام كثير منه خطأ، وعندما عملت فى موقعى الحالى كمذيع أفادنى عملى السابق فى اختيار المادة الخبرية، وبالتأكيد وجدت صعوبة فى أننى أحضر فقرة رياضية يوم الخميس وفقرة فنية يوم الاربعاء ولكن فى نفس الوقت لا أنكر أن تنوع برنامجى ملىء بالتشويق وبعيد عن الملل. ألا ترى أن النجاح صعب فى برنامج صباحى ؟ -بالتأكيد إحصائيا أن البرامج المسائية ترى أكثر من البرامج الصباحية ولكن هناك ملايين من المواطنين بسبب الظروف الاقتصادية عاطلون وهناك فئات كالمحالين على المعاش وطلبة الجامعات الذين لا يذهبون إلى الجامعة فى وقت باكر وبالتالى لدى فئات كثيرة من المشاهدين الذين أقدم لهم المعلومة الصباحية، كما أن وجودى فى برنامج صباحى يناسب طبيعتى جدا لانى شخص أستيقظ مبكرا وأنام مبكرا وبالتالى «زى الشمس» جاء على هواى.
ألا تفكر فى تقديم برنامج مسائى؟ بالتأكيد أتمنى الفترة المستقبلية تقديم توك شو مسائى على أن يكون بعيدا ايضا عن المواضيع المزعجة للمشاهدين «بعيد عن النكد»، ويكون فى اطار الموضوعات الاقتصادية لخدمة المواطنين مثل كيفية استثمار الاموال، شراء الذهب، اى يتناول موضوعات اقتصادية اجتماعية ومبنى على الشخصيات ايضا والتى لا يشترط أن تكون فى المجال الاقتصادى وإنما شخصيات متنوعة مابين السياسة والفن والرياضة. ما هى أكثر الحلقات التى قدمتها وأثرت فيك؟ هناك عدة حلقات منها حلقة استضفت فيها مريضة وطبيبها الذى استطاع إجراء عملية لها فى منطقة الظهر، حيث كان لديها تحدب كثير فيه، ما شكل صعوبة للغاية بالنسبة لها، حيث طوال حياتها كانت لاتسطيع أن تمشى بسهولة وكان لا يوجد لدى هذه المرأة اى امل فى حياتها أما بعد إجراء العملية أفصبحت تمشى وظهرها مستقيم وتتأمل فى الحياة وبسؤالى لها عن أمنيتها جاوبتنى بأنها تتمنى الزواج، هذة الحلقة أثرت فى كثيرا لان ليس فقط لإظهارى نموذج طبيب استطاع أن يحيى الأمل من جديد لدى امرأة مريضة ولكن نموذج لشخص سعى حتى يستطيع تحقيق حلمه، حيث أرى أن حالة السعى لا نراها كثيرا فى مصر والغالب هو الاستسلام. هل ترك شيرين عفت للبرنامج أثر عليك مهنيا وخاصة لكونكما ثنائيا على الشاشة؟ هناك العشرات مما يعملون فى هذا البرنامج من معدين ومصورين وكل فرد فى البرنامج له أهميته، وشيرين عفت كانت زميلة لى على الشاشة وصديقة أيضا و«زى الشمس» افتقدها كثيرا ولكن فى النهاية فريق البرنامج لابد أن يكمل عمله وكما يقولون فى النادى الاهلى «اللى بيحضر بيغلب»، واللى هيفضل موجود فى زى الشمس فهو هيغلب بى، ولكن الناس الذين لابد من شكرهم بجد هم العاملون وراء الكاميرا الذين يجتهدون بشكل كبير حتى يظهر البرنامج فى أفضل شكل له. هل ترى أن الإعلام يثير أحيانا الفتن كما يشاع حاليا؟ لا أرى أن الإعلام يثير الفتن ولكنه لديه أزمة فى مصر على مستوى التدريب الذى نحصل عليه، وعندما عملت كصحفى لم أجد من يعلمنى سواء مؤسسة او مراكز بعيدا عن الكليات لان ليس كل العاملين فى الجرائد خريجى إعلام، وبسبب الضغط الشديد على الصحفى وظروفه المادية التى لايستطيع احد مساعدته فيها سواء كانت الدولة او نقابة الصحفيين فيضطر للعمل فى أربعة أماكن فى نفس الوقت، وبالتالى المنتج الصحفى الذى يخرج لايكون مدققا بشكل كاف، والصحفى فى النهاية إنسان يحتاج ان يعيش حياته ويتزوج وغيرها من الاشياء، وهذا لايعرفه المشاهد، أما فيما يخص مقدمى البرامج فالبعض يكون لديه عنف فى استجواب الضيف حيث إن المشاهد يعتقد أن المذيع يسعى إلى إشعال الاحداث وتضخيمها، ولا أنكر أن هناك بعض الإعلاميين يتجاوزون اخلاقيات المهنة ولكن أعتقد ان الأكثر غرضه المصلحة العامة وقد يصيب وقد يخطئ ولكن ظروف العمل صعبة. ألا ترى أن بعض الاعلاميين يتجاوزون حدودهم لفتا للأنظار وللشهرة؟ لفت الانظار طبيعى ليس فقط للاعلاميين بل لاعبى الكرة مثلا وهى طبيعة بشرية لابد من أن نغفرها، ولكن الاهم ألا يأتى على حساب المعلومة أو المشاهد وإذا استغل الإعلامى الوقت المخصص له فى لفت الأنظار على حساب المعلومة والمؤسسة العامل فيها فهو خطأ مهنى كبير. وما رأيك فى تهديد الإعلاميين بإحالتهم للنائب العام؟ طالما نرى أن هناك شفافية فى التحقيق مع الاعلامى لايكون هناك اى مشكلة، ولكن كنت ارى فى إحدى الفترات ان البلاغات غير الجدية يتم حفظها ولا يستدعى أحد للتحقيق لانه يكون بلاغا كيديا . وما تقييمك للتليفزيون المصرى؟ أتفق مع تقييم الاستاذ أسامة هيكل للتليفزيون المصرى حاليا بأن هناك عددا كبيرا من العاملين داخل التليفزيون عمالة زائدة وبالتالى انعدم من بعضهم روح الإبداع وبالتالى المنتج يكون غير جيد، ومن عام2011 لم يأت اعلانات للتليفزيون وحينما سالته عن السبب أجابنى بأنه انهيار مصداقية التليفزيون لدى المواطنين وبالتالى ترفض الوكالات الاعلانية التعامل معه، وأنا أتفق مع هذا الرأى لان التليفزيون يمتلك إمكانيات، وفى النهاية المشاهد يريد منتجا مفيدا ومسليا والاعلام ليس فقط قائما على المعلومة. هل هذا يرجع لأنه تليفزيون حكومى؟ إطلاقا والدليل أن محطات الإذاعة المصرية بسبب تشجيع روح الابداع فيها مثل إذاعات راديو النيل، ميجا ونغم وهيتس، وكلها حكومية ا إلا أنها متميزة جدا ونجد فيها إعلانات كثيرة للمشروبات الغازية وغيرها وأحد نجومها هو مذيع محمد على خير مقدم برنامج «مصر الساعة» يوميا من الساعة الثالثة وبالتالى الإعلام الحكومى قادر على الوصول إلى المشاهدين حينما يتحلى بالمصداقية الكافية وبالإبداع كما فى الراديو .