قال مجمع البحوث الإسلامية إنه من السنن المهجورة عدم جعل وِرْد للصلاة والسلام على سيدنا رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، مضيفا "لذا علينا أن نخصص في كل يوم جزءً من الوقت للصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم." واستشهد المجمع بقول عن أبيّ: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: «إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك» كان الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، قد بين فضل الإكثار من الصلاة على النبي. فقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قبلة المؤمنين وقبلة أرواحهم، وقطب الرحى ، ونقطة الدائرة، وهو الباب إلىٰ الله، سدت كل الأبواب إلا بابه الكريم. وأكد أن الصلاة علىٰ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي بعض حقه، والصلاة علىٰ النبي صلى الله عليه وسلم تقبل من كل أحد، من المنافق ومن الفاسق، ومن المؤمن ومن التقي، ومن غيرهم، لتعلقها بالمقام الأجل، فمن يئس من نفسه ورأىٰ أنه لا يطيع ربه إلا قليلاً فليشرع في الصلاة علىٰ النبي صلى الله عليه وسلم مستحضراً حقه ووجوب الأدب معه، فإن ذلك يحمله علىٰ القيام بالفرائض، واجتناب المناهي، والتقرب إلىٰ الله تعالىٰ، وكلما صلىٰ علىٰ النبي صلى الله عليه وسلم فتحت له الأبواب، لأن الله قد قبلها ولو صدرت من قلب فاسق شقي، فما بالك لو أنها قد صدرت من قلب مؤمن تقي. وأوضح أنه ينبغي أن يكثر من الصلاة علىٰ سيدنا رسول الله أيضاً تكثيراً للثواب؛ لأنها جمعت فأوعت، فهي ذكر لله في نفسها، وهي مع ذلك امتثال لأمره تعالىٰ حيث أمرنا أن نصلي عليه صلى الله عليه وسلم ومع أنها طاعة في نفسها مستقلة، إلا أنها تشتمل علىٰ تعظيم سيد الخلق، وهو أمر مقصود في ذاته، ولأنها تشتمل علىٰ أشرف كلمة وهي: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله) فالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم إقرار منك بالوحدانية ابتداءً، لأننا نبدأها بأن نطلب الصلاة من الله وهذا توحيد، وتنتهي بالإيمان بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم. وتابع: هذا بعض شأن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهي الوقاية، وهي الكفاية، وهي الشفاء، وهي الحصن الحصين، وهي التي تولد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين، فيقبلون علىٰ الطاعة ويتركون المعصية، وهي التي تحافظ علىٰ ذلك الحب وتصونه، وهي التي يترقىٰ بها العبد عند ربه، وهي التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة النبي صلى الله عليه وسلم عليه، حيث إنه يجيب علىٰ من صلىٰ عليه، وهي مدخل صحيح، للدخول علىٰ السيد المليح الفصيح صلى الله عليه وسلم ، فالدخول علىٰ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ بالصلاة عليه وبكثرة الصلاة عليه.