أكد الدكتور أحمد هليل رئيس قسم الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف ل«الموجز» أن الوزارة أعلنت عن احتياجها لمرشدات دينيات وذلك لسعي الأوقاف للوصول إلي صحوة دعوية بمصر وتفقيه المسلمين وتعليمهم الدين الإسلامي بمن فيهم المرأة ودورها وخاصة أن المرأة تطالب بحمل المسئولية مثل الرجل، مضيفا انها ايضا لرفع الحرج حيث إن هناك قضايا تستطيع النساء فهمها من المرأة خيرا من رجل. ولفت هليل ان ذلك جاء بالتوازي لسعي الوزارة لاحياء الدروس في المساجد الكبري للائمة والدعاة من الرجال، منوها إلي ان هناك آلية لاختيار المرشدة وهو ان تكون حاصلة علي مؤهل عال مناسب من الكليات الأزهرية أو كلية دارالعلوم، وأن تكون حاصلة علي شهادة من المراكز الثقافية التابعة للوزارة أو معاهد إعداد الدعاة المعتمدة من الوزارة، بالإضافة إلي أنه لابد أن تجتاز الاختبار الشفوي في حفظ وتجويد ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم والمواد الشرعية "تفسير وحديث وفقه وسيرة نبوية"، موضحا أنه في حال اجتياز الداعية للاختبار يصرح لها بإلقاء الدروس في المساجد التي يرتادها النساء، ويحدد لكل داعية عدد 4 دروس شهريا بواقع درس واحد في الأسبوع مبيناً أن الداعية سيحصل علي مكافأة تقدر ب50 جنيها عن الدرس الواحد بحد أقصي أربعة دروس في الشهر. وقال هليل: إن الأوقاف غير مقيدة بعدد بعينه للمرشدات وان الاختبارات هي التي ستحدد العدد، منوها إلي ان عدد المتقدمات ضئيل حيث إنه لم يزد عن 300 مرشدة بكل محافظة، لافتاً إلي انه كلما زاد عدد المتقدمات أعطي للاوقاف فرصة لاختيار الأكثر كفاءة. وأشار هليل إلي ان الأوقاف ستنظم دورات تدريبية للمرشدات قبل البدء في العمل مؤكدا انه لم يتم تحديد الآلية وما سيتم بعد الاختبارات حتي الآن، منوها إلي انه إذا كان للمرشدة الكفاءة للعمل مباشرة سيسمح لها بذلك. وعن القضايا التي ستناقشها المرشدات قال ان المجال مفتوح لهن حيث يشمل الفقه والدين والقضايا الاجتماعية والأسرة، مشددا ان الوزارة لن تلزمهن بقضايا بعينها، منوها إلي ان العمل سيكون وفق إطار عام وهو الارتقاء بالمرأة المصرية المسلمة دينيا وثقافيا وعقليا في جميع المجالات. وشدد هليل علي انه لن يسمح للمرشدات بالتحدث أو إدخال السياسة إلي المساجد، لافتا إلي انه سيكون لقسم الإرشاد الديني الرقابة عليهن، مشيرا إلي انه لن يتم تعرض المرشدة للعقوبات الا بعد النصح والتوجيه. وأكد هليل ان تلك الخطوة للارتقاء بالدعوة واصلاح المجتمع حيث إن الدين أساس كل شيء. أكدت الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر ان اختيار وزارة الأوقاف لمرشدات دينيات للعمل بالمساجد جاء بعد أخونة الوزارة لتبييض الوجه وتثبيت قواعد دعوية لهم اذ ان المساجد اقوي الطرق وانها النافذة الوحيدة لهم ليقيموا الدعوة، مشيرة إلي أن الجماعة تسعي لطرق جميع الأبواب وجمع أكبر عدد مناصر لهم. ولفتت نصير إلي أن جماعة الإخوان المسلمين فقدت الكثير من المودة بين المواطنين، ولذلك نظروا للنساء لتعويض قدر مما فقدوه، منوهة إلي ان السيدات يعانين من قلة الخبرة ولديهن رهبة الدين حيث إنهم حقل خصب ليتم استغلالهن وجذبهن لكسب قدر من الأصوات الانتخابية. وشددت نصير علي ان النسبة الأعظم من السيدات اللاتي يرتدن المساجد بسيطات في الثقافة والتعليم مما يسهل جذبهن وتشكيل تفكيرهن مما يجعل الأمر سهلا امام الجماعة لجني عدد أكبر من الأصوات في الانتخابات. وأشارت الدكتورة فايزة خاطر رئيس قسم العقيدة السابق بجامعة الأزهر أن اختيار الأوقاف لمرشدات دينيات تمثل خطوة جيدة للدعوة نظراً لمعاناة المواطنين في الوقت الحالي بالمساجد لوجود الكثير ممن يفتون من غير المتخصصين من خارج الأزهر، مشددةً علي أنه يجب دعمهن وتأهيلهن خير تأهيل وخاصة فيما يخص قضايا الفقه والأسرة. وقالت خاطر إنه علي الوزارة وضع آلية لمراقبتهن من قبل متخصصين لضمان عدم الخروج عن الإطار المحدد لهن.